Sunday 27 May 2012

شطحات





تستعد المعارضة لإعلان السيد ولد الغيلاني بطلا من أبطالها الأسطوريين… تريده وتحتاجه ككل انسان بالغ, لكن عزيز أيضا يريده ليدخلنا عن طريقه في مواجهة بين القضاء والرئيس فيظهرنا بمظهر الدول المتحضرة التي تتنازع فيها السلطتان بلا أذى..غادر الرجل بيته وصلى ركعتي استخارة أمام مكتبه الذي منع من دخوله فجاء في الاستخارة أن على الرجل ركوب الموجة, فالوجهة الجديدة ليست إلا فترة انتقالية قصيرة قبل الخروج من النافذة ثم إن اليمن ليس “سعيدا” هذه الأيام بسبب العنف المتبادل.


المهم أن السيد ولد الغيلاني سيتحول إلى بطل ورمز من رموز الثورة وسيتم التغاضي والصفح عن كل ما عودتنا المعارضة على كيله له ولجهازه من اتهامات..سيخرج الغيلاني من الأزمة بدراعة شفافة وقميص “حنتوش” سيصفر يوما بعد يوم, وكرسي خشبي في ساحة ابن عباس وتهليل جماهير لا تعرف إلا أن الرجل رفض الانصياع لأوامر عزيز.


انقلاب على المؤسسة القضائية أمر خطير وقد أنتصر في التصدي له ذات يوم القاضي “دي بيترو” حين حاولت المافيا الإيطالية بكل الطرق عزله..أبى الرجل إلا الصمود حتى انتصر.هل نحن أمام الحالة ذاتها…لماذا “مرق” هذا الرجل الذي عرفناه صديقا للأنظمة الإنقلابية,, لماذا رفع يديه تضرعا لله أمام شاشات التلفزيون..


ما خطب الغيلاني يعصي العزيز وقد عرف بالطاعة ولي أذرع القضاة للسلطان,,,لابد أن في الأمر سرا لم يفصح عنه” العازل” والمعزول..وفي انتظار انبلاجه ليس لنا إلا الاستماع بآذان مجت السماع للبيانات التي ستؤله الرجل من الآن فصاعدا…لقد تحول الرجل اللآدمي إلي لبنة ستلتحم بأخريات في جسر ينظلق من ساحة ابن عباس عله يصل القصر الرئاسي,,الأكيد انه لووصل الجسر إلى مبتغاه فلا أحد سيعبره لأن الآخرين لن يقبلوا بذلك,


على المعارضة أن تكون حذرة فقد يكون الرجل مكلفا بمهمة وقد يكون أغضب العزيز حقا وقد يكون ..الأكيد أنه لم يعرف عنه خروجه على الحاكم بإحالة أو حكم أو بأي تصرف كان.


لكن لماذا أنصح المعارضة وأرشدها وأنا لست مغفلا ولا من أقارب الزعيم ولا أعتقد بالجهاد ضد موريتاني حلم كأي موريتاني آخر بالسلطة فحقق حلمه وطلب من القادة خداعنا والتمالؤ معه علينا حتى يتمكن لاحقا من إعطائهم السلطة قبل أن يصطفيها لنفسه..ما لفرق بالنسبة لي كمواطن بسيط بين من بذل جشاعة وتهورا فحصل على السلطة لغاية في نفسه وبين من يريدها صدقة أو بقتلى لكن من الدهماء ولغاية في نفسه أيضا,


قال لي أحد النواب:محمودي لماذا تشن حربا هذه الأيام على المعارضة التي تريد إزاحة نظام غير شرعي فأجبته بأن أولى الخطوات في سبيل هذا الإجراء غير الديمقراطي في نظري تتمثل في ضرورة تعفف النواب عن رواتب يحصلون عليها من برلمان “غير شرعي”…لماذا نقاطع البرلمان ولا نقاطع محاسب البرلمان..أقل ما يمكنك القيام به هو رد المال إلى صارفه وأكثر ما يمكنك القيام به لما تسميه الثورة هو بذل نفسك. ومابين القليل والكثير مراحل لم تصلها بعد. ببساطة لأنك مازلت تستلم راتبك كبرلماني.


مرحبا بالغيلاني في صفوف سجنائه السابقين,,كن واثقا يا سيدي أننا سنسمع منهم قصصا كثيرة عن خدمات كنت تقدمها للمعارضة سرا لكنن ثق أنني لم أعرف فيك إلا أنك رجل موريتاني كان مطيعا لسادته لأنه بقي بفترة طويلة.. وما سواه من كلام كنا نسمعه من قادتنا الذين لا شك سيذكرون عكسه ابتداء من هذه اللحظة…


مبروك للسيد ولد الغيلاني الحصول على تعميد جديد من “تعميدات” المعارضة. لكن ليتوقع أياما من أكل القديد بلا سمن فذلك طعامنا في المعارضة خلال الأيام الأولى قبل أن نتعرف على “مفسد” من الوافدين إليها مكرها…عندما تتعرف علي أحد المفسدين المعارضين تكون قد وضعت قدما على السكة التي توفر السيارات والطعام والدواء في ظل سب الأنظمة الحاكمة ومقارعتها… لكن تذكر قوانينك التي تقول:”باللسان فقط”…فالمعزول لا حول له ولاقوة اللهم إن كان عسكريا متهورا أقيل من لدن درويش طيب لا يعرف أن الإقالة تتبع بإجراءات تطبيقية تتجسد في عالمنا الثالث في نقيب وجنود وسيارة غير مريحة ووجهة مجهولة..حين تستلم صك غفرانك من القادة كن وديعا فقد دخلت عالم الضعفاء.



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment