Monday 28 May 2012

عزيز أين المفر؟





لم يعد خافيا على المتتبع للساحة السياسية فى الفترة الأخيرة والقارئ لها بتمعن يدرك بأن الدولة تمر بأزمات واحتقانات أدت إلى:


- إغلاق المدارس والجامعات


- تأخر رواتب العاملين في القطاعات الحكومية بشتى أنواعها


- البطالة المقنعة بجميع أشكالها .


- برلمان منتهي الصلاحية.


- ارتفاع الأسعار بشكل متسارع وغير مسبوق شكل عبئاً ثقيلاً على المواطن جعله يتساءل إلى أين تسير موريتانيا ؟ في ظل حكم أحادي وفساد مستشر مشرع في شتى مؤسسات الدولة وتسخير ممتلكات الشعب لفرد واحد سرق أحلام الشعب بعبارات رنانة براقة حملت شعارات ـ رئيس الفقراء ـ محاربة الفساد ـ ليتفرد بالسلطة ويفعل ما يشاء دون رقيب أوحسيب .


إن المتأمل في هذه المسرحية (الشعارات) المزيفة التي تظهر العبارات الجميلة ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) وتخفي في باطنها المكر والخداع والتلبيس وإخفاء الحقائق وإظهارها في صورة غير صورتها الحقيقية ، يحسبها الرائي أنها حقائق فإذا ما جاءها وجد أنها سراب في سراب في سراب.


حينها أدرك ولد عبد العزيز أنه في مأزق حقيقي لم يعد خافياً على أحد في ظل إخفاقات متكررة ( منه ومن حكومته المتمالئة معه) في عدم وجود مخرج له من الأزمة الحقيقة التي يعيشها فكر وخطط ونظم وبدأ


- بإطلاق حوار كان مهزلة حقيقية ( بمعنى الكلمة ) فلم يكن المؤتمرون إلا آلة في يده يصرفهم كيف يشاء يرجعون إليه في كل صغيرة وكبيرة (تتعلق ببنود الحوار) وما تلك النتائج المزعومة إلا حبر على ورق ( إن كانت نتائج بالفعل ) وقد بدا ذلك واضحاً للمحاورين في ظهوره مرتبكاً في إحدى زياراته حين طالب بحوار جديد رغم ما أنفق من الأموال في التحسيس بالحوار ونتائجه .


- قيام النظام بتدبير تلك الفعلة المشئومة ( حرق الكتب الفقهية من طرف منظمة إيرا) والهدف شغل الساحة السياسية عن الحشد للمطالبة برحيل النظام فانقلب السحر على الساحر.


- الحملة الدعائية التي تقوم بها التلفزة الوطنية لترميم وجه النظام وإظهاره في صورة مقنعة للجمهور مع الإصرر على إقحام المعارضة والهجوم علىها ( فى الحوارات والمقابلات ) من أجل تشويه صورتها أمام الرأي العام وأنى لهم ذالك ما كل ما يتمني المرء يدركه.


إن نظام ولد عبد العزيز أصبح هشاً وبدأت أوراقه تتساقط ( وفارقه الأهل والأحبة وتغيرت الأنظمة من حوله المساندة له ) في ظل الضغط المستمر من المعارضة (والشعب الموريتاني بجميع فئاته ) التي لم تألو جهداً في نصحه وتوجيهه ودعوته لحوار جاد يقوم فيه بإصلاحات سياسية واقتصادية معتبرة ( على غرار ما حصل في بعض البلدان ) تلبي طموحات الشعب وما يصبو إليه تنقذه من الهاوية التي سقط فيها ولا مجال لخروجه منها إلا بالرحيل وعليه أن يرحل


إن الشعب الموريتاني خرج مناديا لا للعسكر لا لولد عبد العزيز مرددين قول الأستاذ محمد غلام حفظه الله (( لقد أكلت أيامك سريعة ولقد آذنت بالرحيل فعليك أن ترحل ))

الرحيل الرحيل والسبب أجمله في نقطتين


1-فساد النظام وعدم قدرته على إدارة الدولة وسياساته الفاشلة في الداخل والخارج والانفراد بالقرار حتى في أتفه الامور والوعود الكاذبة (حتى مع أقرب الناس إليه والمحالفين له) وأكل المال العام والصفقات المشبوهة التي لا يمكن حصرها منها :


- صفقة مستشفى انواذيبو الذي كلف الخزينة مليار أوقية


- حملة تبرع لجمع مبلغ مليار ومائتي ألف أوقية ( ضريبة على التجار ) تصرف للحزب الحاكم ليقوم بتعبئة مضادة للمعارضة.


2-الجفاف الذي ضرب البلاد وأهلك الحرث والماشية والشعب في جميع المناطق معرضون للموت بسبب الجوع والعطش والمرض وقد بدأت بوادره تنذر بوقوع كارثة إنسانية حقيقة والنظام يرى ألاوجود لمجاعة فى القصور .


إن المثقف الواعي الذي تهمه مصلحة وطنه ودولته وشعبه لم يعد في شك ولا ريب بأن ولد عبد العزيز غير قادر على إدارة البلد لا في الحاضر ولا في المستقبل ولا أعوانه ممن لا يراعون في هذا الشعب إلاً ولا ذمة عاشوا على مص دمائه وإرهاق كاهله بالديون التي لم ولن يستطيع الأجيال قضاءها وإن خرج الشعب يريد الحرية يريد العدالة يريد المساواة يريد إسقاط نظام فاسد بجميع مافى الكلمة من معنى قوبل بالهراوات ومسيلات الدموع والقمع الشديد الذي ينبئ عن حب الأنا والتعلق بالسلطة والركون إلى ملك أخذ غصبا ولم يورث عن أب ولا أم ينسى ويتناسى أنه أعمته شهوة الحكم عن الحقيقة وما القذافي عنا ببعيد فليكن عبرة لمن يعتبر.


يقول السيد قطب رحمه الله إن التعذيب والتشويه والتنكيل… وسيلة الطواغيت في مواجهة الحق ، الذي لا يملكون دفعه بالحجة والبرهان . . وعدة الباطل في وجه الحق الصريح ولكن النفس البشرية حين تستعلن فيها حقيقة الإيمان؛ تستعلي على قوة الأرض،وتستهين ببأس الطغاة؛ وتنتصر فيها العقيدة على الحياة ، وتحتقر الفناء الزائل إلى جوار الخلود المقيم.


إنها لا تقف لتسأل : ماذا ستأخذ وماذا ستدع؟ ماذا ستقبض وماذا ستدفع؟ ماذا ستخسر وماذا ستكسب؟ وماذا ستلقى في الطريق من صعاب وأشواك وتضحيات؟ . . لأن الأفق المشرق الوضيء أمامها هناك ، فهي لا تنظر إلى شيء في الطريق .



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment