Saturday 26 May 2012

إيرا والمنافقون الجدد/ المهدي ولد لمرابط



عندما تنتصر الدعوة الي الحق ويستأصل الباطل ويذهب سلطان الكافرين عند ذلك يظهر المنافقون، وهو ما تؤكد عليه شواهد التاريخ الإسلامي، حيث أن حركة النفاق ظهرت في المدينة بعد غزوة بدر .. ولأن الدعوة دوما يحمل لواءها المستضعفون، وتجابهها الإقطاعيات والمتملقون الباحثون عن لقمة عيش، والطامحون إلى منافع ذاتية ومراكز جديدة، -كما هي في الحالة الموريتانية-، فإن المبادرة الانعتاقية التي حاربت لوحدها رغم إمكانيات محدودة طيلة السنوات الثلاثة الماضية وحررت سعيدا وامباركه ويرك والمختار وغيرهم، لم يتحدث عنها الموريتانيون ولم يثمنوا نضالها من أجل العدالة، بل حاربوها، وفجأة أصبح الجميع يعرفها، وإن كان باسم “ايرا”، والفضل يعود إلى أبواق النظام من أجهزة وساسة وفقهاء وغيرهم.


إيرا والمنافقون الجدد/ المهدي ولد لمرابط

اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على المحرقة الرمزية لبعض كتب الآراء الفقهية، تخرج علينا بين الفينة والأخرى أقلام مأجورة وأخرى تعرض نفسها لتكيل الأوصاف والشتائم للتيار الانعتاقي الموريتاني الذي أشرقت شمسه ولن تنطفئ أبدا “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” صدق الله العظيم.

لا شك أن التاريخ يعيد نفسه، وبدأ المنافقون يتبوؤون الصدارة في واجهة التملق استعدادا لمقاعدهم في النار، “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار”.

تراوحت مساهمات المنافقين الجدد في حملتهم الشرسة باسم الدين، لإنقاذ صنمهم المتهاوي ضد “إيرا”، شارك فيها مشايخ وموظفون وساسة ومن كل حدب وصوب، ظاهرها الدين وباطنها العنصرية والكراهية، على من ستطاع قيادة لواء معركة ضد العبودية، واستطاع فرض مفاهيم ومفردات جديدة، وانتزع سلطانهم من علي العبيد، الذين كانوا يسامون سوء العذاب، فحدث ولا حرج.

ولأن المنافقين الجدد امتداد طبيعي لأسلافهم، هاهم يكررون نفس المنطق وبنفس الروح والسلوك، “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُون”. صدق الله العظيم.

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا …. أبشر بطولة سلامة يامربع

المرجفون في موريتانيا حاولوا استغلال محرقة بعض الآراء الفقهية ضد التيار الانعتاقي، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، فانقلب سحرهم عليهم، وبدوا عاجزين أمام المد الانعتاقي المتجسد في وقفات ومسيرات بالآلاف مبددة مزاعم الأفاكين “فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ “.

وفرضت المحرقة الرمزية على الساكتين عن الحق الإقرار بوجود العبودية في موريتانيا، وسمحت بحدوث حراك داخل منظومة فقه النخاسة التقليدية الموريتانية وفي بيوتات السادة، الذين أحرجوا بفتح كتبهم التي استعبدوا بها بشرا ردحا من الزمن لينكشف زيفها.

وتأكد بعد المحرقة أيضا أن المنظومة الإقطاعية الموريتانية متجذرة في صفوف الموالاة والمعارضة من عنصر “البيظان” وأقلية من “لحراطين” رضت بالخنوع حفاظا على امتيازات شكلية، لا تبقي ولا تذر.

منافقون.. منافقون.. هم قرروا أنهم منافقون.

اليوم وبعد الصدمة التي أحدثها نفض الغبار عن ثمين، بقي التيار الانعتاقي صامدا وحيدا في معركته ضد العبودية والعنصرية، ولن ينال من عزيمته نباح المنافقين التائهين في مرضاة السلطان، متناسين الإسلام والمسلمين.

فليعلم أولك وهؤلاء أن قاطرة الانعتاق انطلقت ولن يوقفها نعيقهم، متمسكين بدستورهم ومواثيقه الثلاثة، حتى يلقون ربهم، “يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ( 13 ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 14 ) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 15 ). صدق الله العظيم

عن الموقع الإلكتروني “المشاهد” بتدقيق لغوي من نور أنفو





noorinfo




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment