Monday 28 May 2012

طوبى لك يا ابن عبد العزيز ..





لبستَ الخشن وألنت الخشن من أيدي أهل الفاقة ويدمتَ بالخلّ ناشفَ الخبزِ وهجرتَ الثريد وقرأتَ القارعة في جوف الليل فأغمي عليك وأنصفت أهل سمرقند بعد أن تمكن منهم جيش قتيبة وقصُرت ولايتك فمررت مرورا سلطانيا كريما … جاءتك الإمارة من أهلها أهلك تسعى موصى بها وأعرضتَ أنت عنها فلم تأتها إلا وأنت كاره لها مكره عليها فلا منازعة للأمر أهله، لا حبْو ترصدٍ للسلطة تحت قبو القصر ولا تحلزن وصاية على الرئاسة ولا قفز انقضاضٍ على الكرسي …


طالت يد عدلكَ الاجتماعي حتى طاف الناس بالصدقة لا يجدون مصرفا لها، لا طوابير أمام “حوانيت التضامن” فقرت النساء في بيوتهن ولم يتقابلن في صَرّة ينتظرن صررهن … كان لك من جدك سَمَِيّك نصيبٌ اؤتمنت فأمّنت فأمِنت فنمت فلا موانع حديدية ولا ظلمات خرسانية ثلاث و لا متأبطين علبا مدفعية من قصار المواسير سود الصفائح قد بدت فوهاتها بمحاذاة الأكمام يجْرون بين يديك مندفعين دافعين منفعلين فاعلين جازمين رافعين ناصبين وكاسرين.


كنتَ أمير الفقراء وفقير الأمراء، فاض في عهدك ميزان بيت المال فلا وصْل ولا تخريق لقانون المالية … لا إطعام للدولة من لحم وجهها و لا لَيَّ لإزار إيرادات الكفاف عمامة اكتفاء زائف بالذات … كافحتَ الفساد فبدأت بأبناء العمومة المتنفذين فلا محتكراً على المسلمين أقواتهم .. ولا مراب مغضوض عنه الطرف ولا مقربا زلفى … لا أرباب سوابق من العهد السابق يمرحون في فيفاء المؤسسات العامة … جئت بابن أبي صفرة في قيوده فلا فلول قادة مسكوتا عنهم يغدق عليهم بترقيات شابت للوصول إليها ولدان من خيرة الجيش فحرموها.


طوبى لك يا ابن عبد العزيز … لا تملقا وقد فارقت دنيانا وشردت بعدك دولة الرشد … طوبى لك … لا مبادرة “نَعَم” استرزاقِ “ولي نِعَمٍ” … لا لكونك “كُلّنا” فهيهات لنا ذاك الشرف، لا نقول “أبق” فذكرك باق ما بقي للعدل ذكر .. لا نقول “فْوالا” فمن ذا الذي لا يعرفك … نصمت حفظا للمقامات ويهمس لسان حالنا:


شتان مابين اليزيديْن في الندى يزيد سليم والأغرِّ ابن حاتم



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment