Monday 28 May 2012

خلفيات إقالة ولد غيلاني





تتحدث مصادر عليمة مهتمة ومتابعة عن امور ادت إلي انفجار الخلاف بين عزيز ورئيس المحكمة العليا السيد ولد غيلاني الذي كان بعض القضاة المتذمرين يسمونه “جنيرال القضاء” لولعه بتنفيذ الأوامر وإعطائها وتلقيها.

وحسب ذات المصادر فقد كان ولد الغيلاني يحسب نفسه مقربا من ولد عبد العزيز ويتصرف على اساس ذلك وقدم خدمات كثيرة كلها صبت في مصلحة و شرعنة محمد ولد عبد العزيز… لكن سلطوية عزيز ونزعة ولد الغيلاني بان يكون سندا من نوع خاص انهت شهر عسل علاقة لم تكن مسوغاتها بديهية بدأت الامور تتعقد حين اراد ولد الغيلاني ان يكون المعاون الأول لرئيس المجلس الأعلى للقضاء ويكون الآمر الناهي في موضوع تسيير القضاء الجالس تكليفا وتكريما ومعاقبة وتحويلا وهنا دخل على الخط مصارع تقليدي هو زير العدل عابدين ولد الخير الذي يمارس سياسة الموالاة من خلال موقعه… واعتقد ان القضاء مسخر له ليكون قائد جناح سياسي في الحوض الشرقي.


وما لبث الوزير ان اصطدم برئيس المحكمة العليا فساءت الأمور لدرجة تبادل العبارات النابية والتراشق بالاتهامات… حاول الوزير الالتفاف على ولد غيلاني عبد دروب اخري موصلة لمبتغاه بعضها يمر عبر القضاء الواقف وبعضها يمر عبر الوزير الاول و شقها المهم يمر عبر مدير ديوان الرئيس، ووصل الامر حد إقامة تحالف رباعي يضم مولاي ولد محمد الاغظف وسيد احمد ولد الرايس ومدير دوان الرئيس بغاية تشويش اداء ولد غيلاني وتشويه صورته لدي الرئيس… وبدأ اعداء ولد غيلاني يتمترسون حول الرئيس الذي استخدم من خلال دفعه لإعطاء توجيهات بشؤن تحويلات وتعيينات وقضايا متعلقة بالقضاء دون الرجوع لرئيس المحكمة العليا… وزاد الرئيس حنقا على ولد غيلاني بعد احتجاج الاخير على تأخير ترتيبه في حفل رفع علم الاستقلال وتفوه حينها ولد غيلاني بانه يمثل السلطة القضائية التي يفترض ان تكون محترمة وان تكون على قدم المساواة مع السلط الأخرى بروتوكولايا على الاقل.


ودخل على الخط انتقال المحكمة العليا إلي مقرها الجديد واستخدم معسكر الوزير مقاولين وموردين محسوبين على الرئيس لجلب اللوازم دون علم رئيس المحكمة الذي افهم ان عليه ان يحتل الموقع عندما يكون جاهزا ويدشنه الوزير… ثم تتالت المصائب فسحب الحرس من امام المحكمة العليا واستبدل بحراس مدنيين ملابسهم مترهلة ولا يؤدون تحية الصباح والمساء لرئيس مولع بطقوس الرمزية… وتواصل تدخل “معسكر الاعداء ووصل حد إعطاء توجيهات محددة بشأن ملفات بين يدي المحكمة العليا وظل ولد الغيلاني يماطل ويتحاشي الصدام إلي ان جاءت لحظة الصدمة حين استدعاه مدير الديوان ولبا الدعوة على الفور زوال الخميس الماضي فمازحه مدير الديوان على غير عادته بأن اصل العرب هو اليمن وأن كل شيء يرجع إلي اصله ولم يمنح ولد الغيلاني عناية لتلميحات مدير الدوان لأنه لا يكن له كبير احترام.


وعندما دخل ولد غيلاني على الرئيس حياه عزيز واقفا وقال “اشكرك على عملك وخدماتك التي يمكنك ان تقدمها مستقبلا من الخارج وتحديدا من اليمن، انتظر ولد غيلاني حتي اكمل الرئيس حديثه واشار عليه بالجلوس فجدد الشكر على ثقة الرئيس وقال انه يعتقد انه اكثر تأهيلا لخدمة الدولة من موقعه سيما وان القانون يمنحه ذلك وعندها نهض عزيز مرة ثانية واقفا وودعه… عاد ولد غيلاني غير متأكد من مآلات الأمور ولكنه بمجرد عودته تلقي اتصالا من احد مقربيه بأن وزير العدل مبتهج وان خصومه يحتفلون… فقال ولد غيلاني منفعلا عليهم ان لا يبيعوا فروة الدب قبل ان يقتلعوها… انا في مكتبي ازاول مهامي… على اثر هذه المكالة اجري ولد غيلاني عدة اتصالات لاستطلاع مسارات الامور وتأكد في نهايتها ان الموضوع بات يوخذ على محمل الجد وكان جاهزا للعودة إلي ولد عبد العزيز وقبول حل يعطي مخرجا للرئيس ولكن الرئيس خلال اللقاء الثاني كان منكمشا وحصر ولد الغيلاني في زاوية قبول الامر الواقع وإلا…


ولم يفوت ولد غيلاني الفرصة فأكد هذه المرة رفضه لتقديم الاستقالة وعدم رغبته في الذهاب إلي اليمن وانتهت المقابلة وبعدها امر الرئيس مدير الديوان بإحضار مرسوم تعيين خلف ولد الغيلاني وتسارعت وتائر التأزم وانقسم الناس بين اكثرية مساندة لبقاء رئيس المحكمة العليا في منصبه واقلية تطالبه بالرضوخ لأن تراجع رأس الدولة عن قراره غير مقبول.


والشيء المؤكد هو أن لوبي ولد الرايس ووزير العدل وآخرون من دفع الرئيس لأتخاذ القرار غير المؤسس قانونيا ومدير الديوان هو من اقترح البديل ومولاي ولد محمد الاقظف هو من اقنع محمد ولد العبد العزيز بعدم التراجع.

والموضوع يفتح جبهة جانبية على عزيز كان في غني عنها فمعارضوه يطالبون برحليه والقاعدة تتجمع على الحدود وخطرها لم تردعه حروبه الاستباقية العشوائية… وكان يتهم بأنه يحتكر السلطة التنفيذية وان مؤسسة الرئاسة غير شرعية ويتهم بان السلطة التشريعية منتهية الصلاحية وباطلة والآن عصفت قضية ولد الغيلاني بالسلطة القضائية وحولتها إلي شيء غير ذي بال وما لا يعرفه عزيز هو ان اثافي الدولة والحكم هي السلط الثلاث وحين تزاح الأثافي تنفجر القدر وتحرق النار كل شيء.


يعقوب ولد سلام/ الرأي المستنير



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment