Wednesday 30 May 2012

هل سيمضي السنوسي بقية حياته في موريتانيا؟





ألقى الصحفيان محمد ديوب و كلود أوليفيه فولوز الضوء على وضع رئيس جهاز المخابرات الليبي السابق، عبد الله السنوسي المعتقل في موريتانيا بتهمة دخول البلاد بطريقة غير شرعية.

وكشفت مصادر مقربة من المخابرات الموريتانية عن بعض ملابسات اعتقال السنوسي الذي يعتبر صندوق أسرار القذافي.


وأوضح الصحفيان، في مقال نشر على الموقع الإخباري الفرنسي “رو89 كو”م، أن السنوسي يمكث في مكان مثالي هادئ، في إحدى الفيلات الفخمة في كتيبة أمن الرئاسة الموريتانية حيث يقضي أيامه، وهو ما تمكن الصحفيان من التأكد منه.


وذكر أحد الجنود الموريتانيون أن السنوسي يحب السفر داخل البلاد “للاستراحة” وقال أحد الموظفين في منظمة الصليب الأحمر “إنه معتقل في ظروف جيدة”، بعد أن تمكن من التحدث إليه خلال ساعتين يوم 10 مايو الحالي.


“دوافع أخرى”


وقد مضى على اعتقال السنوسي 65 يوما في حماية تامة وفق الحد الأقصى المسموح به من قبل القضاء الموريتاني، ولذلك فإنه من الضروري إيجاد حافز الاتهام، كي تتمكن من المحافظة على رجل مهم للغاية ويحمل عديد الاسرار في نواكشوط.


وكان القضاء الموريتاني قد وجه تهمة للسنوسي بدخول البلاد بطريقة غير شرعية، وتعليقا على ذلك قال الصحفي الموريتاني المتخصص في مسائل الأمن أسلمو ولد مصطفى “إننا نتتبعه بتهمة الهجرة غير الشرعية، جنحة لا معنى لها، ومن المعلوم أن الليبيين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول إلى موريتانيا”.


وأضاف “ومن ثمة، فإن هذا الرجل يديه ملطخة بالدماء، هناك دوافع أخرى للتحقيق معه.

وبالرغم من ذلك، فإن الموريتانيين هم من أنهوا رحلته، واعتقلوه في الليلة الفاصلة بين 16 و17 مارس في مطار نواكشوط، حيث كان على متن الطائرة التابعة للجوية الملكية المغربية قادما من الدار البيضاء بالمغرب، ويحمل جواز سفر مالي مزوَر.


مراقبة


وبخصوص إقامته في المغرب، قال الجندي الموريتاني “لقد كان مراقبا بشكل كبير وتعرَض للمضايقة كذلك، وقد دفعته المغرب إلى أقصى حدَ تجنبا لتوقيفه وتسليمه إلى السلطات الليبية، وتجنبا لتكرار سيناريو الجزائر التي تأوي عددا من أفراد أسرة القذافي”.


وأوضح الصحفيان أنه بسبب هذه المراقبة المشددة، اقتنع السنوسي بالمغادرة في اتجاه موريتانيا، ولكن كان ذلك مصيدة أعدت بدقة، وفق الجندي الذي قال “لقد كان السنوسي على متن الطائرة مرفوقا بمستشار الشؤون الأمنية في السفارة الموريتانية في الرباط، ولدى وصوله، كان محيط المطار تحت مراقبة مشددة”.


ولم يكن عبد الله السنوسي ينتظر مثل تلك المعاملة في موريتانيا، على اعتبار العلاقة الجيدة التي كانت تربط الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز بالقذافي ويعتبر حليفا وفيا له، وبحسب مسؤول مقرب من جهاز المخابرات الموريتاني كانت هناك “مفاوضات في الجزائر يوم 10 ديسمبر، بمناسبة رحلة رئيس الدولة الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الولايات الداخلية للبلاد.”


وأضاف: “وفي هذه الحال، فإن الرئيس الموريتاني التقى أعضاء أسرة القذافي والسنوسي اللاجئين في الجزائر، وبهذه المناسبة التزم شخصيا بالوقوف إلى جانب عبد الله السنوسي”.

ولكن يبدو أن الرئيس ولد عبد العزيز لم يف بوعوده تلك على الأقل وفق انتظارات أسرة السنوسي.


ويعتبر السنوسي صندوق أسرار القذافي، وفي هذا السياق قال الصحفي ولد مصطفى “إنه الصندوق الأسود لدى القذافي، وذلك من حسن حظ الليبيين. إنه يعرف الكثير. وهو رجل مهم جدا. “


وتتوافد أجهزة المخابرات الغربية على نواكشوط ليتم الاستماع إلى حامل أسرار القذافي، كما أن السلطات الموريتانية هي من تسمح لهم بالمرور، بحسب شهادات جمعت من مصادر مقربة من جهاز المخابرات الموريتانية.


أسرار دولة


وكانت هناك علاقات جيدة تربط وزيرة الشؤون الخارجية الموريتانية السابقة، ألناها منت مكناس مع ليبيا القذافي وذلك كان معروفا لدى الجميع في العاصمة الموريتانية.


وقال مصدر مقرب من المخابرات الموريتانية “لقد طلب منها ترك منصبها بعد سقوط العقيد، فقد أصبحت علاقاتها مع القذافي مزعجة، وهددت غاضبة بالكشف عن أسرار دولة. ومنذ ذلك الوقت أصبحت سفيرة في اسبانيا”.


ولكن أسرار الدولة لم تنته، بحسب نفس المصدر، حيث أثار على وجه الخصوص – دون التمكن من إثبات ذلك- فساد مبعوثين من الاتحاد الإفريقي جاء لتقريب وجهات النظر بين المتحاربين في الجماهيرية وقال ” القذافي كان قد ملأ طائرة المبعوثين بالذهب، وهذا الذهب مخبأ اليوم في موريتانيا وجنوب إفريقيا”.

وعلى حدَ قوله، فإن هناك رجال أعمال موريتانيين متورطون في إرسال مرتزقة لمساندة القذافي أثناء الثورة.


وأضاف “إن هؤلاء سيبذلون كل جهد كي يمضي السنوسي بقية حياته في موريتانيا”.


المحرران: محمد ديوب و كلود أوليفيه فولوز، موقع “رو89 كوم” الفرنسي


الرابط: http://www.rue89.com/2012/05/28/les…



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment