الخميس 27 أيلول (سبتمبر) 2012
![]() |
محفوظ ولد اجواد |
تابعت كغيري من الموريتانيين اللقاء الذي بثته (التلفزة الوطنية ) مع رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل ” في إطلالة – تواصلية – نادرة تشرفت بها التلفزة الوطنية مع كوكبة من خيرة أبناء هذا الوطن وأكثرهم تضحية من أجله وبذلا في سبيل كرامته , متأكد أن متابعي التلفزة الموريتانية – إن وجدوا – تابعو الليلة حلقة فريدة من نوعها شكلا ومضمونا إمتزجت فيها الأصالة با المعاصرة والقرآن باالهدي النبوي والطرح الجميل مع التحليل الدقيق والتنظير العميق فصال السياسي المحنك والمفكر القدير محمد جميل ولد منصور وجال في شعاب وأودية هذا الوطن مشخصا الداء ومرشدا إلى الدواء .
بطريقة فريدة إن كانت ستجد آذانا صاغية وعقولا تدرك الدروس البسيطة أطل جميل رفقة كوكبة من إخوانه إختلفت مشاربهم وتعددت أعراقهم وتنوعت لغاتهم ووحدهم الإسلام الجامع في لوحة وطنية خالصة عنوانها أن لاشيئ يمكنه أن يوحد ويجمع أكثر من هذا الدين أعجبني شخصيا ذلك المشهد المهيب على شاشة التلفزة الذي جمع تلك الأوجه المتوضئة والأيادي البيضاء حمدي الحرطاني , وغلام البيظاني , وإدريسا كمرا الزنجي كان جميل كما توقعنا جميعا ذلك الرجل الهادئ العميق وكان بحق أمل فجر مبين يلوح في كل العيون الحريصة على هذا الوطن فستحق بذلك أن يتوقف المتابعون والمشاهدون لحظة تأمل في تلك المقابلة ,التي قل أن تشاهد شبيهاتها على شاشة تلفزتنا اليتيمة !
تقي الله . . . :
إفتتح مدير البرامج في التلفزة الوطنية محمد تقي الله الأدهم حواره بكثير من التساؤلات , والإشكالات , وركز على حزب ” تواصل ” ومن المنطقي بل من البديهي أن وزير الإعلام في حكومة النظام ومدير ديوان الرئيس … الخ من من تزعجهم تلك الإطلالة البهية للرئيس محمد جميل ولد منصور سيساهمون من قريب أو من بعيد في طرح الأسئلة على الرئيس جميل إن لم يكن بشكل مباشر فعلى الأقل من خلال الرأي والمشورة ! وذلك أضعف الإيمان فلن يكلوا أمر خطيب مفوه وإعلامي متمرس وسياسي محنك للإعلامي تقي الله الأدهم .
من باب الإنصاف كان تقي الله محترما في محاورته للرئيس جميل وكان هادئا إلى حد بعيد وحافظ على ابتسامته طيلة البرنامج وعلى هدوء يذكر فيشكر رقم المحاولات المتكررة له مقاطعة الرئيس ومحاولة إبعاده عن بعض المواضيع الحساسة ومحاولة إحراجه في بعض الأحيان وهو أمر مباح له لكنه لم يوفق فيه أمام حجج الرئيس محمد جميل الدامغة .
ثلاثة في واحد :
وأقصد هنا طبعا محاوري الرئيس جميل وهنا أريد أن أمر بعجالة على تركيبة هؤلاء المحاورون فلم يوفق إطلاقا تقي الله في استضافة هؤلاء وخاصة أنهم جميعهم من أبواق النظام المعروفة ومن محاوري رئيس الجمهورية في ” لقاء الشغب ” الأخير إذا مااستثنينا سيدي محمد ولد ابه المعروف بمواقفه المعادية للتيار الإسلامي وتطاوله المشهود من خلال موقعه ” البديل ” على رموز الحركة الإسلامية العالمية والموريتانية بشكل خاص فقد جعل من موقعه ومن صفحته على موقع التواصل الاجتماعي منبرا لسب العلماء والدفاع عن الطغاة حاول ولد أبه الذي يبدو انه لم يكن في حالة نفسية تسمح له بمحاورة الرئيس جميل حيث فقد توازنه بعد أول سؤال طرحه مستفسرا عن – مستشفى النور- محاولا التهكم والسخرية متسائلا وبطريقة مريبة عن بعض خصوصيات أهل ” تواصل “محاولا بطريقة مكشوفة إحراج الرئيس جميل تذبذب ولد ابه ولم تأخذه العزة با الإثم فجواب الرئيس أعاد لسان – الصحفي العدو – إلى جحره ولم يطرح في الحوار سوى سؤالين وأكثر النظر في ساعته عل وعسى كنت أظن ولد ابه وجد فرصته سيملك من الجرأة مايرحم به على قائده ويسأل الرئيس جميل عن سر دعم الثورة الليبية , وموقفهم من تسليم (المجاهد ) عبد الله السنوسي لكن ولد ابه بدى على حقيقته ضعيف الحجة مختلط الأوراق وظهر المظهر الطبيعي الذي ينبغي أن يظهر عليه المتآمرون أظن المكسب الوحيد الذي خرج به هو مشاهدة الموريتانيين لوجهه فقل أن يظهر ولد ابه إلى خلف صورة القائد المقبور !
بعد فشل ولد أبه في أداء مهمته تبعه مباشرة ولد عمير من حيث الفشل في طرح الأسئلة وسوء النية المبيت ضد حزب التجمع الوطني ورئيسه حاول الرجل جاهدا الدفاع عن النظام لكنه لم يوفق فأعاد الكرة وحاول الوقيعة بين أهل “تواصل ” وأنى له ذلك ظهر الغضب على وجه الرجل وانتفخت أوداجه واحمرت عيناه وهمس في أذن صاحبه وتنكر لمهنته – وتضاحك – وحاول أن يستقبل من أمره ما استدبر لكن كل محاولاته لم تنجح ولم أجد أصدق من قول أحدهم فيه “حين يطلب ولد عمير “لقالة ..” فاعلم أن رماح القوم “أجرتي .. ” صدق الرجل ,المحاور الثالث كان من أحسن القوم وإن كان من أكثرهم تشويشا وهمسا في أذن عمير الذي يبدو انه أمير الألسن المرسلة , وكانوا ثلاثتهم معدنهم واحد وجامعهم واحد وولي نعمتهم واحد وتنكرهم لمهنتهم عامل جامع .
لاللمزايدات :
ذلك هو لسان حال الرئيس محمد جميل ولد منصور حين تحدث عن نضال رجال” حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “فيما يتعلق با العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني فأخرس الألسن التي تحاول جاهدة أن تجعل من محمد ولد عبد العزيز رمزا لأنه قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني فوضح الرئيس وأثلج الصدر في تلك المزايدات مبينا وموضحا ملابسات ذلك القرار وعرج بنا نحن معاشر أبناء التيار الإسلامي إلى تلك المرحلة النضالية التي رسمها رفقة الرئيس محمد غلام ولد الحاج الشيخ في الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني مذكرا بتظاهرة “الداخلية” وتظاهرة رفض زيارة وزير خارجية الكيان في ذلك الوقت الذي كان يرابط فيه “عزيز ” عند بوابات القرص حارسا كان قادة ” تواصل ” يرابطون في الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني ,أظن أن ذلك الجواب الشافي سيظهر لتقي الله وصحبه من بكى من تباكى .
رفض الرئيس أيضا المزايدة في المعطيات الاقتصادية والأرقام الوهمية وأشار ببنانه وبطريقة محترمة إلى مصاصي دماء هذا الشعب من محيط الرئيس وأعوانه وتجاره .
وكان لمداخلة النائب المحترم السالك ولد سيدي محمود وقعها المزلزل على نفوس أشقياء القوم فقدم الأرقام والدلائل, وزاد على ذلك بصراحته المعهودة التي يكره أعوان النظام وأزلامه .
إطلالة . . . أعادت الأمل :
أعادت إطلالة الرئيس جميل الأمل من جديد في نفوس الشباب الطامح للتغير والشعب الساعي لكرامته فقد تكلم جميل بلغة الثائر المناضل والمواطن المطالب بحقوقه والسياسي المحنك والمحلل الواعي ,بتطلعات شعبه . وأعادت الثقة للتلفزة الوطنية ولجمهورها فيها فقد سئمنا الرتابة وتكرار الأوجه والثناء على النظام سئمنا ” استقبل وغادر ” الشعب الموريتاني بأكمله نظر إلى التلفزة الوطنية لأنها جددت وأعادت بعث الأمل , من خلال تلك الطلة البهية للرئيس محمد جميل .
انتهت الحلقة ومعها انتهت ليلة نادرة من ليالي التلفزة الوطنية ليلة استطاع فيها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ممثلا في رئيسه محمد جميل ولد منصور انتزاع ساعتين من وقت التلفزة الوطنية نتيجة مواقفه وما يقدم للوطن وللشعب , اسأل الله أن يبقى حزب ” تواصل ” تلك الشجرة الطيبة الثابت أصلها وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وأن يظل حزب الشعب منه وإليه يجده المهمشيين والمظلومين. وأن يحفظ قادته لهذا الوطن ويوفقهم لمايحبه ويرضاه .
Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:
Post a Comment