Friday 28 September 2012

مسعود ولد بولخير: الطريق الثالث | ‫#موريتانيا أخبار

تطفو من جديد على السطح مبادرة مسعود ولد بولخير الهادفة إلى إعادة المتصارعين السياسيين، المتطرفين أو الذين أرغموا على التطرف، من الأغلبية ومن منسقية المعارضة الديمقراطية، إلى طاولة المفاوضات، برعاية قوة من الوسط هي المعاهدة من أجل التناوب السلمي التي هو عضو فيها، وذلك في مشهد سياسي يتسم بالسبات والانبهار. فهل هو أمل جديد؟ هل هو طريق ثالث توافقي ومنقذ للبلاد؟ هل هو رأس جديد لشركاء فقدوا رأسهم منذ بعض الوقت؟


مسعود ولد بولخير: الطريق الثالث

يبدو رئيس الجمعية الوطنية، ولد بولخير، اليوم، مُصِرا، على كل حال، على وضع النقاط على حروفِ ما كان، حتى نهاية الربيع الماضي، مجرد اقتراح لفظي؛ مجرد مشروع غير مصنف؛ مجرد محاولة – عبثية تقريبا- لتهدئة ساحة سياسية تتفاقم.



اليوم يبدو شعار "ارحل عزيز" الذي ترفعه -حتى الآن- منسقية المعارضة الديمقراطية، مبالغا فيه وغير واقعي ولا قابلٍ للتطبيق. ومحمد ولد عبد العزيز، الذي يعاني نظامه من اختلال وظيفي، دستوريا على الأقل، من خلال وجود برلمان مشرع خارج الفترة الزمنية المنصوص عليها واستحقاقات انتخابية مؤجلة إلى أجل غير مسمى، ربما يكون اليوم، بشكل موضوعي، مهتما بأي طريق توافقية.



هذه هي- ربما- الخلاصة التي توصل إليها مسعود عن الساحة السياسية. وهي ما جعلته يمضي قدما، ويعلو درجا آخر نحو الأعلى. وربما يكون مسعود، شخصيا، هو من يقوم بتحرير مضمون المشروع. يتم الحديث عن وثيقة يبرر فيها المعارض الكاريزمي "خارطة طريقه” بسياق اجتماعي قريب من الانهيار، مع تذكير بحالة الصراع في مالي المجاورة وتوقف عند الأخطاء المرتكبة من الجانبين؛ النظام والمعارضة الراديكالية. بل إنه ربما يجري التحضير لتقديم علني للمبادرة هذا الأسبوع، في قصر المؤتمرات الذي تم حجزه بالفعل لهذا الغرض.



يقوم تحليل ولد بولخير على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية سيكون عليها، من بين أمور أخرى، تنظيم الانتخابات البرلمانية والبلدية المرتقبة.



الجميع ينظر باهتمام، أو هكذا، إلى موقف رئيس الجمهورية من مشروع مسعود. هذا الأخير صرح، علنا في مؤتمر صحفي قبل أيام قليلة، بأن ”محمد ولد عبد العزيز هو حقا علبة مغلقة" في ترجمة لمثل بالحسانية يعبر عن صعوبة إقامة روابط مستمرة وإيجابية مع محمد ولد عبد العزيز. وحتى إن لم يكن ولد عبد العزيز "علبة مغلقة"، فإنه، من دون شك، "صندوق أسود". والمبادرة تقترح إيجاد حل للطائرة-موريتانيا التي سقطت حديثا أو قديما، باعتبار اختلاف الآراء؛ حيث إن لكل رأي تاريخه المرجعي الخاص به.



ولكن يجب مع ذلك التذكير بأن الموقف الذي اتخذه حتى الآن محمد عبد العزيز بشأن مبادرة ولد بولخير، قابل للمراجعة في ضوء التطور الفعلي للمشروع.

وسط موسع



في الوقت ذاته فإن بعض الأحزاب السياسية في الأغلبية، على الرغم من هامشيتها، دخلت بالفعل في محادثات مع مسعود. وهي على استعداد للإبحار معه في هذه القضية. مثلها مثل قادة بعض النقابات ومنظمات المجتمع المدني. وحتى أن أوساطا في منسقية المعارضة الديمقراطية قد لا تكون بعيدة من الاشتراك فيها بشكل واضح ومؤثر.



كما أن القاعدة العامة التي اعتمدتها منسقية المعارضة الديمقراطية تجاه مسعود براغماتية إلى حد ما. فهو -في نظرها- رفيق درب لا ينبغي أبدا السماح بافتقاده مرة أخرى. ولذلك تعتمد المنسقية مسايرته وعدم ترك خصمها ينفرد به.



قد تشكل مبادرة مسعود، أيضا، بالنسبة لمنسقية المعارضة الديمقراطية، إشارة أمل في لحظة حرجة من النضال. وبالتالي فهي فرصة يجب استغلالها.



إن على محمد ولد عبد العزيز أن يستخلص دروسا من عناد غير ذي فائدة ولا يساعد في تقدم الأمور. وإعادة قراءة أكثر نزاهة لمبادرة مسعود قد تقود ولد عبد العزيز إلى اتخاذ موقف جديد منها.



موقف جديد قد يلاقي موقفا جديدا تتخذه منسقية المعارضة الديمقراطية التي يبدو أنها أكثر تراجعا. حكمة تتحدث إلى حكمة أخرى. هذا أكثر مسؤولية. وهو كذلك أكثر واقعية.


المصدر: بلادي



ترجمة: نور أنفو
u[





noorinfo




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment