Saturday 29 September 2012

أكجوجت: شباب للتنظيف وشباب للتطفيف | #موريتانيا أخبار

مبادرة شبابية لتنظيف اكجوجتمبادرة شبابية لتنظيف اكجوجتأكجوجت ـ التواصل ـ محمد عبد القادر


بدأت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة حملة لتنظيف مدينة أكجوجت. وكانت نقطة البداية من السوق المركزي للمدينة، الذي يعاني من تراكم القمامة التي يشكوها رواد هذا السوق وتجاره على حد سواء.


وقد قامت مجموعة مكونة من 20 شابا وشابة تقريبا، قدموا من مختلف أحياء المدينة، بتنظيف هذا السوق ومحيطه، في جو من الحماس وتشجيع بعض المارة، وتثبيط البعض الآخر، ممن يعتبرون هذا العمل عبثيا إذا لم يتمتع بطابع الإستمرارية، مستدلين على ذلك بمبادرة شبابية سابقة قامت بتنظيف حي “أدباي” الذي عاد الآن إلى سابق عهده.


وتشرف على هذه المبادرة مجموعة من الشباب من منتسبي “مبادرة معا من أجل مدينة نظيفة” التي أسسها بعض الشباب الخارجين من العباءة الرسمية التي تمثلها “الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية” التي غابت عن هذا النشاط الخارج على وصايتها، لكونها تعتبر نفسها الممثل الشرعي الوحيد لجميع الشباب، الشيء الذي تؤكده المندوبية الجهوية للشباب والرياضة، على لسان المندوب الجهوي، والتي ترفض التعاون والتعامل مع أي نشاط شبابي لا يمر عبر هذه القناة.


وفي لقاء مع المسؤول الإعلامي للمبادرة السيد سيدي محمد ولد الهادي، أكد أن هذه المبادرة تهدف إلى تنظيف المدينة وليس لها أي طابع سياسي أو فئوي، وتعتمد، في الأساس، على مواردها الذاتية، وإن كانت قد حصلت على دعم مالي محدود وصل، حتى الآن، مبلغ 300 ألف أوقية، سيتم استثمارها في أدوات العمل الضرورية. كما قامت البلدية بمساعدة المبادرة في اليوم الأول، كما رأيتم، بشاحنة وبعض العمال لجمع القمامة وتفريغها في المكبات الكبيرة.


وفي لقاء مشترك مع رئيس هذه المبادرة: الشيخ أحمد ولد المقري، وأمينها العام: أحمد ولد اعبيدنا، أكدا بأن هذه المبادرة الشبابية مرت بمخاض عسير، كاد أن يقضي عليها في المهد، والغريب أن ذلك جاء ممن كان يجب أن يحتضنها. فقد لقيت هذه المبادرة، معارضة قوية من”الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية” والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة، على حد سواء، حينما قررت، هذه المبادرة، قبل أسبوع من الآن، وبالتحديد في: 20/09/2012، إقامة سهرة تحسيسية حول تنظيف المدينة، وكانت تعول كثيرا على المساعدة المادية والمعنوية لهاتين الهيئتين، الشيء الذي لم يحدث، بل إنهما تواطأتا على إجهاض هذه المبادرة منذ اللحظة الأولى، يقول، ولد المقري، فبعد الكثير من المماطلة والتسويف، رفضا مساعدتنا بالوسائل المادية المتواضعة التي يتوفران عليها، مثل المقاعد، ربما لكونها تمت إعارتها للبعض في إطار مناسبة اجتماعية، لا تمت بصلة لهموم الشباب، بينما تم حرماننا نحن منها! وحتى الباص الممنوح من البلدية لشباب المدينة، لم نستطع الاستفادة منه! بل ذهبت المندوبية الجهوية للشباب والرياضة، إلى أبعد من ذلك فأكدت لنا أننا لن نستطيع القيام بهذا النشاط مهما كلف الثمن! وفعلا قامت بمحاولة فاشلة، في الدقائق الأخيرة، من أجل منع إقامة هذه السهرة التحسيسية، وذلك بالتدخل لدى السلطات الإدارية للتشكيك في الترخيص الأمني الذي حصلنا عليه في المهلة القانونية، فكاد أن يتم إفشال هذا العمل الشبابي الذي لا يهدف إلا إلى تحسيس الساكنة حول أهمية النظافة وتحديد موعد لها! والذي قمنا بتأجيله، من 21 إلى 28 من الجاري، بناء على طلب من البلدية، لكونه يصادف توقيت الأسبوع الثقافي الجهوي، ولكوننا نراعي الاعتبارات العامة.


ويضيف الأمين العام: كنا نتوقع افتتاحا رسميا من طرف الجهات الوصية (المهتمة) بالشأن الشبابي، سواء تعلق الأمر بالمندوبية أو الشبكة، الشيء الذي لم يحدث! ولم يبرر، وهنا أنتهز الفرصة، يقول الأمين العام، لأشكر الحضور الرسمي الوحيد لتلك الأمسية، والذي تمثل في العمدة المساعد، السيد: أحمد سالم ولد باب أحمد.


وهنا لا يفوتني، يقول رئيس المبادرة، أن أشير إلى أن هناك تفاهمات بين الجهات الرسمية، وخاصة المسؤولة عن قطاع الشباب، لا تخدم قضايا الشباب، بل تهدف إلى تفرقته وتشتيت جهوده، وفي هذا السياق فإني أتساءل، على غرار زملائي الشباب، عن مبلغ 100.000 أوقية الذي أعلن رئيس الشبكة، السيد المامي ولد إبراهيم، عن منحه من طرف عمدة البلدية السيد: سيدي ولد المان، والذي لم يصل إلى المستفيدين حتى الآن؟


لهذه الأسباب، ستلاحظون اليوم الغياب التام لأي من هذه الهيئات الوصية على النشاطات الشبابية، رغم كون الأمين العام للشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية عضو في مبادرتنا، ويحضر اجتماعاتها الدورية، لكنه في كل مرة يتغيب عن نشاطاتها بمبرر أو بغيره.


شاب آخر، له مآخذ على “الشبكة” ـ كما اعتاد الشباب على تسميتها ـ إنه عثمان علي، رئيس نادي “النجوم” والذي شكك في نزاهة طريقة توزيع الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية للدراجات الهوائية، وعددها 30 دراجة، على الأندية الرياضية، من أصل 50 دراجة احتفظت المندوبية الجهوية بـ 20 منها!


وللمزيد من التوضيح، التقينا السيد المامي ولد إبراهيم، رئيس الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية، والذي نفى أي وقوف للشبكة في وجه أي عمل شبابي، فهي وجدت من أجل الشباب ولخدمته، ولكن تجاهل المبادرة لها وعدم إشعارها لنا في الوقت المناسب، إضافة إلى أننا كنا جد مشغولين بالتحضير للأسبوع الثقافي والرياضي المنظم على المستوى الجهوي، والذي كان يحتل الأولوية بالنسبة لنا، لذا لم نستطع التعاون مع هؤلاء الشباب كما لم نستطع أيضا حضور نشاطاتهم، وهذا لا يعني أبدا معارضتنا لها، فهذه النشاطات من صلب اهتماماتنا. وعن سؤال حول المبلغ الذي منحه العمدة للشباب، يقول رئيس الشبكة، تربطنا بالبلدية علاقة ممتازة، فهي من قام بترميم مقر الشبكة وتعهدت بتزويده بالكهرباء، كما أهدت باص للشباب يقوم باستغلاله في نشاطاته. أم عن المبلغ المذكور، فبعد أسبوع من إعلاني هذا الخبر، طلبت من نوادي الثانوية، بوصفها المستفيدة والمستهدفة بهذه المنحة أن تتصل بالبلدية مباشرة لاستلام هذا المبلغ منها، فأنا لم أستلمه وإنما أعلنت عنه بناء على طلب من العمدة، فالقضية إذن بين العمدة كمانح وأندية الثانوية كمستفيدين فقط. أما عن توزيع الدراجات، فقد استلمنا فعلا 30 دراجة هوائية، وتم توزيعها كما يلي: 18 دراجة تم توزيعها على أعضاء الشبكة، 8 دراجات للأندية الرياضية، و 4 دراجات خصصت لتدريب المتسابقين لخلق أول فريق خاص بقيادة الدراجات الهوائية.


وأخيرا، متى يتجاوز الشباب كل هذه التجاذبات، وينظف طريقه من كل العوائق والمتاريس، قبل أن يبدأ في تنظيف مدينته؟


مصدر




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment