كما استبق هذا القرار الحلقة القادمة والتي كان من المتوقع أن تستضيف رئيس حزب “حاتم” صالح ولد حننا الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة، وهو ما كان من شأنه بث نوع من الإثارة والتصعيد في الساحة السياسية والإعلامية ضد خطاب الحكومة وسياساتها، مما سيخلف أضرارا جسيمة تكون آثراها جلية في المشهد الإعلامي والسياسي الوطني، ومربكة في صف الأغلبية الحاكمة ومضعفة من قدرة الحكومة على الاستمرار في ما تصفه منسقية المعارضة بمخادعة الشعب والتغرير به عبر مغالطات في تسيير الشأن العام الوطني وعلى مختلف الأصعدة كما تقول المنسقية.
ولعل السبب في اتخاذ قرار بتوقيف هذا البرنامج – إن صح ذلك- عائد بالدرجة الأولى إلى عجز إدارة التلفزيون عن تسخير الانفتاح الإعلامي بما يخدم التوجهات الحكومة وتوجهاتها الانتخابية والتي تعتزم الإقدام عليها في المرحلة القادمة بصورة أحادية ، بل إن البعض داخل صفوف الأغلبية – حسب معلومات وصلتني قبل وضع اللمسات الأخيرة على هذا المقال – بدأت تتذمر مما قد ينجر عن تسويق خطاب منسقية المعارضة من خلال التلفزيون الرسمي وتأثير ذلك على القوة الناخبة التي كان يعول عليها في الاستحقاقات القادمة .
إن نجاح الأحزاب المشكلة لمنسقية المعارضة في استغلال الإعلامي الرسمي لتوصيل خطابها وإفحام خصومها في الساحة السياسية الوطنية خاصة في الحلقات الحوارية التي نظمتها التلفزيون الموريتاني الرسمي سواء جاءت على شكل مناظرة بين الأغلبية والمعارضة أو على شكل حوار أحادي الجانب جاء بنتائج مثمرة للمنسقية وخطابها ، بل إنه كشف عن سوءات الأغلبية ومدى تهافت خطابها و عجزه عن الرد على بعض الأسئلة الهامة في الساحة الوطنية سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو التنموي. مما يعني أن الحكومة ومن وراءها الأغلبية باتت متخوفة من خطاب منسقية المعارضة بل تسعى جاهدة لتكميم أفواهها عن طريق وسائل الإعلام الرسمية على الأقل.
Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment