الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2012
 |
نقل محمد ولد عبد العزيز بسرعة العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية للمستوى الثاني وهو تبادل التمثيل الديبلوماسي وتبادل الزيارات وترسيخ العلاقات في مجالات خاصة، منها حرص المراجع الشيعية الايرانية على استنبات طائفة شيعية في موريتانيا وقد أعلنت هذه الطائفة ميلادها بشكل صاخب على لسان بكار ولد بكار وآخرين، ووصل حجاجها النجف هذا العام لأول مرة في التاريخ.
وبادر الإيرانيون من جهتهم في خطوة تعاون ثنائي تأتي بعد القرض الذي توج زيارة عزيز الأولى لطهران ووظف في شراء حافلات مركبة بطهران بادروا إلى تقديم عرض خاص لتزويد موريتانيا بأسلحة مصنعة في إيران من بينها منظومات صواريخ أرض – أرض متوسطة المدى وشبكة دفاعات جوية وأسلحة فردية ومعدات وناقلات جنود…
ووجد الجانبان إخراجا متقنا للصفقة التي كان من شأنها أن تثير مخاوف جيران موريتانيا وحلفائها، فبدل شحن الأسلحة مباشرة إلى موريتانيا حولت العملية إلى عملية ثلاثية يقوم بموجبها طرف ثالث هو العراق بتزويد موريتانيا مباشرة بالأسلحة الإيرانية المصدر العراقية المورد… وتتوفر إيران على شبكة حلفاء وعملاء فعالة في بغداد يعول عليها في إنهاء الموضوع بطريقة غير محرجة لأي طرف.
ولا يستغرب العارفون بالشأن الإيراني لجوء الإيرانيين إلى ممارسة “تقية” تسليحية في موريتانيا فالتقية الدينية والسياسية والعسكرية وضعت بيد الإيرانيين أوراقا استراتيجية لعبوها بجدارة ومكنتهم من تحقيق مكاسب استراتيجية إقليمية ودولية… وطبعا فإعادة بعث الفكر الشيعي في بلاد شنقيط السنية المالكية وفي محيطها المغاربي والافريقي أمر يستحق المجازفة، كما أن اختيار العراق كغطاء اختيار موقف لأن الموريتانيين يعترفون بجميل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ويذكرون جميعا دور الأسلحة العراقية في نجدتهم في صراعات محلية كانوا سيخسرونها لولا تلك الأسلحة… لكن الأسلحة هذه المرة بنكهة إيرانية ولغايات أخرى.
الراي المستنير
Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment