قبل قليل كنت أفتخر بكوني أنتسب لهذا البلد الذي يمثل بالنسبة لي الملاذ الأول والأخير والذي هو مصدر اعتزازي بنفسي ومنبع قيمي وأخلاقي والذي سطر المرابطون أمجاده وبطولاته بأحرف من ذهب؛ تمسكوا بالحق فيه ونبذوا الباطل وذادوا عن حماه بدمائهم الزكية.
فماذا أصابنا يا رب؟ ماذا أشاهده الآن؟ بل ماذا أعيشه لحظة بلحظة من الكذب والزيف والخداع وضرب الحائط بكل القيم؟
فيا مسلمين: المسلم الحق ليست هذه أخلاقه، والسياسي المحنك ليست هذه شيمه؛ فمن أين لنا نحن هذه القدرة الفذة على التبديل والتغيير دون أن يحرك منا أي شعرة أو أن نتلعثم في أي حرف من كلامنا المعسول المقنع الذي لا يستطيع المرء إلا أن ينحني أمام صانعه إجلالا وتقديرا.
يا أهل بلدي العزيز موريتانيا: هل ما نسمعه من أمجاد وبطولات ونخوة ومروءة وكرم وإباء وتمسك بالدين وأجمل قيم عرفتها البشرية.. كل هذا وغيره من الخصال الحميدة مما نسمعه عن أجدادنا وأهل أرضنا، هو زيف وافتراء؟ أم أن نسبتنا إليهم ليست صحيحة؟ وإلا لما أمكن أن تضيع كل هذه الموروثات دون أن يورثونا أي جين من جيناتهم الحميدة، وهذا مستحيل في قاموس الوراثة.
فما هذه الإشكالية؟ هل نحن إشكالية من أولنا إلى آخرنا؟ هل نحن خارقون للعادة؟ هل نؤمن بأننا دولة؟ هل نحب أن نكون دولة ذات سيادة مستقلة؟ هل استقلت بلادنا قبل أن تنضج؟ هل نحن ضعفاء؟ أم أقوياء؟
هل نصلح للديمقراطية؟ أم الدكتاتورية أولى بنا؟ ومعاذ أن أسأل: هل نحن مسلمون؟ لكن الإسلام قول وعمل. فيجب على المسلم أن يلتزم بجميع شعائر الإسلام ويستحب له أن يتحلى بأخلاقه الفاضلة.
فمتى نستفيق من غينا؟ ومتى وإلى متى نعتبر الكذب حقيقة والحقيقة كذبا؟
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment