Monday 29 October 2012

أًصحاب السبت | ‫#موريتانيا أخبار

كانت شائعات السبت الماضي محاولة فاشلة لإثارة البلبلة، بعد أن رأى المتهافتون على السلطة أن أجواء السكينة العامة والاستقرار السياسي لا تخدم أغراضهم.

قدّر الله أن يتعرض رئيس الجمهورية لهذا الحادث، وأن يغيب عن الوطن أياما معدودة لاستكمال العلاج حتى يميز الله الخبيث من الطيب، ويخرج أضغان قوم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.


رأينا الذين في قلوبهم مرض يسارعون في ليّ أعناق الحقائق الواضحة وبث الشائعات منذ البداية، ورغم أن رئيس الجمهورية خرج بنفسه على الرأي العام الوطني صبيحة الحادث، ووضّح الحقيقة ببساطته المعهودة وصراحته المعهودة وشجاعته المشهودة، قالوا لن نومن حتى نرى الضابط الذي أطلق النار على موكب الرئيس خطأ!!


خرج الضابط على شاشة التلفزيون الوطني وروى قصة شهودها عشرات الجنود والحرس الرئاسي وكبار الجنرالات و باعة الألبان وأهل الوبر والحضر، فقالوا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون!!


عندما تصرف السياسيون بفطرتهم تعاطفوا بعفوية وتلقائية مع رئيس الجمهورية، تماما كما ازدحم المواطنون مساء وقوع الحادث حول باب المستشفى العسكري يريدون الاطمئنان على صحة رئيسهم، ولكن الوساوس لم تلبث أن عاودت المتلهفين على السلطة فتسابقت أحلامهم وأوهامهم وأقلامهم.


دفع “الفراغ السياسي” بعضهم للبحث عن “فراغ دستوري”، وكأن رؤساء العالم لا يمرضون ولا يغيبون، فلما تبين أن العجز الكلي أو الجزئي إنما هو عجزهم السياسي، طفقوا يؤلبون على الانقلابات وقد كانوا قبل أشهر قليلة دعاة “دولة مدنية” وقادة مسيرات تنادي بإسقاط “حكم العسكر”.


فوجئ هؤلاء بجوّ السكينة واستمرار الحياة العامة وإخلاص النخبة الوطنية عسكرية ومدنية لرئيس الجمهورية، فعمدوا إلى الإرجاف، فحصدوا الخيبة كما كان حصادهم في “ربيع الجفاف”.


تشابه عليهم “سلس الانتقال” بين المواقف المتناقضة وما يسمونه “الانتقال السلس” للسلطة “إليهم”، ولكن قادة الرأي في هذا المجتمع أفشلوا مخططاتهم فباءوا بغضب من الشعب الذي يريدون أن يربكوا طمأنينته لتحقيق مآربهم الشخصية.


كلما جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو أنهم ثبتوا على مواقفهم العفوية واتبعوا فطرتهم السليمة، لكانوا قد حازوا ثقة شعب مسالم يبحث عن الاستقرار والعافية، ويكره الباحثين عن السلطة بأي ثمن.


مرة أخرى ننصح إخواننا من الباحثين عن السلطة أن يحترموا شعاراتهم، وأن يسعوا إلى هدفهم المشروع بالمعروف عبر صناديق الاقتراع، وأن لا يطلقوا لأهوائهم العنان، فقديما قيل إن التأني من الله والعجلة من الشيطان.


لقد استجاب الله دعاء آلاف الموريتانيين الذين يدعون بالشفاء العاجل لرئيس الجمهورية؛ آلاف الذين وجدهم في أحياء الصفيح فأسكنهم قطعا أرضية يملكونها، وباصات نقل يركبونها، وشوارع معبدة يسلكونها، وأسعارا مخفضة يطيقونها..


استجاب دعاء المناطق المنسية التي مدت إليها الطرق المعبدة، ووصلتها شبكات المياه والإنارة العمومية، بعد أن كانت المشاريع الموجهة إليها غنائم باردة لأقوام مردوا على الغلول وأكل المال الحرام..


استجاب الله دعاء الأئمة الذين رتب لهم رئيس الجمهورية الرواتب، والمساجد التي أصبح بناؤها بندا ثابتا من ميزانية الدولة، والمصاحف التي سيدعو له مدادها إلى يوم الدين..


{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment