Monday 29 October 2012

مستقبل موريتانيا مع أو بدون عزيز | ‫#موريتانيا أخبار


الاثنين 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2012










منذ أسبوعين والبلد فى حالة تخبط، فمخاوف الانفجار الاجتماعي الذى يهدد وجود البلد لم تصل إلى المستوى الذى وصلت إليه من قبل، وحتى عندما تم الانقلاب على الرئيس السابق سيدى ولد الشيخ عبد الله عندما هب الديمقراطيون ليسموا الإنقلاب بالتصحيح. وكما يتحجج به الآن مناصرو ولد عبد العزيز فقد كان يجب أن يترك ولد الشيخ عبد الله ليكمل ولايته رغم كل ما يتهم به. لكن هذا كان فى الماضي وما يقلق الموريتانيين الآن حقا هو أنهم لم يروا من قبل ولد عبد العزيز يلعب دور الضحية.


هذا على الرغم من أن الرواية الرسمية عن حادثة اطويلة تبدو شيئا فشيئا محل شك، بل إن البعض أصبح يتساءل عما إذا كانت هناك محاولة انقلابية وراء ما جرى وهو ما يمكن أن يستمر الآن فى ظل الغموض الشديد الذى يلف الوضع الصحي للرئيس الجريح وإدارة شئون البلد من قبل ولد الغزواني ومجلس الدفاع والأمن وهو ما يضع احتمال أن يكون المجلس فى وارد وضع حد لولاية الرئيس بحجة عجزه البدني عن ممارسة مهامة.


وعلينا هنا أن نقول إن موريتانيا كدولة كانت دائما تجد قليلا من الحكمة تتجاوز به الأزمات، ونحن اليوم فى أمس الحاجة إلى ما يدفعنا إلى بر الأمان. وهو ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان هناك موريتانيون سواء فى المعارضة أو فى الموالاة يتطلعون إلى المستقبل وليس فقط إلى حلول لمشاكل ظرفية سواء كان الحديث عن الأزمة الدستورية عام 2008، أو الحديث الآن عن الشغور فى المنصب الرئاسي الذى جاء ليفاقم الأمور أكثر عما كانت عليه.


والحل الذي يجب اعتماده لا ينبغي أن يكون على شكل تدبير مؤقت. فعجز الرئيس عن ممارسة مهامه ستكشف الغطاء عن الطبيعة الحقيقية للسلطة الحالية. فالرئيس عند ما يكون موجودا فإنه هو كل شيء. والجيش الذى ينحدر منه الرئيس يأخذ الآن مسافة من السلطة فى الظاهر لكنه سيكون فى الواجهة كالعادة عندما يكون هناك داع. والطبقة السياسية غائبة إلا ما حدود ما تريده المؤسسة العسكرية فهم دائما يقومون بما يريده الجيش منذ الانقلاب الأول.


الجيش والسلطة


ولمرة واحدة فإن الأحزاب السياسية من المعارضة والمولاة لديها الحق فى أن تكون وأن تكون فى خدمة تنمية البلد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولذا فإن عليها أن تلعب دورها فى ما يجرى: من خلال ضبط تسيير البلد بالتوافق وتقاسم الأدوار فى ديمقراطية سلمية. وبالقطع فإن السيناريوهات المطروحة لا تتعدى حالتين إما أن يعود عزيز أو لا يعود.


فى حال عودة الرئيس معافى فلا شك أن الأمور لن تسير على النهج السابق. فالتجربة المؤلمة تحمل على التراجع وولد عبد العزيز ليس استثناء. وبالنسبة لأولئك الذين اعتادوا على الانتقاد فإنه سيظهر أمامهم رجلا آخر رئيسا أكثر انفتاحا على النقاش مع موالاته وأكثر على التصالح مع معارضيه بل إنه قد يوافق على مبادرة مسعود.


أما إذا لم يعد سواء بالعجز أو حتى ببساطة من خلال تكرار الحادثة المعتادة باستلام أحد الضباط مقاليد السلطة. وهي فكرة انتشرت بكثرة فى الأيام الأخيرة وهي على كل حال ليست بالأمر الشاذ الذى يحمل على التفاجأ. فالسلطة تثير شهية الجميع. ولا يستلزم أكثر من أن يتساءل أحدهم فى نفسه لم لا أنا؟


L’authentique N° 1695


ترجمة: الصحراء


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment