Tuesday 30 October 2012

فحيح الأفاعي! | ‫#موريتانيا أخبار



” إن مجتمعا من الخراف يخلق دائما حكاما من الذئاب “


الأربعاء 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2012










المهدي بن أحمد طالب / كاتب وباحث في الفكر الإسلامي

لقد حاولت في الأيام الماضية تجنب خوض غمار بحر الشائعات والشائعات المضادة، كلٌ يدلي بدلوه دون تريث بُغية الوصول إلى الحقيقة، وكان مُسعّر هذه الحرب ساسة وصحفيون ووزراء سابقين وطُفيليين أغرتهم الإثارة على صفحات التواصل الاجتماعي .


لماذا كل هذا النهيق والنعيق والفحيح؟


إن من سوء حظ موريتانيا أن تقودها زمرة من الدببة تبكي على بطونها وتتباكى على ما بيد غيرها جشعا وضحكا على الذقون.


في أول يوم وصل فيه الجنرال عزيز إلى الحكم من سانده على انقلابه غيركم؟ من بارك له هذه الخطوة وقال إنها تصحيح لمسار الديمقراطية غيركم؟ بعد جوقة موسيقى الانتخابات من ذا الذي اعترف بها وأشاد بنزاهتها غيركم؟ من الذي التقى بالسفير الآمريكي وقال إنه يود التعامل مع ولد عبد العزيز عن طريق وساطته غيركم؟


لقد صدق فرانسيس بيكون حين قال “إن مجتمعا من الخراف يخلق دائما حكاما من الذئاب”، لاشك أن هذه المقولة تنطبق على بعض ساستنا وزعمائنا.


أعتقد أن تعنت ولد عبد العزيز في عدم إشراككم في حكمه سببه الأول هو سيل لعابكم وجشعكم السلطوي وطمعكم اللا متناهي من أجل الوصول الى الحكم.


أين وطنيتكم في كل الأحداث التي شهدتها موريتانيا من عمليات القاعدة وذبحها لجنودنا بدم بارد حينها قلتم حرب بالوكالة … جاء دور الإحصاء من أجل الحفاظ على الوثائق وضبطها من التلاعب والتزوير قلتم حينها الغرض منها سحب الجنسية من مواطنين أبرياء … جاء دور البحارة السنغاليين حين تجاوزا الحدود الإقليمية قلتم حينها لقد فسدت علاقتنا مع دول الجوار …..


لماذا لا نتريث قليلا من أجل الحفاظ على ماء الوجوه …. أليس من بيننا رجل رشيد! جاء دور الثورات العربية ونادينا بصور وشعارات مستعارة كالببغاء (إرحل، إرحل) فكان الجواب هو تصدر موريتانيا الأولى عربيا في مجال حرية التعبير في تاريخها فلم تغلق صحيفة ولم يسجن صحفي على حقه في التعبير؟


في مصر حين كتب أحد الصحافة عن تدهور صحة مبارك حكم عليه بالسجن ستة أشهر، في ليبيا مجرد الخطأ في اسم الجماهيرية التسلسلي هناك عقوبة، في تونس مجرد الخوض في ثروة ليلى الطرابلسي تغلق الصحيفة ويكسر قلم صاحبها…. في موريتانيا سب وشتم وتشهير وسخرية …..


في يوم المعارضة الأكبر وزحفها نحو القصر بعد أن حشدت ما تملكه من قوة قال الجنرال عزيز (لن نسجن أحدا على رأيه السياسي وعرضي مباح للجميع ) فكان جزاء الزحف هو إقبال بعضهم على بعض باللوم و التنابز بالألقاب ……


جاء دور الرصاصة الخاطئة الصديقة الكاذبة … قلنا انقلاب … قلنا اغتيال … قلنا احتيال … فكان رد الجنرال لقد عفوت عن صاحب الرصاصة ، بهذه الكلمة استطاع أن يكبت أفواه الأفاعي .


ذهب الجنرال إلى فرنسا للعلاج ليبدأ بث حلقات مسلسل ” غرام الأفاعي ” [ المجلس العسكري يعلن عزل الجنرال ، الآن وحدات من الدرك تحاصر مباني الإذاعة والتلفزيون ، الجنرال يعلن التخلي عن منصبه ، قبيلة الرئيس تحاصر قصر المؤامرات ، فرنسا وآمريكا تطلب من رعاياها عدم مغادرة منازلهم صبيحة السبت ، المجلس الدستوري يعلن شغور منصب الرئيس ، مسعود ولد بلخير يمهل العسكر مدة يوم وليلة].


نعم هذه هي حلقات المسلسل الغرامي المدبلج .


إن ثقافة الكذب والشائعات تجارة المفلسين الرابحة [ مصدر مطلع ، مقرب من النظام ، طلب عدم الكشف عن هويته ، مصادرنا الخاصة ، محلل عسكري ، محلل سياسي ، مصدر عليم من التلفزة ]


لم تفلح الأفاعي في تسويق رصاصة الرئيس في الداخل فأرادوا تسويقها في الخارج فقالوا [ ملك المغرب يتجاهل مرض الرئيس فكان الرد مباشرة في برقية ملكية ، تكلفة علاج الرئيس قاربت المليار أوقية فكان رد آمريكا واسبانيا وفرنسا وقطر بالتكفل بكل ما يتطلب علاجه وقد أعلنوا عن ذلك بعد إصابته بنصف ساعة ]


أعتقد أن ولد عبد العزيز كان يتوقع إصابته في كل لحظة وفي كل حين والسبب هو وقوفه في وجه فوهة بركان المصالح والأطماع الشخصية ولهذا صدق الزعيم الهندي ” غاندي ” حين قال [ المصلح هو الذي يتحمس لإصلاح المجتمع ....لذلك كان على المصلح ألا ينتظر وهو في سبيل الدعوة إلى الإصلاح غير المعارضة والكراهية والاضطهاد المميت في بعض الأحيان ]


نعم في أول يوم أصيب فيه الرئيس أعلنت منسقية المعارضة وقف أنشطتها حتى إشعار آخر ، لكن يبدو أن هذا الإشعار تحول إلى شعار فقد أخذتهم حمية السلطة إلى النزول عن مكانهم الذي هم فيه إلى ما هو تحته إنه شارع الخميس !


الحجة هي تفعيل الدستور ومعرفة من يحكم موريتانيا ـــ إنها كلمة حق أريد بها باطل ـــ أليست هناك حكومة قائمة تنفذ برنامج رئيسها ؟


نعم من المفترض أن يكون القائم بهذا هو رئيس مجلس الشيوخ الغائب قبل فترة في رحلة استشفاء ولم تبحثوا عنه ؟؟


أثاروا شائعات بأن مسعود ولد بلخير ــــ رئيس البرلمان المنتهي الصلاحية في نظرهم ــــ طالب بتطبيق الدستور وهم الآن في انتظار جوابه وكأنهم الجهة الوحيدة التي أنيطت بها مصالح موريتانيا .


إن موريتانيا بحاجة إلى من يملك الإرادة والعزيمة للنهوض بها سياسيا واقتصاديا من هذا الحضيض المزري الذي نعيشه ونشهده .


لقد أصبح هذا الوطن كالبالونة تتقاذفها السوافي في ريح من الفساد ، تارة بيد العسكر وتارة بيد من جاء بهم العسكر ، سيل عرمٌ عاتي صُرصر عليه منذ خمسين سنة ولا بشائر تلوح في الأفق !


المهدي بن أحمد طالب


Mehdy.at@hotmail.com


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment