Saturday, 27 October 2012

لهذا أدعم حزب تواصل | ‫#موريتانيا أخبار


السبت 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2012









الشيخ أحمد ولد محمد غالي ـ والي متقاعد

الحمد لله رب العالمين (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين)،وبعد ؛


فأنا الموقع أسفله أعلن انضمامي لحزب تواصل ابتداء من يوم 05/10/12 آملا أن يوفقني الله تعالي لممارسة العمل داخل تنظيماته طبقا لما تمليه قناعاتي وتصوراتي الفكرية بكل حرية واستقلالية في سبيل إضافة لبنة لبناء هذا الوطن العزيز من حيث المساهمة في ترسيخ دولة القانون.


وبهذه المناسبة فإني أود أن أشير إلي الجمهور الكريم ممن يعرفني أو لا يعرفني إلي الأسباب التي دفعتني إلي هذا القرار وقرع باب السياسة بعد أن اعتزلتها طيلة 35سنة تفرغت خلالها للخدمة العمومية التي ـ تتنافي في نظري ـ مع الولاءات السياسية ولكن كيف العمل السياسي وقد بلغني؟


أفلا يجدر بي أن أتقاعد سياسيا كما تقاعدت وظيفيا ، وأترك المجال لأبناء وأخوتي ممن هم أصغر مني سنا وأفقه لزمانهم؟ أو لا يكون أجدر بي أن أستريح من هموم الناس والتعب في حل مشاكلهم بعد ما لاقيت في ذلك من نصب؟ أليس أجدر بي أن أتفرغ للعبادة والانزواء في آخر العمر . أو لا أكتفي بالتفرج علي المشهد السياسي من خلال وسائل الإعلام مثلا؟ ألم يرد في الأثر :”إن الله يحب الرجل الخفي التقي الغني ” أليس السياسة مجازفة ” أوليس تاركها هو السديد ” ثم علي من يقع الاختيار؟


كل هذه التساؤلات تجاذبتني وراودتني كثيرا ففكرت واستخرت واستشرت وأخيرا عزمت وتوكلت علي الله وقررت الانتماء إلي حزب تواصل ، لماذا؟


إن الأحزاب السياسية متساوية كلها إذ من المفروض أن تدعو كلها إلي الخير ، ويحق لكل موريتاني الانخراط في أي منها متى شاء بمحض إرادته وهذا أمر طبيعي تماما وحرية يكفلها الدستور ومن مارسها إنما مارس حقه الشرعي ولا مؤاخذة إذن ، وكل يغني علي ليلاه.


لما اخترت أنا حزب تواصل بالذات من بين الأحزاب الكثيرة (في الأغلبية وفي المعارضة)؟ هنا أجيب بكل بساطة أن ما حملني علي اختيار هذا الحزب تواصل بالذات الشعار الإسلامي الذي يرفعه ، إذ ليس من المنطقي عند أن يخلو هذا الشعار من أي مضمون ، كيف لا أدعو مع يدعو لنصرة دين الله تعالي والله يقول: (ولينصرن الله من ينصره).


أولا أجيب داعي الله ثم أصحح إن هناك من خلل . إضافة إلي ذلك ومن وجهة نظري فإن الإسلام هو الأنسب لبلد كبلدنا يعتنق عامة مواطنيه الإسلام بل وللبشرية جمعا ” ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها” ، كيف لا (ولله الحجة البالغة) كيف لا والقرءان لا يزال ظهرانينا لم يرفع بعد ، وأدلته ساطعة وتقيم الحجة والبراهين التي ينبهر بها الملحدون فضلا عن المسلمين ، أفلا نتعلمه ونتدبره، ونقارع به .


كيف لا والرسالة المحمدية علي صاحبها الصلاة والسلام تقدم منذ أكثر من15قرنا لمن يخدمها علي مدي العصور أنجع وأفضل طرق الهداية وصلاح الدارين. أفلا ننهل من معينها (إن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليس بها بكافرين).


صحيح أن العمل السياسي يظل ممارسة بشرية لا بد وأن فيها أخطاء ونواقص وشوائب خاصة إذا كانت حديثة النشأة ، لكن التغلب علي هذه الإختلالات يتم لا محالة بفضل النقد الذاتي وتطبيق مبدأ الشورى المعروف في الإسلام.


وإن التخلي عن المشاركة السياسية بل وفي أي أمر من أمور المسلمين يعد تقاعسا وخمولا لا يتنافي مع تعاليم الشريعة الإسلامية بل ويعد خيانة حق هذا الوطن الذي لا يزال يئن تحت وطأة الفقر والجهل والمرض بسبب واحد أساسي هو انعدام العدالة الاجتماعية.


والأدهى والأمر أننا مهددون في صميم هويتنا وعقيدتنا (والمستهدفون هم الشباب أي أعز ما نملك ) في زمن العولمة التي أصبحت مبررا لهجمة صليبية مهيمنة غير مسبوقة تستهدف السيطرة علي عقول المسلمين وتشكيكهم في معتقداتهم وثوابتهم بعرض بدائل رخيصة عن طريق إغراءات مختلفة لا يستجيب لها إلا ضعاف الأنفس والإيمان من المرتزقة التافهين.


وإن المجابهة والتصدي لهذه المخاطر لا يتعلق بفئة دون فئة ولا بسن دون سن وإن المدار هو الاستطاعة والإخلاص فقط ألم يشارك الأمير يوسف بن تاشفين بنفسه وسيفه في معركة “الزلاقة” وهو ابن79عاما كما في كتب التاريخ ؟ ولنا أيضا أسوة حسنة في الأمير بكار بن اسويد أحمد الذي نظم مقاومته ضد الاستعمار الفرنسي وهو شيخ كبير حتى نال الشهادة ، ألم يقدم علماؤنا أنفس ما قدموا من عطاء علمي في آخر مراحل أعمارهم ؟ ألا يقال إن هرم يساوي شباب العقل؟


مع أنني لا أقلل و لا أهون من أهمية دور الشباب الذين هم العمال الأساسي وأول معول عليه بعد الله تعالي لكسب معركة الحرية و الانعتاق.


إن أريد أن أبذل طاقتي الفكرية ـ إذ لا أملك في سواها في الوقت الحاضر ـ ولو كنت متمكنا لأعطيت أسهمي ونبالي في سبيل تذليل المصاعب التي يتلقاها الفقراء علي جميع الأصعدة وبذل روح التفاهم والوئام والتسامح داخل شرائح مجتمعنا ودعوتهم للتشبث بالقيم الأصيلة لهذا الشعب المسلم العربي الإفريقي العريق الذي يستحق التكريم بكل مكوناته حتى يتقدم ويحظي بالرفاهية ورغد العيش في دولة تحصن مواطنيها وتضمن لهم الحرية والعدالة والمساواة.


وهذا ما أعتقد أنه من واجبي الوطني والديني اتجاه بلدي وأمتي بوصفي مواطنا كجميع المواطنين عليهم واجبات ولهم حقوق وبقدر ما يجب عليهم تأدية الواجبات بقدر ما يجب أن لا يسكتوا عن حقوقهم المهملة.


والله من وراء القصد و هو حسبنا ونعم الوكيل.


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment