Sunday 28 April 2013

نكشف تورط الرئيس الموريتاني مع عصابات

أحد رجال الرئيس: عملت معه في غسيل الأموال وقدمت الكثير ولم أحصل على شيء


ممدو: لدي تسجيلات بالصوت والصورة تدين الرئيس الموريتاني وزبانيته


نواكشوط – و.ع.أ


قدم المواطن المالي عمر ممدو تفاصيل مثيرة عما يقول إنها علاقة نشأت بينه وبين قائد الحرس الرئاسي الموريتاني ورئيس موريتانيا الحالي الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وقال عمر في مقابلة معه نشرتها مواقع افريقية مساء أمس إنه تعرف على ولد عبد العزيز قبل سقوط نظام ولد الطايع، وان علاقته معه بدأت مهنية في إطار البحث عن فرسان التغيير وتطورت سريعا لتصل حد التكليف بمهمات و أن بعضها لم يكن شريفا ولاينسجم مع الموقع الإجتماعي لرئيس الحرس الرئاسي.


عمر قدم في مقابلته المثيرة تفاصيل مثيرة عن علاقة ولد عبد العزيز بالشيوخ والمشعوذين، ومافيا التهريب بكل أنواعه ، مستظهرا بالكثير من التفاصيل بما فيها أرقام الهواتف التي كان يتواصل بها مع قائد الحرس رئيس الدولة فيما بعد إضافة إلى رقم شخصية عراقية غامضة تدعى عثمان علاوي وتقيم في غانا وتدور الكثير من الشكوك حول حقيقة علاقته بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.


وأكد عمر أنه عرف الرئيس الموريتاني عبر عنصر من المخابرات الموريتانية يسمى سيدي ولد الهيبة كان يعمل تحت إمرة الملحق العسكري الموريتاني بباماكو وقد طلب منه أول مرة المساعدة في الحصول على معلومات عن بعض المعارضين الموريتانيين في مالي وفي المنطقة، وكان اهتماماهم يتركز على المعارضة التي كانت تعرف حينها بفرسان التغيير.


ويقول عمر أنه تعاون مع الاستخبارات الموريتانية دون أن يدري وبسببه تم القبض على “فرسان التغيير” المعارضة وبعد القبض عليهم تلقى اتصالا من الرئيس الحالي أكد له شكره وأكد له أنه نفذ خدمة مدنية يستحق عليها الشكر من الشعب الموريتاني.


وأردف ممدوا أن علاقاته انتهت بكل أطياف المخابرات واستمرت مع الرئيس الحالي الذي عرف عمر ممدو رقمه الشخصي كدليل على صدقه وأمد أنه بدأ علاقة مباشرة وكان يطلب الرئيس منه خدمات من نوع خاص, فمثلا يقول ممدو “طلب مني أن أبحث له عن بعض الحيوانات التي كان يريد فيما يبدو لحديقته في موريتانيا وقد اشتريتها له وبعثتها عن طريق السفارة الموريتانية في باماكو، كما طلب مني أن أبحث له عن شيخ ” مرابو” وتحديدا عن الشيخ منيرو حيدا، وهو شيخ معروف ويزوره الناس بكثرة في باماكو وقد بحثت عنه ورتبت له حديثا معه عبر الهاتف وقد تحدثا بالعربية وفي مرحلة لاحقة طلب مني أن أبحث له عن ساحر، وقد رتبت له علاقة مع الساحر المشهور مختار كيندو، وقد تحدثا في الهاتف والتقيا مباشرة بعد ذلك حيث زاره في موريتانيا عام2005 ، وفي بعض الحالات وعندما كان الساحر يطلب من العقيد محمد ولد عبد العزيز الإقدام على تضحيات وأمور لا يستطيع القيام بها في موريتانيا كان يطلب مني أن أفعل ذلك هنا في مالي وكنت أفعل .


ويؤكد ممدو أن الرئيس الموريتاني اتصل به على هاتفه الشخصي في ديسمبر 2006 وطلب مني مقابلة مواطن عراقي يدعي عثمان علاوي يقيم في أكرا، وعندما أكمل المهمة على انتظار تعليمات جديدة, ويكمل “في الواقع يبدو أن العلاقة بين عزيز وعلاوي كانت قائمة منذ أيام حكم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وقد كانت بينهما مفاوضات على أمر ما لا أعرف كنهه لكنها لم تحقق أي نتائج وعندما حصل الانقلاب الذي أطاح بولد الطايع وجعل ولد عبد العزيز في موقع السلطة أراد استئناف المفاوضات للتوافق على المشروع القديم.


ويكمل ممدو أن مهمته كانت ربط الاتصال بين عزيز وهذا السيد العراقي الذي لم يكن يعرف عنه أي شيء سوى أن رقم هاتفه ويتابع “وهو الرقم الذي حصلت عليه عن طريق ولد عبد العزيز يوم السابع عشر من دجمبر، المهم أني حضرت أغراضي للسفر يوم السادس عشر من ديسمبر وأخذت سيارتي الشخصية وهي من نوع تويوتا وقد وصلت لأكرا مساء اليوم التالي الساعة السادسة مساء وأقمت بفندق ” كواس هوتل” على شارع تاكورداي حيث يفترض أن أقابل السيد الذي أبحث عنه, في نفس الليلة التقيت السيد علاوي ونسقت الحديث بينه وبين العقيد ولد عبد العزيز وقد تحدث هاتفيا حديثا بالعربية لم أفهمه فأنا لا أفهم العربية ، ومباشرة بعد مكالمتهما اتصل عليه سفير موريتانيا في الأردن.


ونفي ممدو علمه بأي بطبيعة المهمة التي يريد العقيد ولد عبد العزيز في أكرا غير أنه أكد الحاح الرئيس على مهاتفة العراقي عثمان علاوي، وقد نفذت المهمة احتراما له وتقديرا لمكانه الاجتماعية.


ويردف ممدو “وبعد قليل من صولي لأكرا بدأت أحس أن المهمة التي ورطت فيها غير شرعية وغير شريفة.. لقد عاينت في عين المكان أفراد الشبكة، المدعو فيكتور وهو شخصية مشهورة في غانا ويتم استجوابه من حين لآخر، وهو ممنوع من الإقامة في التوغو، وقد اتصل فيكتور بالمدعو روبير، المشهور بممارسة كل أنواع التهريب، وهو شخصية يوحي شكله الخارجي وما لديه من حلي من الذهب أنه رجل مافيا بامتياز، وهم يسمونه ” الملك “


لقد طلب مني العقيد ولد عبد العزيز أن أعود إلى مالي بمجرد أن أكملت المهمة.


ويقول عمر ممدو أن ممارسات بعض من يحكموننا خلف الستار غير معروفة بشكل كبير لدى الجمهور الواسع من المواطنين، وفي الواقع – يكمل – “ما كان لي أن اطلع على هذه الوقائع لولا أنه تم استغلالي فيها من طرف من يتولى مقاليد السلطة في موريتانيا، وهل للأمر علاقة مع قاله النائب الفرنسي الذي اتهم ولد عبد العزيز بالاتجار برعاية المخدرات فتلك قراءتكم أنتم وقراؤكم للموضوع”


وأكمل “وما أود أن تفهموه أن بعض حكامنا يسيئون استغلال مراكزهم. كما هو الحال في العملية التي تم توريطي فيها في غانا وغيرها من الخدمات التي قدمت قبل ذلك للجنرال عزيز, ولقد طلب مني عبد العزيز العودة إلى بامكو مما أثار شكوكي قليلا وبالتالي قررت البقاء في أكرا لمعرفة المزيد عن العملية هذه العملية, لذا علمت لاحقا أن المقدم “عزيز ابتعث السيدة كمب با” التي كانت حينها مستشارة برئاسة الجمهورية وذلك نهاية يناير 2007 من أجل التفاوض باسمه مع علاوي وشركائه ، وقد استقبلت من طرف دبلوماسي سهل لها إجراءات المطار، وفي اليوم الموالي التقت هي وعلاوي في تيما وفي مباني فيكتور ألياس روبير وهناك قدم لها مفاوضوها فحوى العملية والذي لم يكن سوى رزم من الدولار المزور من فئة 100دولار لكنه مقلد بطريقة بارعة وكانوا يطلقون عليه الدولار المدهش، وكانت هناك أربع حقائب ثلاث منها بنفس الحجم والرابعة أصغر قليلا، وبدعم من ابن عمه الحاكم حينها كان العقيد عزيز مكلفا بتبييض هذه الأموال في البنك المركزكي الموريتاني.


وأكد ممدو أن لديه تسجيلات كاميرا أخدها من المطار وصوت لكل هذه الأحداث وأكد قدرته على بثها في أي وقت تطلب منه الجهات الحكومية, وأضاف أن لديه كل التواريخ التي تثبت كلامه والتي لا يمكن للمطارات أن تنكر تاريخها أيضا.


وأردف “وللعودة إلى ما قلت فإن السيدة كومبا باه لما تحققت من وجود النقود كاملة هاتفت من تيما رئسها ولد عبد العزيز لتشرح له شروط حمل النقود إلى نواكشوط وأخبرني علاوي بأن العملية تمت عبر طائرة ، وكان لدى كمبا ارتباط مسبق مع الخطوط الجوية أنتراكاك لتسهيل الأمر ، وقد زودها الرئيس عزيز بكل وسائل التحايل التي تمكنها من نقل البضاعة بكل أمان, وبعد اجتماع تيما غادرت كمبا في اليوم الموالي إلى نواكشوط عبر أبدجاه لتعود في الاسبوع الموالي وفي حوزتها مبلغ 427000 دولار الثمن المدفوع من عزيز مقابل الحصول على الدولاار المزيف الذي سبق الحديث عنه آنفا, وللتوضيح فإن عزيز أخطر علاوي بيوم مقدمها واحتفظ بتسجيل لهذه المكالمة وبمهاتفات أخرى بين كمبا وعلاوي, وفي اليوم الذي سلم فيه مبلغ 427000 دولار جرى تصوير العملية من خلال كمرات المراقبة في مكاتب فيكتور ألياس روبير, وقد لاحظت بشأن الصفقة أن عزيز وكمبا كانا على ما يبدو في أمس الحاجة إلى السيولة وذلك بالنظر إلى اقتراب موعد الحملة الانتخابية, وأدرك أنهم قد احتالوا على الدولار المزيق الذي لم أتمكن من تحديد كميته ، وما إذا كانت هذه الشبكة ضالعة في ترويج المخدرات فهو مالم أصل إليه, وقد علمت من علاوي أن كمبا عرضت على المدعو قيكتور ألياس روبير ما إذا كان يعلم عن شبكة لترويحج المخدرات لأن رئيسها ولد عبد العزيز مستعد لإمدادها بكل التسهيلات الآمنة”.


ويقول ممدو أنه لم يجني شيء من كل هذه الخدمات التي قدمها للرئيس ولذلك فقد تدهورت علاقتي به مع الوقت خاصة عندما أدركت أنه ورطتي في قضايا كبيرة, وأردف “طلبت منه ما وعدني به من أمور مغرية، ولكن في المقابل لم أكافا على الخدمات التي أسديت ، وفي كل مرة كان ألح في المطالبة بحقوقي كانت ألقى مماطلة ، وبالتالي قررت توكيل محام مالي وهذا الأخير قام بتوجيه رسائل إلى العقيد ولد عبد العزيز وإحدى مراسلاته تحمل الرقم 51/522-CB/SP/07 بتاريخ 25يوليو 2007, وفي هذه الرسالة أعرب المحامي عن رغبته في مقابلة عزيز وفي أقرب الآجال من أجل تسوية الموضوع ، وبعد هذه الرسالة اتصل بي العقيد ولد عبد العزيز هاتفيا وكانت مكالمة قصيرة لأنني أسمعته فيها كلاما قاسيا، لتتصل بي لاحقا “كمبا باه” وتقترح التوصل إلى تسوية مرضية للموضوع وأكدت لي أنها اتخذت كل التدابير الضرورية بهذا الخصوص ، ومن هنا كان اتصال “السيد سيدي مين ولد أحمد” والذي كان حينها سفير موريتانيا في مالي حيث طلب مني المرور على محاسب السفارة والذي سلمني ما يعادل 3000دولار من الفرنك غرب أفريقي ، وقد رفضت المبلغ وأبلغت السيدة باه بذلك فردت علي أن المبلغ ليس سوى مقدم ، وقد بعثت رسالة للعقيد عزيز في 21 أغسطس 2008 للمطالبة مجددا بحقوقي، وأرفقت نسخة منها إلى رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع وزراه الشؤون الخارجية إضافة على محكمة الحسابات، وحتى بعد تربعه على الحكم في موريتانيا ذكرته برسالة أخرى في 25 أكتوبر 2008 ولكن بقيت دون رد ، ولدي نسخ من كل المراسلات المذكورة ، وأمام إلحاحي في الطلب اتصلت بي السيدة كمبا لتقول لي أن أسلوبي أصبح اقرب إلى التشهير وبالتالي يمكن أن الأحق قضائيا وهددت بالاتصال بالرئيس آماد توري المخلوع في مارس 2012.


نكشف تورط الرئيس الموريتاني مع عصابات.




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment