يعيش الشعب الموريتاني هذه الأيام لحظات حرجة وفاصلة في تاريخه السياسي المثقل بالخيارات الصعبة العسيرة المجهولة في آن واحد, في ظل وضعية اقتصادية يرثى لها وأخرى اجتماعية يندى لها الجبين.
فمنذ إطلاق النار على رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والشعب يرزح تحت وطأة الخيبة والضياع, ويتفيأ ظلال الحاكمية المجهولة, وكأنه يدفع ضريبة سنيه الخالية المفعمة بالأرق والضنك, في سنة ليست بالبعيدة عن مثيلاتها السابقة.
سافر محمد ولد عبد العزيز إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل العلاج حاملا معه أدوات الحكم ومفاتيح الدولة متكئا على دعائمها الرئيسية كعنصر أساسي في حياته, مخلفا وراءه شعبا كاملا بدون مؤسسات تذكر.
تخلف الرئيس عن كرسي الرئاسة قليلا فشلت أركان المؤسسات وتوقفت أعمال الإدارات, وعلى هامش تلك المأساة غابت العدالة والمساواة فانتقل الشعب”المسكين” إلى زمن الضياع والحاكم المجهول..فهل كانت الدولة تحكم من طرف شخص واحد لا ثاني له ولا مثيل.؟؟
أصبحت موريتانيا هذه الأيام وطنا لا دولة, لأن الدولة في نظر القانون الدستوري-الذي يسير سياسة الدولة ويقر فلسفتها- لا تكتمل عناصرها ولا يمكن أن يطلق عليها إسم”دولة”إلا إذا توفرت ثلاثة عناصر:”الشعب والحكومة والوطن”.
اليوم يوجد شعب ووطن كبيران لكن السلطة”الحاكمة”التي تدير دفة الحكم”قانونيا”في البلاد لا تزال غائبة عن الخريطة السياسية ومجهولة في نظر الشعب”الضحية”..فمن يحكم موريتانيا الآن هل الرئيس من علا سريره بالمستشفى العسكري”بيرسي” بفرنسا عن طلريق الهاتف؟ أم أحد الجنرالات الكبار من داخل الثكنات العسكرية.؟.
أخيرا..ترى متى سترسو سفينة الضياع وتنتهي ظاهرة الحاكم المجهول؟ ومتى يؤوب الشعب الموريتاني من تيهه إلى رشده, ومتى تصبح موريتانيا دولة لها شعبها ورئيسها ووطنها الكبير..؟
شيخن ولد البان
|
No comments:
Post a Comment