Tuesday 27 November 2012

الفريق غزواني: ظل عزيز فى موريتانيا | #موريتانيا أخبار


نصب قائد أركان الجيش الموريتاني الفريق محمد ولد الغزواني نفسه، بحكم الأمر الواقع، قائما مقام الرئيس ولد عبد العزيز منذ إصابته منتصف الشهر الماضى. نبحث فى ما يلى عن تقاصيل حياة الفريق المتنفذ والغامض.


يتقدم الصفوف بناء على طلب الرئيس الذى يتعالج فى فرنسا، وبالتالى أصبح الفريق محمد ولد الغزواني، قائد الجيش والرجل التوافقي، يمسك أمور موريتانيا فى يديه. ففور إصابة الرئيس مساء السبت الثالث عشر من أكتوبر أصبح الفريق يدير كل شيء: تصريحات وزير الإعلام وحديث الرئيس المتلفز وكذلك نقله إلى فرنسا.


لم يتنازل ولد عبد العزيز عن شيء من سلطاته بشكل رسمي، فلم يجتمع مجلس الوزراء، وكان يقال رسميا أنه من يأمر وينهى. لكن الفريق غزواني-الذى يفر من الصحافة كما يفر من الطاعون- كان يدير الأوضاع من مكتبه، بل أكثر من ذلك أمر الحرس الوطني بالقيام بدوريات فى العاصمة ومراقبة كبار الضباط فى الجيش. لا شيء غريب فى هذا، فالرجل خبير فى الانقلابات، فى إشعالها وإخمادها. لكن شخصية ولد الغزواني مختلفة تماما عن شخصية ولد عبد العزيز فهو أكثر هدوءا واتزانا. لكن على كل حال فإن الرئيس وقائد أركانه يعتبران هناك كالشقيقين.


ولد الغزواني منحدر من ولاية لعصابة، وسليل أسرة من مشايخ الطرق الصوفية، وقد تمكن الوسط القبلي الذى ينحدر منه من الحصول على نفوذ كبير فى البلد بفعل موازنته بين التجارة والبعد الروحي. وولد الغزواني لديه معرفة جيدة بالخريطة القبلية لبلاده. انتسب فى بداية الثمانينات إلى الأكاديمية العسكرية بمكناس حيث التقى بتوأمه محمد ولد عبد العزيز حيث درسا معا وحصلا بعد نهاية الدراسة على رتبة الملازم. لكن ولد الغزواني كثف تكوينه وعمله فى قيادة الأركان، حيث أجرى عدة دورات تدريبية فى الخارج كان آخرها دورة تدريبية سنة 2003 فى الأردن، وهو برتبة رائد آنذاك، وكان يقود كتيبة الدبابات، ولحسن حظه وقعت محاولة الانقلاب الدموية فى الــ8 من يونيو وهو خارج البلاد. تمت ترقيته فى العام 2005 إلى رتبة عقيد وأصبح قائدا للمكتب الثاني (الاستخبارات العسكرية). كان من أبرز مخططى ومنفذى انقلاب 2005 وحل محل اعل ولد محمد فال فى إدارة الأمن. وبعد فوز الرئيس ولد الشيخ عبد الله بالرئاسة رقي هو وولد عبد العزيز إلى رتبة اللواء لأول مرة فى الجيش الموريتاني. وفى يونيو من العام 2008 استعمل ولد عبد العزيز نفوذه لدى الرئيس ولد الشيخ عبد الله من أجل إقناعه بتعيينه قائدا للأركان وهو ما تم.


قام ولد الغزواني فى نهاية شهر يوليو من نفس العام بجولة فى الداخل للاطلاع على أحوال جنوده وضباطه وكسب شعبية بينهم. وكان يوم الــ6 من أغسطس هناك حيث علم عن طريق الهاتف بإقالته، ثم ما لبث أن علم أن صديقه ولد عبد العزيز قد انقلب على الرئيس. عاد بعد يومين إلى العاصمة واهتم بإقناع دول العالم بتفهم الانقلاب. قام بزيارة فاشلة إلى الجزائر استقبل بعدها فى وزارة الدفاع الفرنسية. لكنه حظى باستقبال من طرف كلود غيان أمين عام الإليزي بفضل تدخل رجل الأعمال ولد بوعماتو الذى يوجد الآن لاجئا فى حالة لجوء فى المغرب. كان ولد الغزواني تحت حكم ولد الشيخ عبد الله يقدم معلوما قيمة للغرب عن القاعدة والإسلاميين.


منذ سنة 2009 أصبح على رأس المجلس الأعلى للدفاع والأمن الذى خلف المجلس الأعلى للدولة (اللجنة العسكرية لسنة 2008)، ورقي بعد الانتخابات الرئاسية إلى رتبة الفريق أعلى رتبة فى الجيش الموريتاني. وهو المبعوث الشخصي للرئيس ولد عبد العزيز خصوصا إلى فرنسا، ولديه شبكة واسعة من العلاقات الشخصية الحميمة فى الطبقة السياسية والإدارة والجيش.


Jeune Afrique


ترجمة: الصحراء


الفريق غزواني: ظل عزيز فى موريتانيا – أقــــلام حرة.




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment