Tuesday 27 November 2012

حربا على الإرهاب بالوكالة

يخوض رأس النظام القائم حربا على الإرهاب بالوكالة عن الغرب ضد ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعصابات التهريب في شمال افريقيا، وهكذا يجلس الانقلابي ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي بنواكشوط – الذي سيطر عليه بعد قيادته لتمرد عسكري وتنفيذ انقلاب صبيحة 06 أغسطس 2008 – متفرجا على حرب وقودها أفراد الجيش الموريتاني الأبرياء ومهمتها الرئيسية استمرار الحصول على دعم غربي لنظام تحاصره الأزمات ويترنح في التخبط والفشل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة فضلا عن تحطيم أرقام قياسية في ما يخص الفساد المالي والفشل الإداري.


وقد أدخل ولد عبد العزيز موريتانيا في حرب لا تعنيها وبات يرسل أفراد الجيش الوطني إلى موت محقق على الحدود وفوق أراضي دول مجاورة عندما رضي أن يخوض تلك الحرب نيابة عن الغرب بشكل عام وفرنسا وأميركا تحديدا. وكما رضي الدكتاتور القذافي أن يبدد ثروات الشعب الليبي ويلعب دور دافع الفدية لتخليص الرعايا الغربيين عند اختطافهم، فإن دكتاتور موريتانيا ذهب أبعد من ذلك فقرر التضحية بأرواح الجنود الموريتانيين مقابل تخليص رهائن غربيين أو في سبيل تعقب محترفي التهريب .


وكان دكتاتور موريتانيا ومقربوه قد اطلقوا حملة كبيرة في أوربا وكتبوا رسائل سنة 2008 ضخموا فيها من خطر القاعدة والتشدد الإسلامي وصوروا الجنرال المنقلب يومها على السلطة بمثابة الرجل الذي يمكنه أن يقوم بتلك الحرب نيابة عن الغرب إضافة إلى قدرته على لعب دور آخر وهو دركي الحدود وحارس أوربا من أفواج المهاجرين الأفارقة باتجاه أوربا وهذا ماجعل دولا أوربية تدعم انقلاب الجنرال على الشرعية أو تساعده في البقاء مقابل تنفيذه لأهدافها مستقبلا وفي مقدمة هذه الدول فرنسا واسبانيا كما نشرت وسائل الإعلام حينها.


ومن المسلمات في السياسية العالمية أنه كلما كان النظام ضعيفا أو فاقدا للشرعية كلما كان مستعدا لتقديم مزيد من التنازلات للغرب وكان أكثر استعدادا للدخول في مغامرات ولو على حساب المصالح العليا لشعبه ووطنه وهذا بالضبط هو ما يفسر الحرب الخاسرة التي يخوضها ولد عبد العزيز على الإرهاب والتي لم تجن موريتانيا منها سوى موت أبنائها وانعدام أمنها فضلا عن تحول البلاد لأول مرة في تاريخها إلى ساحة لسلسلة من العمليات الانتحارية.


ولايزال النظام الدكتاتوري في نواكشوط مصرا على تضليل الشعب حول حقيقة هذه الحرب بالوكالة وكثيرا ما قدم حججا واهية لتبرير تلك المعارك الخاسرة منها الدفاع عن الوطن وصد هجمات إرهابية مرتقبة وتحدث عن عمليات استباقية ولكن فرنسا واسبانيا ظلتا تفضحانه كل مرة من خلال تسريب معلومات تكشف حقيقة تلك الحرب أو حتى تصريحات علنية رسمية تكذب دعاية أبواق النظام الموريتاني. وقد كان من أبرز تلك التصريحات تأكيد فرنسا وبشكل رسمي على أن دكتاتور موريتانيا أرسل قواته للقتال شمال مالي بهدف تحرير الرهينة الفرنسي “جرمانو” أياما قليلة بعد أن صرح وزراء الدكتاتور بأن العملية كانت لصد هجمات إرهابية وطبلت وسائل إعللامه لأكذوبة الحرب الاستباقية.


وسيظل الموريتانيون يدفعون ثمن هذه الحرب من خلال سقوط عشرات القتلي ومئات الجرحى من أفراد الجيش الوطني وستظل تلك الحرب متواصلة مادام النظام الشمولي العسكري جاثما على صدور الموريتانيين، وقد أظهر توغل سيارات الإراهبيين المفخخة ووصولها إلى قلب العاصمة نواكشوط أن هذا الدكتاتور قد أدخل موريتانيا في ورطة كبيرة وعرض حياة المدنيين للخطر مقابل بقائه في السلطة وحصوله على دعم أجنبي.


ومن أهم محطات هذه الحرب بالنيابة مايلي


أولا : قتل العشرات وجرح المئات( بعضهم بإعاقات مستديمة) من أبناء الجيش


- حادث لكصيبة2: مقتل جندي موريتاني وجرح آخر بعد تبادل لاطلاق النار جنوب البلاد يوم 03 فبراير 2011


- الجيش يطلق النار على مدنيين بمدينة بوغي ويردي أحدهما قتيلا يوم 29 يناير 2011


- معركة حاسي سيدي: مقتل 11 جنديا موريتانيا والتمثيل ببعضهم واختفاء جثث آخرين يوم 18 سبتمبر 2010 وجرح العشرات


- القاعدة تتحدث عن 19 قتيلا وتعرض سيارات وأسلحة تقول إنها غنمتها من كتائب الدكتاتور


- قصف الجيش شمال مالي وقتل امرأتين ادعى أولا أنهما ارهابيتين ثم اعتذر الدكتاتور عن قتلهما وتعهد بدفع ديتهما أثناء زيارته لمالي


- حادثة قرب مركز شوم: مقتل جندي فورا وجرح آخر بعد تعرضها لإطلاق النار شمال البلاد يوم 31 سبتمبر 2008


- حادثة تورين: مقتل 12 جنديا موريتانيا والتمثيل ببعضهم والاستيلاء على معداتهم يوم 15 سبتمبر 2008 وجرح آخرين




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment