Monday 26 November 2012

حقوقيون على آثار قتلى سيري مالي/ تقرير: الدده الشيخ ابراهيم | #موريتانيا أخبار

قررت مجموعة من النشطاء والحركات الحقوقية في ذكرى الاستقلال الوطني تنظيم رحلة تأبينية لسبعة مدنيين زنوج تم قتلهم في مدينة “سيرى مال” الحدودية، وقد واكبت تقدمي مسار تلك الرحلة و رصدت التعاطي الحدودي في تلك المنطقة بين موريتانيا والسنغال.


قصة المقبرة الجماعية:


بدأت القصة في عام في يوم 18 مارس عام 1990 حيث جاء إلى قرية سيرى مالي مجموعة من العسكريين وأخذوا معهم سبعة من الزنوج (سكان تلك القرية)، في رحلة اللاعودة حيث ظن ذووهم أنهم سفروا إلى السنغال لكن أحد الرعاة عثر عليهم بعد أن جرفت مياه السيول التراب التي كانت تغطيهم على ضفة نهر السنغال، وقد تمكن اهاليهم من تحديد قبر جماعي يحوي أربعة منهم وهم: لي ممدو عمر المولود عام 1918 في سوري مالي، و جا صمبا جولدي عام 1918 في سوري مالي، و جالو شرنو المولود عام 1946، و لي أبو ممدو (صاحب الصورة) المولود بتاريخ 1967 في نفس القرية.

مسار الرحلة:


بدأت الرحلة يوم 22 نوفمبر عند الساعة صفر حيث انطلقت مجموعة من السيارات تقارب العشرة من العاصمة نواكشوط وتحديدا من ملتقى كارفور مدريد، مسار الرحلة تطلب أن لا تذهب كل السيارات دفعة واحدة تجنبا لعراقيل نقاط التفتيش، بل ان تذهب كل سيارة لوحدها والموعد كان في مدينة بوكى… هذا وقد شارك في المسيرة كل من انبعاث الحركة الإنعتاقية إيرا، ونجدة العبيد، وجمعية الأرامل، وحركة لا تلمس جنسيتي، وجمعية ضحايا الإبادة 87-89، وضمير ومقاومة، وجمعية العسكريين الناجين من المجازر، وجمعية الأيتام، ومنسقية شباب لحراطين في موريتانيا، ومنظمة كوتال جيليتار.


القافلة التي انطلقة من مدينة بوكى على شكل مجموعة من السيارات يقودها نائب رئيس حركة إيرا والسناتور يوسف سيلا وقد لحق بها باص مغطى باللافتات… واضطرت المسيرة إلى الانتظار مدة 30 دقيقة عند مدينة بابا بى ريثما تلحق بها سيارة مدير تلفزة المرابطون (نائب رئيس نجدة العبيد). قرية سرى مالي تبعد نيفا وعشرون كلمتر من مدينة بابابى من بينها 15 كيلومتر على الطريق الرملية حيث غبار شمامة الخانق وعبور بعض البرك، عند قدوم المسيرة كان في انتظاره شيخ القرية ومجموعة من سكان القرية وقد اصطفوا لاستقبال الضيوف.

المداخلات:


افتتح التأبين بقراءة آيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك تناول الكلام شيخ القرية صو آداما بودي، حيث رحب بالقدوم وخصوصا الضيوف القادمين من العاصمة نواكشوط لنعي أبناء قرية سورى مالي الذين تم إعدامهم عقب أحداث 89 الأليمة… شيخ القرية قال بأنه يتذكر تلك الأحداث جيدا، وإنه لا يرغب في الانتقام بل في إحلال العدل بين جميع الموريتانيين، وختم شيخ القرية حديثه بالصلاة على النبي الكريم وصحبه.


بعد ذلك أقيمت صلاة الغائب على “أرواح الشهداء”، وتم توزيع أجزاء من المصحف الشريف على بعض الحضور لختم القرآن والترحم على أبناء القرية، بعد ذلك فتح المجال أمام بعض مداخلات الحضور من المنظمات المشارك في الرحلة وأحد الشهود. وكان المتدخل الوحيد باللغة العربية و باسم لجنة حقوق الإنسان هو الناشط محمد ولد محمد الحافظ: (المحسوب على التيار الإسلامي) والذي ربط بين النضال الذي تقوم به هذه المنظمات ونضال “الأشقاء في فلسطين”. ونضال جنوب أفريقيا الذي كلل بالنجاح.


من بين المتدخلين كذلك من سخر من صلاة الغائب التي قام بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز واعتبرها مجرد “مسرحية” قائلا إنه كان عليه أن ينظم أيام تشاورية حول الموضوع وحصر المتضررين والتعويض لأبناء الضحايا.


وقد ختم اليوم التأبيني بالدعاء إلى الله والترحم على أصحاب تلك القبور.


رحلة على هامش رحلة سيرى مالي:


قاد الفضول بعض الإعلامين المستقلين إلى عبور نهر السنغال باتجاه القرية المقابلة ل سيرى مالي، والمسماه ادرانكل، لمعرفة نمط الحياة هناك، وقد تفاجؤوا من شكل التقارب و التلاحم بين السكان تلك القريتين اللتين يفصل بينهما نهر السنغال، حيث استقبلهم رئيس القرية الشيخ سي والذي يتحدث باللغة العربية بل قدم لصحافتنا كتب ألفها بخط يمينه في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأراد أن يقوم بضيافتهم عبر ذبح كبش لهم، إلا أن ضيق الوقت حال بينهم وبين تلبية الدعوة، الشيخ سي استقبل الإعلامين بوجه طلق بل قام بالتقاط صور تذكارية معهم ومع زوجاته الأربعة، وفتح لهم بيتا أنشأه على قبر أبيه وأدخلهم فيه حيث وجدوا بداخله قبة بيضاء على القبر.


سهولة التنقل بين البلدين وغياب السلطات الأمنية والإدارية (الموريتانية والسنغالية) يعكسان عدم دقة ذلك القول الذي كثيرا ما سمعناه حول ضبط وتأمين حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تنتظر حرب مالي التي تدق طبولها.


عند انتهاء تأبين سيرى مالي توجه فريق الصحفيين إلى منزل عمر صمبا آن، وهو عسكري مظلي متقاعد يقول أهله إنه تعرض للتغذيب في السجن المدني في نواكشوط لمدة عام وأطلق سراحه بجسم ضعيف، مصاب بالرعشة (إعاقة أبدية). بداية قصة هذا الشيخ –كما يرويها ذووه- بدأت عندما تشاجر مع تاجر بجواره سنة 1989، حيث قام التاجر بالإبلاغ عنه متهما إياه بالتخابر لصالح السنغال، ثم حضر أفراد من الجيش وحملوه مع عائلته إلى وجهة مجهولة، بعد ذلك علموا بأن النسوة تم تسفيرهن إلى السنغال بينما اختفت أخبار رب الأسرة المعاق حاليا. ويقول أهله أنهم وبعد عام من البحث عنه واللجوء إلى الوساطة لمعرفة مصير ابنهم… توصلوا إلى أنه مسجون في سجن مدني بالعاصمة نواكشوط، وكان يتعرض لتعذيب “حوله من أقوى رجل في قرية سرى مالي إلى مقعد عاجز عن قضاء حوائجه الخاصة”.


ملاحظة: على عكس رحلة إينال في العام الماضي لم يتعرض المشاركون في هذه الرحلة لأي مضايقات من قبل السلطات الأمنية..وهذا ما جعل اعضاء الوفد هل لهذه التسامح علاقة بغياب الرئيس؟


المصدر




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أخبار Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق

No comments:

Post a Comment