Thursday, 1 November 2012

رصاصة حيرت خبراء الأمن أكثر مما حيرت الأطباء | ‫#موريتانيا أخبار


الخميس 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









أحمد المهدي

بوصفي كعسكري يمتلك حسا أمنيا .. وبالإضافة إلى كوني قد خدمت في القصر الرئاسي وعرفت طبيعة الحياة فيه، فإني أتصور أن استهداف الرئيس الموريتاني يوم السبت [13/ 10/ 2012] لم يكن عن طريق الخطإ وإنما كان عمدا مع سبق الإصرار والترصد, ولم يكن خارج القصر داخل السيارة .. كما تزعم الرواية الرسمية، وإنما كان داخل القصر وخارج السيارة وتحديدا في بعض الطرق غير المعبدة التي قد يمر بها الرئيس أثناء ممارسته لرياضته أو ذهابه من بيته إلى مكتبه .. (مركز المزيكنه) ، حيث لا تخلو هذه الطرق من حارس يحمل بندقية جاهزة لا تحتاج إلا إلى بضع ثوان لسحب الأقسام والضغط على الزناد لتنفث ثلاثين طلقة من الرصاص الحي، ولهذا يؤمر هؤلاء الحراس أن يدوروا إلى الخلف أثناء مرور الرئيس ، ولكن لا شيء يمنعهم أن يدوروا إلى الخلف مرة أخرى عندما يريدون استهداف الرئيس .


ولعل أحد هؤلاء الحراس ـ الذين يخلون بهذه الأسلحة وهم بعيدون من الرئيس وقريبون من مكان مروره ـ فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر .. لكنه لم يقتل إلا بعد أن أصاب الرئيس في مقتل .


بل إن أخطر ما في رصاصة هذا الحارس أنها حيرت خبراء الأمن أكثر مما حيرت الأطباء .


ذلك أن الشخص الذي خطط لاغتيال الرئيس لم يكتف بإخفاء أثر الجريمة بتصفية المنفذ ، وإنما خطط أيضا لتضليل المخابرات والرأي العام بالتشبث بخيوط أمنية كلها زائفة ، حيث تم اختيار عنصر من داخل كتيبة الحماية والأمن الرئاسي , ثم خطط لإخفاء أثر هذا العنصر بتصفيته بعد تنفيذ مهمته ، ثم خطط أيضا لإقحام حماية الرئيس وحراسه الشخصيين الذين استغلت طبيعة عملهم ليقوموا بتصفية هذا المنفذ حتى يدخلوا جميعا في قفص الاتهام , وبذلك تم تضليل المخابرات والأمن والرأي العام .


والواقع أنه يستحيل التنسيق بين الحراس الشخصيين الذين يخفون المسدس تحت الكستيم المدني ، والعناصر الذين يظهرون السلاح ويلبسون الزي العسكري ، بل إن العمل كله كان من تخطيط ذلك الحارس بغض النظر عن دوافعه .


ومهما يكن من أمر فإني أعتقد أن (بازب) قد اخترقت أمنيا وسوف تودع القصر الرئاسي وداع الشرطة للمطار . بمعنى أن الدرك الوطني سوف يعود إلى القصر الرئاسي ويعود الجيش إلى ثكناته .


وهذا هو كل ما أستطيع أن أبوح به الآن ، ولولا أني في بلد أشعر فيه بهيبة القانون وفخر الحضارة ؛ لما أدليت بهذه التصريحات وأنا ضيف خارج حدود بلدي .. ولكن الشعور بالمسئولية وواجب النصح لقادة الشعب الموريتاني وأئمة المسلمين وعامتهم ، يحتم علي أن أقدم هذه المقاربة علها تساهم في تحديد المتهم الرئيس .


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment