Monday 10 June 2013

زبد المـــــــواجع… – شعر المختار السالم

رفرفْ على جفن المدينة.. واعتصمْ..

كالغيم.. أنتَ جدارها وطلاؤها…

واصبرْ إذا طمرَ الغثاءُ شواطئا

من وجنتيك… وبُددتْ أشلاؤها..


وإذا رأيت الشمس تهجر ناظريكَ

فلا تخفْ، إذ للضلوع ضياؤها..

هذا الزمان الرخْوُ من زبد المواجع،

حين يعلو في النفوس غثاؤها..

هذا الزمان رماديُ الأشلاء،

كل قصيدة بيعتْ له أثداؤها..

ولروح هذا الليل يعزفُ ألف

شيطان، وأنفاسُ الجحيم شواؤها

سحقا.. نباح كلاب كل مدينة،

سحقا لقافلة تسيرُ نساؤها..

سحقا لقوم سافحتهم ريحهم..

وتجردتْ من عريهم أنواؤها…

وحدي سأرفض ُ أوجها لا تستوي

في الحالتين: دموعها ودماؤها..

وأهشّ علَّ ضفيرة الإيراق..

تثأرُ من جفاف الأرض ينبع ُ ماؤها

وأنا أفتش فيكَ عن قمر يطلّ

على الخيام فتستوي أسماؤها..

وعلى “أوابدها” حداة الفجر

تصدح بالأذان ليستـقيمَ حداؤها..

حتما يعود الشجْو للأهوار

حين يَصبّ قهوة بابل شعراؤها..

ويوزعون بقية الفجر الأخير،

جلالها ونقاؤها وبهاؤها..

ستسيل كل جراحنا شعرا وأسيافا

ويرجع للوجوه حياؤها..

ويصادق الأطفال حلواهمْ،

وفي القدس النبيلة أهلها وهواؤها..

وتعود.. بغدانُ العروبة شامةً،

طُبعتْ على الأفلاك بالدم لاؤها.


نواكشوط في: 3/6/2013


المصدر.




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment