بقلم : جمال ولد محمد الأمين Jmlemin@yahoo.fr
طالعتني منذ زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الأخيرة لمدينة نواذيبو مجموعة من الكتابات التى تتناول هموم المدينة الشاطئية الهادئة من غبن و إقصاء و حرمان وهو حال ألفته المدينة منذو بواكير الحرب علي الصحراء وقد درجت على تجذيره مختلف الحكومات المتعاقبة علي إدارة البلد .
ففي الفترة العسكرية مابين 1978 الى 1992 اهتمت الحكومات بسياسات التهميش المتعمد لشباب الولاية وتشجيعه علي الهجرة الي ارويا أو حضه علي إعلان الولاء للمملكة المغربية او إغراقه بالمخدرات وتجارة التهريب وكان تأثير هذه السياسات يتعدي الأوساط الشبابية الي الأسر و أربابها فكانت الهجرات الجماعية الي المغرب تحت عنوان العودة و غيب آلاف الشباب في مسارح للهو والمجون في فنادق اسبانيا ولاس بلماس , و إدراكا منها لخطورة السياسة وظهور تيارات الرفض أوعزت الحكومة الي بعض أدواتها بالمشاركة في أول انتخابات بلدية لإحتواء تيار الرفض الذي مثله بعض القيادات التقليدية لقبيلة أولاد ادليم فشاءت الدولة أن هزم تيار الرفض لمحاولته كشف حقيقة التعاطي الرسمي مع الولاية ولم تمض فترة علي تلك الأداة التي انتخبت عمدة لبلدية يعاني سكانها الأمرين حتى هيئت الدولة الظروف المناسبة لتكسير الإرادة المحلية في رفض السياسات الرسمية وبث الشقاق والفرقة بين أفراد القبيلة الواحدة وضرب بعضها ببعض بل ضرب القبيلة بالا خري فكانت قبيلة الكرع أكثرها استخداما في تنفيذ الأجندة الرسمية و كانت أولاد دليم أكثرها تأثيرا لكونها الأكثر مجاهرة علي رفض التهميش الممتهج أما أهل باركلل فكانوا منشغلين بصراع التلاميد والطلبه وهو صراع أزلي يتلذذ به سادهم أكثر من التألم لحال المدينة ذات الخيرات والبركات , وقد نتج عن ذلك صعود تيار الوافدين وهو ضالة الدولة فقد وجدت فيه القدرة المفقودة علي تغيير التركيبة الديموغرافية للولاية فعمدت الي تشغيل آلاف الوافدين في شركات مثل اسنيم ’ ساليمريم ’ اربيكو , ماوا ,سيجب , ا س ام سب ,وغيرها إضافة الي التعيين في الإدارة المحلية والبنوك وإعطاء قروض ميسرة لوافدين من اجل ولوج قطاع الصيد التقليدي ويكفي ان نحلل إحصاءات القرض البحري التى تشير الى أن اقل من 3 في المائة من القروض فقط تم منحها للسكان الأصليين وقد شهدت هذه الفترة أيضا صعود عمد بل مجالس بلدية بأكملها من الوافدين ؟.
أما الفترة مابين 1992 الي يومنا هذا فقد تميزت السياسة الحكومية إزاء سكان الولاية زيادة علي ما سبق بظهور قطب من القبيلة ذات الشوكة والتاريخ الطويل مع الرفض والممانعة للسياسة الرسمية ( أولاد ادليم ) وهو قطب نتج عن سياسة فرق تسد المشار اليها سابقا وترجم الي أشخاص بعدد أصابع اليد تقلبوا في المناصب باعتبارهم ممثلين لإرادة شعب مقلوب علي أمره وهم مرتاحون لهذه الحظوة في بلاط الدولة لأنها تخرجهم من دائرة الصراع التي أصبحت سائدة حتي في اجتماعات القوم فأصبح الشعار بينهم لا شيء متفق عليه وكل شيء مختلف فيه .
هذه هي وضعية المدينة وتلك هي هواجس السكان ولا مناكرة فيها إلا من قبيل أبواق دأبت علي النعيق في غابة مظلمة أو حناجر مأجورة لا تمثل إلا مستأجرها وأنا اعذرها فأجرتها حلال عليها وسباحتها عكس التيار مبررة وقلبها للحقائق مستساغة لأنها تمثل ذلك الشاب الذي لم يستطع دخول الوظيفة العمومية وراح ضحية كساد محصول الطماطم في اسبانيا وسد ممثلوا إرادة الشعب المقهور أبواب مكاتبهم عنه لا يلجها إلا مأجورا , فالي الأمام يا كل من يحنو الي الرقي ورفض الظلم الهوان وليبقي البيادق بين الحفر لا يخرجهم الا الجوع و الرغبة في ممارسة العادة السرية .
Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:
Post a Comment