Monday 27 August 2012

‫#موريتانيا‬‏ البيات الأبدي/ سيدي محمد ولد ابه

الإِشتاء أو البيات الشتوي أو السبات الشتوي هي فترة سكون تدخل فيها بعض الحيوانات والزواحف مثل الدببة والضفادع وخاصة القوارض وتخرج منها على أوائل الربيع للتزود بالغذاء والتزاوج.- ويكيبديا. وجه المقارنة بين بياتنا الذي نتحدث عنه الآن وبين البيات الشتوي أن الأول أبدي ربما لن تصحو “قوارضه” و”دببته” و”زواحفه” أبدا، فيما يُبقي الشتوي باب الأمل مفتوحا في انتظار انقضاء هذا الفصل..


البيات الأبدي/ سيدي محمد ولد ابه

لذلك تعيش الحيوانات ومن ورائها الطبيعة على أمل نهاية هذا البيات، وقديما قيل إن الأمل مفتاح المستقبل.



في الحالة التي نتحدث عنها هنا تحل الشخوص الآدمية محل القوارض و بفوارق جوهرية تتجاوز تلك البيولوجية، فالأولى تعيش لتأكل، بينما تأكل الثانية لتعيش، وشتان ما بين الإثنين.



منذ نهاية الاعتصام الأخير دخلت "قوارضنا" في بيات شتوى ما لبث أن ابتلع الصيف والخريف معا، منذرا بآخر أبدي بدأت معالمه ترتسم على الوجوه المنهكة من "نضال" طويل لم تتقن صنعته، في سبيل أهداف يدرك واضعوها أن منال الثريا بات أدنى منها مراما..



وما من شك أن مجموعة من العوامل منها ما هو ذاتي وما هو خارجي، ساهمت إلى حد بعيد في إطالة أمد هذا البيات الأبدي، وفي طليعة العوامل الذاتية فقر الخطاب السياسي من أي مضمون، وعجز دعاة الرحيل عن إقناع الشارع الشعبي بجدوائية الحراك الذي يراد له أن يكون طريقا سالكا إلى سلطة لم يمنحها الشعب لمن لا يستحقها..



ينضاف لذلك اتساع هوة الخلاف الذي يصل حد التناحر بين رؤوس الحراك، لدرجة بات معها بعضهم يغمز ويلمز في البعض الآخر، بل ويحاور النظام من وراء حجب، طمعا في مغرم أو مغنم..



من العوامل الخارجية التي أنهكت دعاة الرحيل، أن الوضع العام في البلاد لم يكن عاملا مساعدا أبدا لتكريس هذا الخيار، فطيلة تاريخ موريتانيا الحديث لم تُسهم الطبقة السياسية في إنجاز أي تغيير في أنماط الحكم التي سادت هذه الأرض، والمعزوفة المشروخة التي عزفها "ثوار" موريتانيا عن الجفاف والإحصاء ودكاكين أمل وقتيل اكجوجت، ومحرقة الكتب، والمعهد العالي لم تؤتي النتائج المتوخاة منها..



والخطيئة التي وقع فيها المتهافتون على كرسي الحكم في بلادنا أنها حاولوا استيراد نماذج حدثت في بلدان أخرى، دون مراعاة الفوارق السياسية والاجتماعية والتاريخية..



ونقل عن قيادي في "المنسقية" قوله إن أحد الأحزاب دفع بهم إلى طرح خيار الرحيل، متعهدا لهم بأنه يملك زخما شعبيا وحضورا سياسيا، سيكونان أهم رافعة لتحقيق هذا المطلب، مع التعويل على العامل الخارجي، كالتهويل الإعلامي، والمساعدة السياسية من طرف البعض، بهدف عزل النظام، وتهيئة الأرضية المناسبة لـ"الثورة".



ويضيف هذا القيادي أنهم فوجئوا في المنسقية وبعد أكثر من سبعة أشهر من الحراك السياسي والشعبي أن الحزب المذكور كان الأقل حضورا في المشهد، وأن الحديث عن الرحيل لم يقنع أحدا، ربما لأن المعارضة باتت عاجزة عن المبادرة، بعد أن فشلت مرتين في تنفيذ اعتصام أريد له أن يكون بداية الشرارة التي لم تنطلق..



اليوم يبدو المشهد أكثر وضوحا، فقد بات أغلب قادة المنسقية على قناعة بأن مطلب الرحيل استبق زمانه، وأنهم لايملكون الآليات الكفيلة بتحقيقه، وكان الأجدر بهم وضع سلسلة من المطالب والشروط التي تتناسب وأحجامهم الحقيقية..



وعموما لايبدو أن ثمة أملا في انقضاء فترة البيات التي تعيشها المنسقية حاليا، والتي سقطت رهاناتها مع تساقط الأمطار وحلول العطلة الصيفية وحل مشكلة المعهد، وطي ملف قتيل اكجوجت، وافتقار الخطاب السياسي المعارض لأي أفكار يمكن الاستناد إليها أو حتى الاستئناس بها..



noorinfo




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment