وبخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز مجموعة من وزراء حكومته قاموا بجولات في مختلف ولايات الوطن، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي. ووصف ولد عبد العزيز مهمات أعضاء الحكومة بأنها لا قيمة لها، وليس لها صدى إعلامي في الصحافة المستقلة، التي قال إنها مهمة وذات مصداقية لدى الرأي العام.
وقال إن الإعلام العمومي ليست له أهمية تذكر، وأن متابعيه لا يلقون بالا لما يقدمه عن نشاطات الحكومة، ويرى مراقبون أنه إعلام مقيد ويتعرض القائمون عليه لحرج شديد أثناء تغطيتهم لنشاطات الوزراء في الداخل، بسبب انتقادات المواطنين لأداء الحكومة.
ويحجم الوزراء عن اصطحاب ممثلين عن الصحافة المستقلة خلال جولاتهم في الداخل، بل إن بعضهم يهاجم وسائل الإعلام المستقلة كما هو حال وزير الداخلية محمد ولد ابيليل أثناء زيارته لمدينة ألاك على خلفية نشرها لتصريحاته في الحوض الشرقي التي حدد فيها موعدا للانتخابات التشريعية والبلدية، قبل أن يتراجع عنها تحت ضغط المعارضة المحاورة التي قدمت احتجاجا رسميا لدى رئاسة الجمهورية.
وتعتبر حكومة مولاي ولد محمد الاغظف التواصل مع الصحافة المستقلة خطا أحمر، رغم أن لدى معظم وزاراتها مستشارين إعلاميين، لكنهم لا يستطيعون إبلاغ الصحافة المستقلة عن أي نشاط رسمي مخافة أن يكونوا سببا في كشفها لمستور الحكومة.
وتلجأ الحكومة لتجاهل الصحافة المستقلة وسد الأبواب أمام التعاطي معها تزلفا للرئيس الذي، وإن بدا مهتما بمنحها المزيد من الحريات، طبع حكمه بالتراجع عن منحها المكانة التي نالتها خلال فترتي حكم كل من اعلي ولد محمد فال وسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
فالأول فتح القصر الرئاسي أمام الصحافة المستقلة، ونظم أكثر من حفل عشاء على شرف القائمين عليها، في حين سار خلفه على ذات النهج وأكثر حينما قرر اصطحاب ممثلين عنها في مختلف أسفاره خارج البلاد وبشكل دوري.
والآن، وبعد أن زال شك الرئيس في أهمية الصحافة المستقلة، ودفع الوزراء ثمن تجاهلها، أصبح لزاما على النظام أن يعترف بأهمية الدور الذي تلعبه في إنارة الرأي العام، والتعامل معها على هذا الأساس.
السفير
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment