Sunday 26 August 2012

-‫#موريتانيا ‬‏المدح.. أنشودة للخلاص وتوق للحرية..

يرسم التاريخ لوحة جميلة عن مدينة الرسول الكريم ويحكي عن بذرة مجتمع عادل زرعها نبينا محمد (صلعم) ذات ضحوة في مدينة يثرب فآتت أكلها دولة تضمن لمواطنيها حق المساواة والعيش بكرامة.. يحكي تاريخ مجتمعنا الموريتاني عن قرون من الحياة الهمجية وظلم الضعيف للقوي.. حياة كان الدين فيها أداة بيد البعض، كما لا يزال اليوم، به يبرر ظلمه وعليه يعتمد في إذلال الآخر..


بين تلك الصورة الوردية للمجتمع المدني (نسبة إلى المدينة المنورة) وواقعنا القاتم وجد الحراطين أنفسهم ذات يوم، باسم هذا الدين يحتقرون وتستلب حقوقهم، فكيف يستقيم الظلم برسالة نزلت من فوق سبع سماوات لتحرر الإنسان وتكرمه؟؟!


“إنه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، لقد ولى عهد المدينة الراشدة وأصبح الضعيف عبدا للقوي”.. قال الحرطاني لأخيه الحرطاني!!


فكيف يكون الخلاص؟؟!


بعد ما ضاقت الأرض بما رحبت على العبيد الذين ينهمكون منذ طلوع الفجر حتى انتصاف اليل في الأعمال المنهكة من رعي وسقي وزراعة وكنس وطبخ وحليب للماشية، تحلقوا حول طبل بسيط وصدحوا بما يعانون من ظلم وحيف..


“من المستحيل أن تكون الحياة بهذا الظلم”، قدر الحراطين.. “ثمت يوم سيُأخذ فيه للمظلوم من ظالمه، فلماذا يتمادى هؤلاء في ظلمنا؟؟” .. بذلك اليوم اهتم الحراطين وسألو الله الرحمة فيه بملإ حناجرهم “وان يوم المحشر لا جيت .. ما نجبر يطون النعم .. وفقبري يكان أدربيت .. ربي تكشح ذيك الظلم”


قرر الحراطين تجاوز رجال الدين الذين يظلمونهم باسم الدين وعزفوا عن بركاتهم، نحو السماء توجهوا يبثون شكوى وجرحا غائرا في إنسانيتهم المستلبة.. يناجون ربا قويا عزيزا يطلبونه الحشر جنب الرسول الكريم، به يلوذون هربا من ظلم يخشون أن يلاحقهم في حياتهم الأخرى بعدما نغص عليهم هذه.. “وان للنبي اتواليني”، لا بأس عليكم فلا ظلم ذلك اليوم!!


إلى مجتمع المدينة العادل حيث الحبشي بلال عضو كامل العضوية في نادي يضم رجالات الخزرج والأوس وبني تيم وعدي ومناف ومخزوم تاق الحراطين فتعالت أصواتهم ممجدة ومعظمة مؤسس ذلك المجتمع الجميل، محمد بن عبد الله (صلعم)


بلغة بسيطة ومؤثرة خلد الحراطين أهم الخطوات على طريق بناء الدولة الإسلامية.. هنا إسلام عمر ونهاية عصر الخوف “گال البلال ارفع لذان بصوتك لا تخافو”.. فمتى ينجلى ليل خوفنا الدامس ومتى تشرق شمس حريتنا يا رب؟؟! تساءل الحراطين!!


مع الرسول الكريم هاجر الحراطين هربا من بطش أبي جهل وحمالة الحطب وسايروه هو وأبو بكر نحو المدينة المنورة.. قدر كل المضطهدين الهجرة بالجسد، وإلا فلتكن بالروح ما دام الجسد ملكا للغير.. هكذا تعود الحراطين أن يهاجروا كل ليلة بعد نهاية الدوام اليومي الإحباري هربا من بطش الأسياد.. يمرون على النيل في رحلة الحج الميمونة حيث الكعبة والطواف والخلاص من عبودية ألبست لبوس الدين ظلما وافتراء!!


بمآثر كبار الصحابة تغنى الحراطين وفي مدحهم خلدوا الغزوات وأشادوا ببطولاتهم ودورهم في إرساء دولة العدل.. مجدوا الدولة الإسلامية وخلفائها الراشدين حتى إذا انقلبت ملكا عضودا لاذوا بالصمت، وهل يعاني الحراطين إلا من الملك العضود؟؟


لآل للنبي الكريم مكانة خاصة في قلوب ومدح الحراطين، لعلي وفاطمة ما يستحقان من تقدير وحب دون أن يعني هذا الحب والتقدير بالضرورة انتقاصا من مكانة أبي بكر وعمر وعثمان، فهل يتعلم آيات طهران وضاحية بيروت الجنوبية من الحراطين كيف يكون المرء محبا لآل النبي ومقدرا لخلفائه الراشدين في نفس الوقت!!


باب ولد حرمة


p-89EKCgBk8MZdE.gif


aqlame.com





Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment