Tuesday, 7 May 2013

تركيا.. نحو انسحاب “تاريخي” للمتمردين الأكراد

 انسحاب الأكراد , حزب العمال الكردستان , عبدالله أوجلان , تركيا , رجب طيب أردوغان


متمردون من حزب العمال الكردستاني


في خطوة تاريخية فاصلة نحو إنهاء 30 عاما من تمرد راح ضحيته عشرات الآلاف من الأرواح، يبدأ المتمردون الأكراد يوم 8 مايو سحب الآلاف من أعضاء ميليشياتهم من تركيا إلى شمالي العراق، في إطار وقف إطلاق النار الذي أعلن في مارس الماضي.


وسيتم الانسحاب تدريجيا على دفعات، في وقت حذر المتمردون أنهم سيوقفون انسحابهم فورا في حال تعرضهم لأي هجوم أثناء مغادرتهم الأراضي التركية.


وكان قائد المتمردين مراد كارايلان، الذي يتولى قيادة حزب العمال الكردستاني منذ سجن رئيسه عبدالله أوجلان في تركيا عام 1999، قد حذر في مؤتمر صحفي في أبريل من أن قواته ستستخدم “حق الرد بالمثل” في حال تعرض قواته إلى أي هجوم أو تفجير.


ويطالب المتمردون الحكومة التركية بتحقيق عدة “التزامات” من أجل إرساء السلام، منها سن دستور جديد، وتفكيك الوحدات الأمنية الخاصة الموجهة لمحاربة المتمردين، والعفو عن جميع المقاتلين المسجونين في تركيا.


ولم يصدر أي تعهد صريح من قبل أنقرة بتنفيذ هذه المطالب، لكن بيانا مقتضبا صدر في نهاية اجتماع الأمن القومي في أبريل أشار إلى أن المسؤولين الأتراك سيقومون “بتقييم” الخطوات اللازمة لضمان أن “الجهود التي يجري اتخاذها من أجل السلام والأمن ستسفر عن نتائج دائمة.”


وتأتي مغادرة تركيا والتراجع إلى قواعد في شمال العراق بعد شهرين من إعلان المتمردين وقف إطلاق النار استجابة لنداء زعيمهم عبدالله أوجلان.


وكان أوجلان، الذي يشارك في محادثات مع المسؤولين الأتراك من أجل إنهاء القتال، طلب من أنصاره مغادرة تركيا كجزء من جهود السلام.


ويعتبر تراجع المتمردين خطوة كبرى نحو تسوية سياسية لصراع تعود جذوره إلى انهيار الإمبراطورية العثمانية، وإعادة رسم الحدود في الشرق الأوسط، التي تركت الأكراد منقسمين بين 4 بلاد هي تركيا والعراق وسوريا وإيران.


حرمان طويل الأمد


وحرم الاكراد في تركيا طويلا من هوية مستقلة ومن الحقوق الثقافية واللغوية الأساسية.


وفي عام 1984، أطلق حزب العمال الكردستاني حملة بدأت بالمطالبة بالاستقلال، ثم من أجل الحكم الذاتي وحقوق أكبر للأكراد الذين يشكلون نحو 20 في المائة من سكان تركيا البالغ عددهم 75 مليون شخص.


وتعتبر تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني، الذي شن هجمات عديدة على تركيا انطلاقا من قواعد في شمال العراق، منظمة إرهابية.


وتقدر الحكومة التركية أن ما بين 1500 إلى 2000 مسلح يعملون من داخل تركيا، معظمهم ينطلقون من كهوف ومخابئ أخرى تقع في مناطق وعرة جنوب شرقي البلاد.


وكان كارايلان قد أكد أن الحزب لن يضع سلاحه إلا بعد إطلاق سراح أوجلان وبقية المقاتلين الأكراد من السجون.


وأبدى المسلحون الأكراد في وقت سابق ترددا بشأن انسحابهم وهم عزل دون ضمانات قانونية من تركيا بعدم الهجوم عليهم أثناء انسحابهم.


وكانت قد وردت تقارير عن قيام القوات التركية بمهاجمة أعضاء حزب العمال الكردستاني أثناء انسحابهم عام 1999 تنفيذا لأوامر أوجلان الذي كان قد توجه بدعوة للسلام بعد فترة وجيزة من إلقاء القبض عليه.


وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد أن الهدف النهائي للمحادثات التي أطلقت نهاية العام الماضي، والتي دارت بين أوجلان ووكالة الاستخبارات التركية، هو نزع سلاح حزب العمال الكردستاني.


ويطالب الأكراد بأن يشتمل الدستور الجديد، الذي تجري صياغته حاليا من قبل الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي، ضمانات لحقوق الأقلية الكردية، وأن يضاعف من صلاحيات السلطات المحلية، ويمنحهم المزيد من النفوذ في مناطق جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية.


كما يطالب الأكراد بالإفراج عن المئات من ناشطيهم المسجونين لصلاتهم المزعومة بحزب العمال الكردستاني، فضلا عن تحسين ظروف سجن أوجلان، الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة على جزيرة قرب اسطنبول.


وفي وقت تؤيد الغالبية العظمى من الأتراك وضع نهاية للعنف، إلا أن جهود السلام لا تزال مسألة شديدة الحساسية ويشعر الكثيرون بالقلق إزاء منح الكثير من التنازلات لحزب العمال الكردستاني، الذي يعتبرونه مسؤولا عن مقتل الآلاف من بينهم مدنيون.


ويعارض حزب قومي تركي بقوة جهود السلام والإفراج عن أوجلان، الذي يلقبونه “وحش إمرالي”، في إشارة إلى الجزيرة الذي يحتجز فيه.


وجاءت جهود السلام التركية مع أوجلان بعد تصاعد وتيرة أعمال العنف في الصيف الماضي مما أدى إلى مقتل المئات من الناس.


كما تأتي بينما فرضت جماعة كردية سورية، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، سيطرتها على عدة مناطق من شمال سوريا في خضم المعارك بين الحكومة السورية والمعارضة، مما ضاعف من مخاوف تركيا.


ويرى المراقبون أن صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني يقوض طموحها إلى أن تكون قوة إقليمية.


وكان قد سبق لحزب العمال الكردستاني إعلان وقف إطلاق النار عدة مرات في السابق، كما أن الحكومة التركية كانت قد اعترفت بعقد محادثات سلام سرية مع المتمردين عام 2011، لكنها باءت بالفشل.


لكن وقوف أوجلان بقوة وبصورة مباشرة مع الجهود الحالية يعطيها فرصة كبيرة للنجاح.


المصدر


Turkey




Filed under: أخبار Tagged: تركيا

No comments:

Post a Comment