Friday 21 December 2012

عزيز لم يتغير

هل تغير ولد عبد العزيز بفعل المرض؟ ليس هذا ما يستخلصه المراقب من تصرفات الرئيس بعد عودته. بل على العكس فقد حرص على أن يعطي الانطباع بأن شيئا لم يتغير. نفس التصريحات نفس العادات نفس المواقف يستوى فى ذلك المشهد الداخلي والمشهد الخارجي.


وقد كان كثير من المراقبين يراهنون على أن الرئيس لن يكون بعد حادث ال13 أكتوبر كما كان فى السابق. وقد بدا الآن أن نبوءاتهم لم تتحقق وأن الرئيس ولد عبد العزيز لا زال يسير شئون البلد كما اعتاد عليه. متفردا دون أن يشرك معه أيا من معاونيه، فكيف نتحدث عن إشراك المناوئين. فى الواقع ما الذين يجبره على أن يفسح مجالا للآخرين فى حين أنه ليس بحاجة إليهم، ما دامت كل مؤشرات تسيير البلد على اللون الأخضر بحسب رؤيته. خصوصا أن نشاط معارضيه لم ينتج ثمارا على الأقل على المستوى العلني.


هذه الملاحظة قد تكون صحيحة: فالمعارضة كما هو واضح لم تربح اللعبة فى صراعها مع السلطة. لكن هذا لا يعنى أن هذا الطرف الأخير قد كسب الحرب بشكل نهائي.


فمن البديهي أن بلدا كموريتانيا لا توجد بها تقاليد سياسية ديمقراطية حقا. فمن يمسك بالسلطة لا يتسامح مطلقا مع المعارضة، بل يستخدم وسائل الدولة من أجل سحقها.


ولهذا السبب فمن الصعب أن نفكر فى أنه يمكن أن يكون هناك تناوب على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، فالتغيير فى سدة الحكم عادة يأتى من داخل النظام، حيث يجدد النظام نفسه من خلال تبادل المواقع بين رجاله.


وللتغلب على هذه الاحتمالية التى لن تقودنا إلى شيء، يتعين علينا أن نبني مؤسسات جمهورية يعترف بها الجميع. وهذا لن يتحقق إلى بتعاون جميع الفاعلين السياسيين.


“بلادي”


ترجمة: مركز الصحراء


المصدر




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment