نظم السفير المصري بنواكشوط الدكتور يوسف أحمد الشرقاوي الليلة حفل استقبال في مقر إقامته بنواكشوط بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو، وقد رحب سعادة السفير بالحضور، وعبر عن كامل اعتزازه بالمدة التي قضاها بنواكشوط كاشفا النقاب عن قرب سفره الشهر القادم عن موريتانيا بعد انتهاء مأموريته.
السفير المصري لم يخفي اعتزازه بثورة مصر وما أسفرت عنه من انتخاب أول رئيس مدني على حد تعبيره الدكتور محمد مرسي.
نص الخطاب:
” بسم الله الرحمن الرحيم”
أصحاب المعالى السادة الوزراء
أصحاب المعالى السادة السفراء السيدات والسادة
إنه لمن دواعى سرورى واعتزازى أن أرحب بحضراتكم من العاصمة الموريتانية نواكشوط الجميلة على ساحل الأطلنطى للاحتفال معاً بذكرى ثورة 23 يوليو التى تمثل محطة تحول رئيسية فى مسار مصر الوطنى بهدف تحقيق مصالح الشعب والارتقاء بحياته والدفاع عن كرامته . كانت ثورة 23 يوليو من أهم ثورات القرن العشرين وأكثرها تأثيراً فى إقليمىا ودوليا فأنهت عصر الاستعمار ، وساندت حركات التحرر الوطنى فى العالم النامى حتى ارتفعت أعلام الاستقلال فوق جميع دول أفريقيا والعالم كما أنها تأتى فى إطار مسيرة العمل الوطنى وثورات مصر المتعاقبة مثل ثورة عرابى 1882 ، وثورة 1919 ، ويتواكب احتفالنا مع نجاحات ثورة 25 يناير 2011 المجيدة
السيدات والسادة
تجمع بين مصر وموريتانيا دوائر عدة : أفريقية وعربية وإسلامية و ومتوسطية إلى جانب رابطة الدم تجعل تواصلهما مستمراً وتفاعلهما دائماً ومصالحهما مشتركة فقد تعود المصرى منذ سنوات بعيدة أن يرى أخوانه الشناقطة قاصدين أرض الكنانة طالبين العلم والثقافة ، فى الأزهر الشريف وفى الدراسة بمختلف الجامعات المصرية فى الوقت الحالى. وترتبط مصر وموريتانيا بعلاقات أخوة وثيقة تمتد جذورها بقوة فى عمق التاريخ ، وتصل أصولها إلي الحاضر ونعمق ذلك معاً من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للبلدين حاضراً ومستقبلاً فى جميع المجالات.
إنه ليسعدنى الإشارة إلى النهضة الشاملة التى تشهدها موريتانيا حاليا فى مختلف المجالات وإضطلاع موريتانيا بدورٍ إقليمى ووزن معنوى بارز فى عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية . إنه لكم يسعدنى أن نستذكر مع أشقائنا الموريتانيين أن الفترة التى تلت ثورة 23 يوليو 1952 كانت شاهدةً على تطور العلاقات المصرية الموريتانية فى عهدى الرئيسين الراحلين جمال عبد النـاصر والمخـتار ولد داده ، ودعم مصر لموريتانيا فى تحقيق إستقلالها وبناء موريتانيا وهو ما يستقر فى أذهان الأجيال التى عاشت تلك الفترة وتنقلها بدورها للأجيال اللاحقة ، وها هو المركز الثقافى المصرى بنواكشوط الذى دٌّشن فى مهد استقلال موريتانيا ويقع فى شارع جمال عبد الناصر أكبر شوارع نواكشوط يعد دليلاً ملموساً على تاريخ العلاقات بين مصر وموريتانيا ، وتواصل السفارة دورها فى تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال أدوات متعددة أخرى مثل عمليات التدريب للكوادر المختلفة التى يقوم بها الصندوق المصرى للتعاون الفنى التابع لوزارة الخارجية المصرية والذى قام أيضاً بإيفاد بعثة طبية من الخبراء المصريين فى تخصصات مختلفة تقوم بممارسة مهامها الإنسانية فى مناطق مختلفة من ربوع موريتانيا ، هذا ويستمر التشاور بين البلدين على مستوى القيادة السياسية ووزيرى خارجية البلدين وعلى مستويات أخرى متعددة وقامت وفود متبادلة بزيارة البلدين مؤخرا وقمت بتنظيم أول معرض للكتاب بنواكشوط وكذا أول معرض للفنون التشكيلية وأول معرض للرسوم الكاريكاتورية وأول فريق دبلوماسى عربى لكرة القدم وسوف يقوم وفد من الخبراء المصريين فى مجال المخطوطات بزيارة شنقيط فى أول سبتمبر للمساهمة فى استعادة هذه الكنوز النفيسة للحضارة العربية والاسلامية وتم وضع أسس لتشكيل مجلس رجال أعمال مصرى موريتانى مشترك ولإقامة مستشفى مصرى ومزرعة مشتركة وشركة للصيد مشتركة وتشجيع الاستثمارات فى البلدين خاصة فى ما ضوء تنعم به موريتانيا ومصر من تنوع فى الأثار المتنوعه والسياحة الشاطئية والمحميات الطبيعية وغيرذلك وثروات معدنية اكثر من 700 معدن فى موريتانيا من الذهب والحديد والفوسفات وغير ذلك الى جانب ما تتمتع به موريتانيا من موارد بشرية ماهرة.
السيدات والسادة
إن إحتفال مصر بثورة 23 يوليو 1952 يتواكب مع تواصل نجاحات ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 فى تحقيق أهدافها وعملية صنع القرار وتحقيق الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة الناجزة .إن شعب مصر هو صانع ثورة 25 يناير المجيدة والجيش شريك وحامى للثورة التى تمثل استكمالاً لمسيرة العمل الوطنى العظيم وثوراته المتعاقبة التى بدأت قبل ثورة يوليو 1952 ، وكانت ثورة يوليو واحدة من تجلياته الكبرى.
تحية إجلال وتقدير لفخامة الرئيس د. محمد مرسى رئيس الجمهورية أول رئيس مدنى منتخب لمصر منذ سبعة الآف عام فى انتخابات شفافة ونزيهة بشهادة الجميع وتحية للقضاء المصرى وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية المصرية حامى هذه الثورة وتحية لشعب مصر وتحية إجلال وتقدير لشهداء ومصابى ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها.
السيدات والسادة
أود أن أعبر لكم عن أملى فى اللقاء مع حضراتكم جميعاً بالقاهرة أو نواكشوط أو فى أى مكان آخر. تحية أجلال وتقدير لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز وحكومة وشعب موريتانيا .عاشت مصر عاشت موريتانيا وحمى الله مصر وموريتانيا ، ووقاهما شر الفتن وأيدهما الله سبحانه وتعالى بالنصر وتحقيق التنمية الشاملة والأمن والسلام .. وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيدات والسادة
أغتنم هذه المناسبة لتوجيه الشكر من السيدة حرمى وفاء ومن جانبى وكريمتى دينا ونجلى محمد لفخامة الرئيس/محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية وحكومة وشعب موريتانيا ووزارة الخارجية وجميع الوزارات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية على ما لمست منهم وفيهم من تعاون وود فى سبيل أداء خدمتى سفيرا لمصر التى قاربت على الانتهاء رسميا فى نواكشوط وتسلم الخدمة فى منصب آخر وأشكر الأخ والصديق الأعز السفير العظيم /عبدالرحمن بن عمر عميد السلك الدبلوماسى سفير امملكة المغربية وجميع الزملاء السادة والسيدات السفراء ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية والسادة والسيدات المثقفين والأدباء والاعلاميين ورجال الاعمال والعلماء الذين تشرفت بمعرفتهم ، وفريق العمل بالسفارة والجاليات المصرية والعربية والأفريقية وغيرها ، كما يسعدنى الإشارة إلى أن موريتانيا دولة صغيرة من حيث عدد السكان لكنها دولة غنية بكوادرها البشرية ومواردها المعدنية وأماكنها السياحية وحضارتها وثقافتها خاصة فى شنقيط ووادان وغيرهما وأننى استمتعت على صعيد العمل الدبلوماسى والخبرة الحياتية وأسرتى بالثقافة الموريتانية وطيبة ومودة شعبها الذى ساهم ولا يزال يساهم فى بناء الحضارة العربية والأفريقية والإسلامية ، كما أود أن أشير إلى أن هذه الفترة أضافت لى ولأسرتى خبرات جميلة و رصيداً إنسانياً وثقافياً جميلاً يشكل مكوناً أساسياً لنا وأحسن الذكريات وفى أدائى و وجدانى خلال حياتى الدبلوماسية والعملية.
شكرا لكم والى اللقاء
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment