Saturday 28 July 2012

‫#موريتانيا‬‏ ذكرى انتخاب رئيس الجمهورية..الآمال والآلام..!؟





تحل هذه الأيام الذكرى الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز؛ وهي الذكرى التي ترمز لمعاني كثيرة عند تلك الأغلبية التي اختارت أن تصوت في تلك الانتخابات لرئيس الفقراء كما لقب يومها؛ بل وبألقاب أخرى كان لها الأثر الكبير في توجيه أصوات الذين انتخبوه وساندوه ليحقق تلك النتيجة الكبيرة التي فاجأت الأنصار قبل الخصوم؛ ليبدأ مشواره في مسيرة كانت حافلة بالشعارات الجميلة؛ وكانت موفقة في بداياتها إلي حد كبير؛ وذلك عندما عمد إلي عدم المحاباة كما جبل على ذلك أغلب الرؤساء الذين حكموا هذا البلد؛ حيث حاول مرات عدة الوصول إلي حل بعض المشاكل دون انتظار الدراسات ولجان البرمجة التي عادة ما ينفق عليها أكثر مما ينفق على المشروع قيد الدراسة؛ واسلوب المصارحة الذي انتهجه في مخاطبة المواطن بما يثلج الصدور ويأخذ هوا في نفوس الناس بأمور كانت في الأمس القريب من المحرمات التي لا يمكن الخوض فيها كالفساد ومحاربة المفسدين وغير ذلك من المواضيع الهامة التي شكلت ركائز لبرنامجه الانتخابي..!!


اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على مأمورية الرئيس يبدو أنه لاحظ لنا في هذه الأرض في تحقيق حلم طالما داعب الصغار قبل الكبار في حكامة تحقق مصالح الشعب وتسهر على تطبيق العدالة بشكل يضمن الشفافية والحياد؛ وهو الحلم الذي كنا نطمح أن يحققه لنا نظامنا الحالي الذي رفع شعارات استحقت بكل جدارة أن تدفع بنا إلي الوقوف خلفه حين رأينا بأمّ أعيننا ماذا فعِل بذلك الوكر الصهيوني الذي جثم على أرض المنارة والرباط بجرة قلم خاطفة أذهلت الجميع بما في ذلك تلك الحناجر التي ظلت تصدح بضرورة قطع هذه العلاقة المشينة؛ وهي التي كانت تظن أن قرارا بهذا لابد له من إجراءات ليست بهذه السهولة؛ وما تحقق من تلك الشعارات من تخطيط لأحياء الانتظار التي ظلت يافطة تجلب بها الحكومات المتعاقبة القروض على حساب أجيال وأجيال؛ بنيت بها القصور وشيّدت بها القلاع في الداخل والخارج؛ إلا أن تلك الانجازات قابلتها إخفاقات وآلام قلبت الأحلام في أذهان تلك الغالبية التي انتخبته إلي سراب بقيعة بعد ما شهدته موريتانيا خلال هذه الفترة من عودة حميمية لأباطرة الفساد والنفاق الذين كان لعودتهم صدمة لتلك النفوس البريئة التي أحبّت الرجل وأعطته مالم تعطيه لأحد قبله وربما لن تعطيه؛ إذ كانت تنتظر أن يزجّ بهؤلاء في السجون حتى يعيدوا تلك الأموال التي أخذوها خلسة لا أن تتم مكافأتهم بمناصب هامة وحساسة في أغلبها..!!


فالذكرى هذه السنة حلّت في وضعية تختلف تماما عن ما ألفناه لدى الرجل من عزم وحزم في محاربة الفساد وقطع الطريق على ألئك الذين أفسدوا موريتانيا في الماضي القريب والحاضر؛ حيث شكلت التعينات التي حظي بها هؤلاء المفسدون صدمة لدى محبي الرئيس ومناصريه الذين ظنوا يوما أن الحرب ضد الفساد هي أولى فصول برنامج الرئيس التي يجب أن تطبق دون انتظار؛ وهم تلك الأغلبية التي انتظرت في طوابير الانتخابات طويلا وتحت أشعة الشمس الحارقة من أجل إيصاله كرئيس إلي منصة التتويج..!!


أما الصدمة الأخرى فتمثلت في عودة النفاق السياسي مؤخرا؛ رغم أنه كان كما يقال ممقوتا عند الرجل؛ فقد اضحت منابر الاعلام العمومي الوسيلة المثلى لبث تلك المبادرات الداعمة والمؤازرة لبرنامج الرئيس من خلال شخصوص ألفناها كثيرا؛ بل إنها كانت السبب الأقوى لانهيار نظام الجمهورية الثانية؛ فمن المعروف أن النفاق السياسي قرين ورفيق درب دائم للاستبداد السياسي؛ فأين ما وجد الاستبداد السياسي وجد وكثر النفاق السياسي..!!

هنالك أمر آخر جلل لا يمكن الذهول أو السكوت عنه؛ وهو الارتفاع المذهل واليومي لأسعار المواد الاستهلاكية ومواد البنزين بشكل لم يعد يطاق؛ رغم ما بدأ به الرجل مرحلته الأولى قبل الانتخابات من تحكم وتخفيض لجميع المواد الاستهلاكية يومها..!!


في المقابل فقد تحققت بعض الانجازات التي لا يمكن تجاهلها من تشييد للطرق وتخطيط لأحياء الانتظار؛ وإنجاز مشروع سيكون له الأثر الإيجابي على الدولة والمواطن في المستقبل؛ وهو إنشاء حالة مدنية تستجيب لمتطلبات العصر؛ إضافة إلي إعادة التوازن لعلاقات موريتانيا بالخارج؛ وحضورها في المسرح الافريقي بشكل متزايد..!!


وفي الأخير فإننا اليوم إذ تحل علينا هذه الذكرى فإن آمالنا كبيرة ـ رغم الآلام التي أحسسنا بها ـ في أن يعيد رئيس الجمهورية النظر في برنامجه الانتخابي الذي على اساسه انتخب؛ وأن يبعد عنه مافيا الفساد والنفاق؛ وأن يعمل في القريب العاجل على تلبية أحلام تلك الغالبية التي انتخبته رئيسا لها؛ وأول بادرة حسن نية لذلك هو إعادة النظر في تلك الوجوه التي ترمز للفساد والنفاق؛ وتجريدها من تلك المناصب التي عينت فيها مؤخرا؛ وإبدالها بأخرى أكثر نظافة ومصداقية ؛ والوقوف في وجوه تلك الأمواج الها درة هذه الأيام من النفاق حتى يتحقق حلم موريتانيا الجديدة؛ وتعود الثقة بينكم وأولئك الذين حملوكم إلي كرسي الحكم؛ وغير ذلك من الأمور التي تحتاجها موريتانيا في هذا الوقت بالذات؛ وإلا فإن حلم العودة إلي الكرسي في الاستحقاقات الرئاسية القادمة سيكون شبه مستحيل..!!



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment