يقال: إن للقوة حدودا وللحرية خطوطا أحيانا نراها وأحيانا لا نراها. وبين هذه وتلك ومن صميم تداعيات رحيل وبقاء, وهجوم ودفاع بأفكار وسياسات وطموحات أطراف كثيرا ما آمن أصحابها بالقانون ومرافعاته والدستور ومواده, والسلطة وشرعيتها, والشعب وحقوقه. وإن ظلوا رهينة تقاليد الولاء للجهة وأحكامها, والقبيلة وتضحياتها, والعشيرة وما على شاكلتها.
ومن ثنيات الأمل في بناء وطن متكامل الصفات والمواصفات يساعد فيه القوي الضعيف, وتقف فيه حريتنا حيث تبدأ حرية الآخرين, خرجت مبادرة (نداء من أجل الوطن) قاصدة قلوب الموريتانيين المخلصين الذين يحبون الخير لهذا البلد الطيب ويسعون إلى السلم والسلام, دافعها الوحيد: أننا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر, وأنه من الواجب والضروري أن تكون لقوة الموالاة حدود تقف عندها, ولحرية المعارضة خطوط تسير عليها احتراما للمسرح والجمهور.
وبعد ثلاثة أشهر من المداولات والاتصال بالطيف السياسي- موالاة ومعارضة- بدأ البعض يتفهم ضرورة التفكير في ما تسعى المبادرة من أجل تحقيقه, بل تبني فكرتها بعد أن كان طرفا مستهدفا بغض النظر عن الأسباب والدوافع, أو مشككا في نوايا أصحابها. وهو ما جعل المهتم بالشأن العام يطرح إشكالية الانخراط ولاندماج, الأول في التالي أو العكس. أو يطرح سؤالين جوهرين, أولهما: لماذا لم نضم إلى مبادرة الرئيس مسعود التي تهدف إلى نفس المساعي؟, وقد كان جواب منسق المبادرة الشيخ سيد أحمد ولد باب مين في المؤتمر الصفي يوم الاثنين الماضي واضحا, حين أشاد بمكانة الرئيس مسعود وذكر أنه لم يتصل بالمبادرة, مع تثمين ما يقوم به وأهميته. و كعضو مؤسس في المبادرة أتساءل بدوري: لماذا لم ينخرط الرئيس مسعود في مبادرة (نداء من أجل الوطن) التي كانت سباقة للفكرة وصاحبتها؟ وهو من ذكر أنها اتصلت به في حوار تلفزيوني مباشر.
أما السؤال الثاني الذي طرقه أكثر من صحيفة وموقع الكتروني فهو: لماذا لم يستقبل السيد رئيس الجمهورية أعضاء المبادرة؟ وهو ما لا يستطع الأيحابة عليه غير السيد الرئيس. خاصة أنه أستقبل منسقها لحاجة في نفس يعقوب عسى أن تكون خيرا, و لا أرى في ذالك غير ذالك, بعيدا عن التشاؤم والعزف على وتيرة الفجوات التي بدأت تتقلص يوما بعد يوم.
ولأن الخير يتسابق, وليس مهما في الأساس من أين أتى أو سيأتي, فإن تقارب وجهات النظر بين المعارضة والموالاة ظل ولازال الهدف الذي تسعى مبادرة (نداء من أجل الوطن) الوصول إليه مع احترام جميع المساعي الداعية إلى ذالك, بل الترحيب بها ومباركة جهودها.
وفي الوقت الذي نتمنى فيه لأنفسنا وللآخرين التوفيق نلفت انتباه الجميع إلى ضرورة التماسك والحفاظ على السلم والسلام, والأمن والاستقرار بين قوة هذا, وحرية ذالك.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment