Saturday 30 June 2012

‫#موريتانيا‬‏ آل حاشد





هل أتى على سياستنا حين من الدهر أَمَرت فيه بالمواطنة ونهت عن التشرذم وأوصدت أبواب الفتن والضغائن ومهدت سبل التقدم والتطور، لمن الموالاة اليوم ؟ ولم المعارضة؟


تمر تلك الأسئلة على ذهن مواطن عادي، يجاهد الغاز والبنزين والأكسجين حتى، في أرض المليون متظاهر، وتبدو الأسئلة ساذجة تماما ومستهلكة كباقي حكايات الزمن السياسي البائس…


على أسِرّة المستشفيات المقفرة إلا من القطط، يحتشد المرضى والمعتلون. وفي جنبات الطريق تتعثر في حشود من المتسولين والمشردين المغضوب عليهم من خزائن رئيسهم وإن صح منهم الفقر والود معا، وكفى حالُهم عن أي نعت وسَدت فاقتهم مسد الخبر… لا يبعدون كثيرا عن الأحياء أو الأموات العشوائية التي تزركش عاصمة العزيز والمنصور والمسعود وغيرهم من الخلفاء والمتخالفين من آل حاشد ..


هل أتاك نبأ حشد بل حشود أخرى من حملة الشهادات أو شهدائها بالأحرى وإخوانهم من العمال العاطلين والعاطلين العاملين والعلماء العاملين وغيرهم خلق كثير..


غير أن تلك الحشود التي تزداد عددا كل يوم لم تغن عنا من الحشد الأعظم شيئا.. فجئنا بمثليها مددا منهم من يأتي مكبا على وجهه ومنهم من يأتي على أربع ومنهم من يسحب سحبا ومن يمر كالبرق أو الجواد على قدر عمق الولاء والبراء…


ذلك من خلاصة المأزم السياسي الذي تنبجس روافده من أعالي القصر الرمادي شمالا والأحياء الشعبية شرقا ومنسقية المعارضة ليصب الجميع في ساحة ابن عباس .


في زمن الاحتشاد والاحتدام هذا نولي الظهور لآمال البناء والازدهار والتقدم والرقي ونلح في هد حلم الدولة وعقلية المواطنة في أذهان الناشئة التي تتربى – بفضلنا- على الولاء للأشخاص دون الأفكار والقبيلة قبل الدولة والعرق عوض الوطن، ثم نداري النفوس عبثا بمستقبل نزرع له الحنظل ونبتغي منه جني الرطب !!!


يعشش في هذه النفوس السياسية المسكونة بعقدة السلطة والتسلط افتتان مسعور بالتأمر والتآمر ويسكنها تبرم عميق بهموم البسطاء ومآسيهم وتوغل في كفرها بأنعم هذا الوطن وتتمادى في هدر نعمه سدى …


ليت أن تلك المراكب والمناكب والنسوة والفتية ومالا يبذل وشغلا يُعمل كان في سبيل بناء يُبتنى أو صرح يُشيد أو مريض يُعاد أو ظامئ يُسقى أو عار يُكسى وما أكثره..


وما أجمل بتلك الحناجر التي تصدح، تنافح عن كرسيها أو الأعناق التي تشرئب إليه طمعا – وإن فات- أن تنبس بالنزر القليل عن تعليم مهترئ وأمن مضطرب وأرض بوار وبئر معطلة وفقر شديد…


كم نأمل ونرجو أن نرى معارضتنا تنشط وتمد الأيادي وتشمر عن السواعد في فضاءات العمل الاجتماعي الفسيحة وتكتسح الشارع بمشروع وطني واع، ملتزم موحد وسديد ، حلمنا أن نراها تطرق أبواب الخير الكثيرة مؤمنة أن التغيير يأتي من الداخل وأن المساهمة في بناء الوطن واجب الجميع.


ونرتقب من الموالاة وفاء بالعهد المفروض والوعد المشهود، نريد لها أن تصطف خلف المشروع الذي يبقى لا الشخص الذي يزول، أن تتحمل العبء دون تملق ولا تزلف ولا عجب أو رياء ومكابرة وأن تفهم من الزمن سيرورته ومن الإصلاح ضرورته وتخشى من الشعب سخطه وتبتغي رضاه.


تأسيسا لدولة العدل والعمل والصدق والإنصاف، وترسيخا للقيم العليا والمبادئ السمحة النبيلة التي يستحقها هذا الشعب وترتضيها هذه الأرض، لنستطيع الفكاك من عقال التخبط والابتذال والسوقية السياسية والتسويف والإسراف والإقتار والتبعية السيادية والإيديولوجية فنخرج من دولة القوة إلى قوة الدولة ولمثل هذا فليحشد الحاشدون.



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment