Thursday 28 June 2012

أحداث موريتانيا الأخيرة وتسمين البنات





أحداث موريتانيا الأخيرة هل هي مرتبطة بتسمين البنات أم بالفقر والجوع ففي موريتانيا.. يقومون بتسمين المرأة قبل الزواج بعام كامل.. وبعض العوائل العريقة والميسورة في نواكشوط تقوم بتسمين بناتها منذ السادسة عشرة.. وغالبا قبل ذلك بقليل!! اذن هل ثار الموريتانيون من أجل الجوع أم من التخمة والشبع!


المهم أن المرأة (البطبوطة) المليئة بالشحم واللحم هي عشق الرجال في موريتانيا.. وعملية التسمين تبدأ منذ الصباح الباكر يوميا بافطار دسم – السمن واللوز والسكر والعسل والدخن والقمح الأسمر.. هذه العريكة الموريتانية تصحبها اقداح من حليب الناقة أو البقر.


أما الغداء ظهرا فهو كالمعتاد.. اجزاء مختارة بعناية من لحم القعود أي الجمل الصغير.. أو نصف عجل موريتاني.. أو جدي بالغ النمو.. أو خروف بقرنين يسحب أليته على الأرض.. وتشوى هذه المخلوقات على نار هادئة.. والبعض يفضل الشواء نصف استواء.. وتقدم الخضار الموسمية مع (الكسكسي) وهو يشبه الأرز ولكنه ليس ارزا على الاطلاق. ويفضل البعض (الفقع) الزبيدي الفاخر مع هذا الخليط من الخضراوات.. وهو يتواجد بكثرة في بلاد المغرب ويباع في شوالات كبيرة.. وبأسعار زهيدة كأسعار البصل والبطاطس.. وبعد هذه الوجبات الدسمة.. يأتي شراب اللوز والشاي المغربي أو الموريتاني.


المثقفون غالبا وهم كثر في موريتانيا لا يشترطون التسمين عند زواجهم.. ولكن أهل العروس يشترطون مهلة قبل الزواج لا تقل عن ستة أشهر يقومون خلالها بتسمين العروس.. وتثقيفها وتلقينها الشعر ببحوره.. وقواعده واصوله.. وهم يقولون اذا كانت الجزائر بلد المليون شهيد فموريتانيا بلد المليون شاعر.. وتلك حقيقة لا جدل فيها.


وفي المساء قبل الثامنة يأتي العشاء وقد يكون أخف قليلا فيكفي طاجن الضأن بالبرقوق.. او طاجن الدجاج بالحامض – أي بالليمون مع (البوسطيلة) وهي قرص محشو باللوز والزبيب ولحم الدجاج والسكر.. وهذه (البوسطيلة) وحدها يمكنها ان تشبع أربعة رجال وتصيبهم بعسر الهضم والتخمة.


باختصار تحشى بطون البنات بكل هذه الخيرات.. في مواسم التسمين قبل الزواج.. وهي عادة قومية.. توارثوها عن الأجداد.. والغريب ان هذا الافراط في الغذاء الدسم.. لا تبدو عوارضه الا في الارداف والصدور.. ولكنه لا يترك انتفاخا في البطون.. وهن نشيطات.. يركضن بحيوية الظبا.. ولكنهن أسمن بكثير من غزلان البراري.. وهذا التعسف الغذائي للبنات له ما يبرره.. فالرجال الموريتانيون لا يتزوجون من النحيلات والممسوحات مسحا عموديا.. فهذه مسوخ في تقديرهم وليست أجساد نساء..


والمثقفون غالبا وهم كثر في موريتانيا لا يشترطون التسمين عند زواجهم.. ولكن أهل العروس يشترطون مهلة قبل الزواج لا تقل عن ستة أشهر يقومون خلالها بتسمين العروس.. وتثقيفها وتلقينها الشعر ببحوره.. وقواعده واصوله.. وهم يقولون اذا كانت الجزائر بلد المليون شهيد فموريتانيا بلد المليون شاعر.. وتلك حقيقة لا جدل فيها.. فالكثير هناك يقولون الشعر.. وبعضهم يدعي أن شيخ الجان قد علمه الشعر ولم يعلمه البشر ولا الخليل بن احمد ولا المتنبي ولا حتى اودنيس او يوسف الخال.. لقد خلقه الله هكذا.. شاعرا بدون اساتذة.. وبدون ان يحفظ شعرا لأحد..


وهم يمقتون الشعر الحديث بكل فروعه.. ولا يقولون الا شعرا أصوليا موزونا متكلسا متحنطا.. وهم يرون ان ذلك موقف ثقافي متجذر لا يحيدون عنه.. غير ان بعض الشباب من الشعراء قد تحرروا من اسر هذه القاعدة وان كان يميل بعضهم في انتاجه الشعري الى الأسطورة وان خرج من ظلام التردي المحافظ الى فور التحرر والانطلاق والابداع.


المهم.. ليس هذا خلطا مجازيا بين غذاء البطون وغذاء العقول فهذه مرتبطة بتلك.. فتسمين البنات في موريتانيا يصحبه ايضا.. الشعر.. والأدب.. وتراث الأجداد.. انهن يتعلمن إلى جانب الطهي – الشعر والغناء..


وفي كل مدينة في موريتانيا.. مئات بل اكاد اجزم الألوف ممن يقولون الشعر.. ومعظمهم من النساء.. ولكنه شعر من الثدي الجاف ثدي الأسلاف – وليس هذا هجوما على القديم – ولكني اعني انهم يهربون من الحديث ويبالغون الى حد بعيد في سد ابواب التطور..


انهم يرتدون أردية واسعة جدا.. واخال انهم قادمون وبشكل جاد في العالم العربي على توسيع عقولهم.. ومعارفهم وعلومهم.. فقدرنا في هذا العالم.. يحتم علينا ألا يبقى العقل العربي معلبا ومعزولا عن علوم العصر ولا ازيد.



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment