Saturday 30 June 2012

‫#موريتانيا‬‏ التدخل العسكري في مالي ليس حلا





اندفع نظام ساركوزي إلى التدخل في ليبيا شمالا وساحل العاج جنوبا، فهل سيقوم الرئيس الاشتراكي الجديد بإرسال مظليين فرنسيين في مغامرة جديدة إلى تمبكتو؟ وما الذى سيفيده دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الذى طلبه الرئيس الإيفواري واتارا، بإرسال قوات خاصة تطارد الانفصاليين والجهاديين في شمال مالى؟


كل هذا يأتي في تصاعد الحديث الإعلامي عن التداعيات المحتملة للوضع المالي إقليميا، وتحريض الفاعلين الإقليميين على التدخل العسكري كما لو كان حلا لا مفر منه. ولم يعد ينقص إلا وضع إطار قانوني للتدخل العسكري من خلال الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وذلك من خلال التحرك لانتزاع قرار دولي تحت باعث المسئولية عن الحماية.


صورة أصبحت معروفة، فمالي تنافس سوريا في هذا الدور الذي لا يحسد عليه أي أن تكون أرض التدخل العسكري المقبل. وكل هذا لماذا؟ لأن الصحافة الفرنسية الإفريقية ينبعث فيها الحنين إلى ‘هولاند إفريقي’. وتطالب هذه الصحافة بتدخل عسكري في إفريقيا لإظهار قوة السلطة الحالية الموجودة في الإليزيه، كتعويض رمزي عن الانسحاب من أفغانستان. فهل ذلك لمواجهة مخاوف الزعماء الأفارقة الذين يرون أمدو توماني توري يطاح به من السلطة، وخلفه دياكوندا تراوري يتعرض للضرب المبرح؟ وهل هو لمواجهة قلق الولايات المتحدة من تجسيد الكابوس المتمثل في أرض جديدة يكسبها الإرهابيون ويسيطرون انطلاقا منها على كل الصحراء، بل قد ينحدرون منها إلى المناطق الغنية بالنفط في خليج غينيا؟


هذه الصورة التبسيطية للتدخل العسكري الفرنسي في الأرض الإفريقية تستحق أن يسلط عليها الضوء انطلاقا من سابقاتها، وتقييمها انطلاقا من تداعياتها.


إذا كانت هناك حرب عادلة أدت إلى 50 تدخلا عسكريا من خلال قوات فرنسية على الأرض خلال 50 عاما من الاستقلال، فإن من المعلوم أن هذه التدخلات جاءت إما من أجل حماية المصالح الفرنسية أو حماية الرعايا الفرنسيين أو كانت تحت غطاء حماية الديمقراطية، ومع ذلك تظل هذه الحجج شكلية، ويتم احتلال الدول ويذهب المدنيون الأبرياء ضحايا.


بينما يحلل مؤرخون هذه التدخلات على أنها حق متوارث من سياسات ما قبل الاستقلال، كما في الحروب الإفريقية التى توقفت منذ 150 عاما.


كما أن من المستغرب أن يكون أحدهم يعتنق المبادئ الاشتراكية وينفذ سياسات توصف بأنها تنتمي لاستعمار جديد كما في أدبيات الأحزاب الاشتراكية.


لقد شجعت حكومة ساركوزي السابقة مطالب حركة التحرير الأزوادية الانفصالية ووفرت لها المنبر الإعلامي والدعم الدبلوماسي، وهو ما وصف في ما باماكو بأنه تراخ، إن لم يكن خيانة، وهو ما شكل الأساس القوي لانقلاب مارس الأخير. والحرب في مالي من المتوقع أن تتوسع جنوبا ليس فقط نحو باماكو ولكن أيضا نحو دول غرب إفريقيا.


أما الحديث عن تدخل عسكري من قبل دول غرب وشمال إفريقيا فهو أمر مضحك، فأغلب القادة في هذه الدول إما وصلوا إلي السلطة عن طريق اغتيالات دامية أو انتفاضات خلفت الكثير من الضحايا وشكلت كارثة على الأرض التى وقعت عليها. أما الذراع العسكرية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا فقد تورطت في عمليات قتل للمدنيين في ليبيريا وسيراليون فكيف يمكن أن تكون نواة قوة للأمم المتحدة؟


ترجمة مركز الصحراء



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment