Tuesday 19 June 2012

وكالة الساحل تفتح نقاشا حول الارهاب بمنطقة الساحل الإفريقي





شهد فندق الخاطر بالعاصمة نواكشوط مساء أمس الاثنين 18 / 6 / 2012 تنظيم فعاليات الندوة العلمية التي نظمتها وكالة الساحل ميديا بمناسبة مرور عام على انطلاقة موقعها الألكتروني ، وقد اختارت الوكالة أن يكون موضوعها هو “الأبعاد الاجتماعية والأمنية لتنامي ظاهرة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي”


الندوة التي استمرت على مدى ثلاث ساعات متواصلة من النقاشات والحوارات بدأت بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة لرئيس المركز الموريتاني للدراسات الإجتماعية والتنموية الذي اشترك مع الوكالة في تنظيم الندوة ، ثم أعقبتها كلمة لمدير وكالة الساحل ميديا محمد الأمين ولد الحنفي حيث رحب بالحضور وأثنى على جميع الجهات التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في إقامة هذه الندوة وإنجاحها.


.

بعد ذلك أحيلت الكلمة للمحاضر الأول الدكتور النان ولد المامي الذي تناول البعد الإجتماعي لتنامي ظاهرة الارهاب بمنطقة الساحل الافريقي، وقد تطرق الدكتور النان في هذا المحور إلى تعريف ظاهرة الارهاب مبرزا على الخصوص ما تضمنه تعريف الأمم المتحدة لهذه الظاهرة من نواقص، اضافة الى تعارض بعض تعريفات الارهاب مع ما يسمى ب “الشرعية” أو عدمها.


. ثم تناول بعض المتغيرات البيئية التي قد تدفع بالفرد الى تبني العنف كأداة للتعبير عن تطلعاته، وأعتبر الدكتور النان أن البيئة الخارجية هي الأهم واللاعب الرئيس في انحراف الفرد نحو هذا السلوك المستهجن ، مبرزا أن أهم عناصر البيئة الخارجية هي الأسرة ثم المجتمع ثم الدولة في بعض الأحيان. واعتبر ان أول سبب يؤثر في الفرد ويدفعه بشكل مباشر إلى التماهي في الاعمال التي تصنف على انها ارهابية هو فقدان الثقة في النظام الاجتماعي ثم فقدان التواصل بين فئات المجتمع، وأخيرا هناك التفكك الأسري الذي يشكل عنصر حاسما لدى بعض الأفراد للالتحاق بصفوف الجماعات الارهابية والمنحرفة.


ورفض الدكتور النان اسناد أسباب ظاهرة الإرهاب لنوع التعليم الذي يتلقاه الفرد ، خاصة التعليم “المحظري”. داعياا إلى مزيد من البحث في الأسباب الكامنة وراء انتماء الأفراد للتنظيمات الإرهابية، متناولا فعل الارهاب وتجريمه المختلف عليه من طرف ضحاياه ومنفذيه.


. أما البعد الأمني لتنامي ظاهرة الارهاب بمنطقة الساحل الافريقي فقد كان هو المحور الذي تناوله الدكتور ديدي ولد السالك حيث أشار في بداية حديثه إلى تحديد الحيز الجغرافي لمنطقة الساحل الذي قال إنه يضم البلدان الواقعة على الخط الفاصل بين المحيط الاطلسي والبحر الاحمر ابتداء من موريتانيا وانتهاء بالسودان والصومال مرورا بمالي والنيجر واتشاد، واضاف أن هناك جملة من العوامل المتداخلة مع بعضها التي تسببت في انتشار ظاهرة الارهاب في هذه المنطقة أولها فشل الدولة الوطنية التي تعاني من اختلالات في الهوية الثقافية والسياسية والاجتماعية ومن ازمات اقتصادية متتالية ، اضافة الى اتساع الرقعة الجغرافية ووجود مناطق غير مأهولة بالسكان، وهذه العوامل مجتمعة أدت إلى وجود فراغ، وأينما وجد الفراغ وجدت ” القاعدة” وجلبت معها اعداءها الغربيين.


وأكد الدكتور ديدي ان هذه منطقة الساحل اصبحت الآن تحقق العوامل الرئيسية لنشأة الارهاب وهي:


ـ الفراغ الأمني


ـ وتوفر العنصر البشري المستعد للالتحاق بالتنظيم


ـ التمويل الذي تحقق عن طريق احتجاز الرهائن الغربيين والحصول من ورائهم على فديات


هذا بالإضافة إلى تجارة السلاح التي انتشرت بكثرة بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا سنة 2011 معتبرا أن الوضع الليبي الراهن يصب في مصلحة تنامي قوة الارهاب بالمنطقة.


وأضاف أن هناك اسبابا اخرى ينبغي عدم اغفالها ومن اهمها تراجع القيم الناتج عن تراجع الانتاج الفكري، وغياب التفاعل الدينامكي الذي يحفز على السلبية في المجتمع. كما أكد الدكتور ديدي والد السالك على أن القهر والتهميش الثقافي من أكثر أسباب تفاقم ظاهرة الإرهاب.


وفي ختام الندوة رد المحاضران على تساؤلات وتدخلات الحضور التي عمقت وأثرت النقاش حول هذا الموضوع. يذكر أن الندوة حظيت بتغطية اعلامية متميزة، حيث حضرت كل من قناة شنقيط والتلفزة الموريتانية للتغطية



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment