ها أنت تسأل عن سحري وتضطرب *** يا بحر سرك مثلي روحه الصخب
تغتال ليلك أمواج بلا وطن *** ويلتقي في سماك الغيم واللهب
في عرضك السفن الملأى مسافرة *** طورا تجيء وطورا حظها العطب
كلحظة الشعر أحلاما و أخيلة *** إما فتوح وإما كلها نصب
كأنما المد و الجزر انتظار غد *** في غيبه أمل ينأى ويقترب
و كانحسارك يأسي حين يغلبني *** وفي عتوّك مني الفتك و الغضب
لا شيء يشبه أيامي التي صُلبت *** إلا اللآلئ صرعى فيك والذهب
حتى مزاجك مشحون به زمني *** وشاطئي القلم المسحور والأدب
كما المرافئ ترويح لمن تعبوا *** هذي مسامحتي حضن لمن عتبوا
كم موعد مع مسكون بلهفته *** يلقي الشباك ولا يدري متى تهب
إما وهبتَ وأنت البحر لاعجب *** لكنّ جودي ولا مال هو العجب
إن خاضك الناس جهلا فالدوار لهم *** وشيمتي الصفح إن خاضوا وإن ضربوا
وماؤك الملح لا يسقي على ظمأ *** ومنهلي العذب مورود و منتخب
هذا أنا في احتراقي من سيُطفئني *** بضمة منه إلا أنت و السحب
مداك يا صاحبي مهدٌ لأسئلتي *** و عن كلينا مهاد الغيب محتجبُ
تلك الرؤى في ختام التيه أشرعة *** عند الغروب بقرص الشمس تختضب
خذني إليك فدنيا الريح موحشة *** و لا غريب كمن في الأهل يغترب
ضممتَني في شتاء العمر ما كذبت *** نفسي اللقاء و لا صدَّقتُ من كذَبوا
جاثٍ بجنبك و الذكرى تطاردني *** فمن سهام الهوى لا ينفع الهرب
لكنه الشاعر المصلوب في زمن *** به جميع ندامى الروح قد صلبوا
الشيخ ولد بلعمش
Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:
Post a Comment