Monday 18 March 2013

موريتانيا تخسر ثلث أسطولها العسكري بفعل الفساد

الأخبار(نواكشوط) أظهر تحقيق نشرته صحيفة (الأخبار انفو) قبل أشهر خسارة موريتانيا لثلث أسطولها العسكري الجوي خلال أقل من سنتين ، بسبب الإهمال وغياب الصيانة، وتهالك الورشات، وتقادم تجهيزتها.

وقد نجحت كاميرا “الأخبار” في الدخول إلى داخل إحدى الورشات العسكرية المخصصة لصيانة الطائرات، وقد وثقت الكاميرا وضعيا مزريا وإهمالا، وانتشارا للقمامة والأوساخ داخل الورشات الفنية.

ولا تختلف الورشات التي عاينتها “الأخبار” كثيرا عن وضع ورشات إصلاح السيارات المنتشرة في العاصمة نواكشوط، والتي تشكل تجمعا للقمامة، وتعتمد آليات تقليدية ومتهالكة في القيام بأعمالها، ورغم ذلك فإن الجيش يعتمد عليها في صيانة طيرانه، ويكل لها تحديد صلاحية الطائرات والمروحيات للطيران من عدمه، وهو ما أفقد الجيش ثلث أسطوله العسكري خلال أقل من عام.


وقد سجلت حوادث الطيران –خصوصا العسكري منه- تصاعدا خطيرا السنة الأخيرة، حيث سجلت 4 حوادث طيران، راح ضحيتها 8 أشخاص، مما أدى لتعطل أو تحطم ثلث الأسطول العسكري الموريتاني، البالغ 12 طائرة، ولم تتوصل التحقيقات فيها إلى الأسباب الحقيقية لهذه الحوادث.


ومن أبرز هذه الحوادث، حادث 10 أغشت 2011 في ضواحي شنقيط والذي قضى فيه الطيار البخاري ولد محمد أحمد وهو ضابط برتبة ملازم أول وألقى التحقيق باللائمة عليه، بعد موته، في تحطم طائرته من طراز “توكانو”.


كما سقطت مروحية Z9 في يونيو 2011، على طريق نواكشوط أكجوجت وتضررت بنسبة 90% ونجا الكابتن أحمد سالم ولد حمزة الذي كان يقودها. ورغم أن التحقيق الذي أعده يومها الرائد المختار حمل المسؤولية للطيار “كما جرت العادة” حسب المصادر، إلا أنه لم يعاقب وتم طي التقرير في الأدراج، نظرا لعلاقته الخاصة بمدير الطيران العقيد محمد ولد احريطاني.


وقد أرسلت الطائرة للصين بدون مرافقة أي فني (تفاديا لكلفة الابتعاث) وتم إصلاحها دون استفادة أي فني من الخبرة أو مراقبة عملية الإصلاح.


وفي أبريل من ذات العام تحطمت طائرة ULM سقطت في أطار بسبب سوء الأحوال الجوية، وقد نجا قائدها الفرنسي الكولونيل غابرييل سالاس ولا تزال متعطلة حتى الآن.


أما آخر الحوادث فهو تحطم طائرة Y12 سقطت في مطار نواكشوط فجر 11 يوليو 2012 وقتل فيها 7 أشخاص.


وقد سقطت الطائرة بينما كانت تؤدي “خدمة تجارية” مثيرة لصالح شركة MSS الأمنية الخاصة المتعاقدة مع شركة “كينروس” على نقل الذهب من المنجم إلى مطار نواكشوط.


“مصادر الأخبار” حذرت حينها من كارثة أخرى قد تتعرض لها طائرة من نفس النوع Y12 تم اقتناؤها في ذات الصفقة التي اقتنيت فيها الطائرة الساقطة في المطار، ورغم تعرض لعدة أعطاب فنية، فلا زالت تستخدم من قبل الطيران العسكري.


وتحدثت مصادر أخرى عن صفقة مريبة عقدها الطيران الموريتاني مع جهات فرنسية تقضي بحصوله على خمس مروحيات من نوع “زينو” Z9 ، من أجل استخدامها في مهمات عسكرية للجيش الموريتاني.


وقالت المصادر العسكرية التي تحدثت للأخبار إن الصفقة التي طبل لها الإعلام الرسمي، وتحدث عنها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز “باعتزاز” يؤكد “التغرير به في تفاصيلها”، كانت مظاهرة الفساد فيها بادية على أكثر من صعيد، ولعل أبرزها عدم صلاحية المروحيات المقتناة للاستخدام من قبل الجيش الموريتاني، حيث يقتصر دورها في الغالب في نقل الشخصيات المهمة، والقيام بمهام عادية وخاطفة.


وأضاف المصدر العسكري أن المروحيات العسكرية تستخدم عادة في المهام التالية:

- الأولى: الاستطلاع: ولا تصلح مروحية “زينو” Z9 له لضيق حاويات وقودها، قائلا: “إن طائرات الاستطلاع ينبغي أن تبقى في الجو 12 ساعة على الأقل، وأن تحمل من الوقود ما يكفي لذلك.

- الثانية: نقل الجنود: ولا تصلح مروحية Z9 لهذا النوع من المهام، لأنها حمولتها لا تتجاوز 3 إلى 4 أشخاص، وبالتالي يستحيل قيامها بهذه المهمة.

- الثالثة: القصف الجوي: وهذا أيضا لا تصلح له –يضيف المصدر العسكري- لأن أغلب القنابل والمدافع الثقيلة المهاجمة يفوق وزنها وزن المروحية، ولا يمكن لهذا النوع من المروحيات أن يحمل أكثر من رشاشات، لن تفيد بدون تعريض الطائرة وركابها للخطر المحقق.



الأخبار




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment