فقراء بصمتكم..فاخرسوا

لماذا كل هذا الاحتفاء بوضع موريتانيا كأفقر دولة عربية؟…هل يستحق الأمر التمسك بشهادة دولية لإثبات شك يراودكم أنكم فقراء أيها الموريتانيون؟…،أيها الساكنون في الأحياء العشوائية المستقرة على حالها رغم ادعاءات التخطيط والتأهيل، هل شككتم للحظة أنكم لستم في أفقر بقعة في العالم ربما؟؟.

أيها الراكبون في الباصات والتاكسيات المزدحمات العفنات المحطمات الصدئات، الملوثات لبيئتكم، هل احتجتم لمن يؤكد لكم أنكم تعساء ، فقراء، محرومون، في أرض تسافر ثرواتها في جيوب واااسعة لفئة قليلة جنرالية من أبنائها؟؟

إنه الوسواس القهري ولا شك، لو أنكم انتظرتم كل هذه السنوات العسكرية العجاف، لتهللوا قائلين: ها هو من يؤكد شكنا القتال، ويصنفنا كأفقر دولة!.

إنه حديث بلا معنى، لأن المعنى لا يكتسب إلا بإثبات حقائق جديدة كليا، أو أخرى كان فيها الشك مضمحلا، متواريا، تحت قوة زيف الواقع وبهرجته.

كنتم فقراء، منذ أن دخل السامريون العسكر، وصنعوا لكم عجلا جسدا له خوار، سموه ديمقراطية وتداولا سلميا على السلطة، و تجمدتم في فقركم، رغم ارتقائهم هم في الغنى الفاحش من ثروات البلد، و كان صمتكم هو عماد فقركم، وفقركم هو حقيقة حالكم التي لا شك فيها ولا ارتياب، وأنتم من ارتضاها، وليس هناك حدث مغير كبير إذا ما اكتشفها العالم اليوم وصنفكم في الأفقر،…لا جديد سوى ما قد تصنعونه من تغيير…، وأنتم لا تفعلون، فأنتم ما زلتم كما كنتم تشكون في أن العجل العسكري هو كائن حقيقي، وتشكون في أنكم فقراء أو مفقرون!…، فاخرسوا إذن وابتلعوا تهليلكم : فلا جديد لديكم!.

رؤية أخرى.

Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق