Wednesday 6 February 2013

فبراير سفينة النضال










أحمد ولد أبيه عضو مؤسس لحركة شباب 25 فبراير

لن يتغير حال هذا البلد ما لم يشارك الشباب الموريتاني في صناعة القرارات، لكن كيف سيشارك الشاب الموريتاني في صناعة القرارات وهو ذلك الشاب المغلوب على أمره والمنهمك في أمور خاصة ويخيل إليه أن العمل من اجل المصلحة العامة هو إضاعة للوقت كما زرع في قلبه أن العمل السياسي هو شبح يجب الابتعاد منه! إضافة إلي ثقافة نزع الثقة من الشباب التي توارثها المجتمع حتى أصبحت هي الإجابة الأولى للشباب عندما تطلب منهم المساهمة ولو برأيهم في موضع ما وكما يقول المثل الشعبي “ايشوف الشيباني التكاي ال ماشاف افكراش الواكف” وكأنه لم يقرا قول الله تعالى (( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا)) صدق الله العظيم،


وكأن الرسول الكريم لم يولي أسامة ابن زيد على ركب يضم الخلفاء الراشدين إشارة وتوجيه لهذه الأمة لاستغلال طاقة الشباب صلوات ربي وسلامه على النبي العظيم الذي نصره حينها صبيان ومراهقين من أمثال على ابن أبي طالب كرم الله وجهه ومصعب ابن عمير رضي الله عنه.


كانت هذه هي التساؤلات التي تراودني دائما عندما أريد أن أخطو خطوة نحو حلمي وكانت هذه الأمور تمثل الستار الفولاذي بيني وبينه مع أني لم أحاول اختراق هذا الستار فعليا , فكانت المدرسة هي ميدان المواجهة الأولى عندما قررت رفقة بعض الزملاء إنشاء نادي ثقافي يناضل عن حقوق الطلاب لكن “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن” دخلت الأسُر على الخط فتخلت زميلتي “نفيسه” _ التي كانت متحمسة _ عن الفكرة حفاظ على علاقات الأسرة ! وبدا الإحباط يسترسل في نفوس الشباب مات الحماس لكن الفكرة لم تمت ولن تموت، كما ماتت ذات يوم في طابور المستشفى الذي كان مشتعلا ، لكن كل ذلك الغضب لم يكن ليساوي شيء مع المصلحة الشخصية للغاضبين.


جاءت الأيام التي كثيرا ما انتظرتها لتعيد الفطرة السوية في النفس الإنسانية الشابة فطرة رفض الاستبداد والتهميش كهدية من الشباب التونسي والمصري في صفعة لكل من يقول بان إسقاط الدكتاتوريات لا يكون إلا على يدي الرسل والأنبياء ، سقط الطغاة وعادت الثقة إلي نفوس الشباب فخرج الشباب الموريتاني بعفوية تعبر عن رؤيته المستقبلية ، رؤية موريتانيا بكل أطيافها لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وطننا واحد شعبنا واحد ديننا واحد ،


لكن عمل نصف قرن لم يكن ليهدم بهذه السهولة إنها نقاط قوة هذه الدولة التي تبنتها جميع الأنظمة العسكرية المتحالفة مع القبيلة ومع بعض الجهويين والعنصريين وبائعي ، الضمير ليدخل أصحاب هذه الفيروسات إلي ساحة النضال ، ولكن لأن هذا النضال عمل وطني لن يقطف ثماره إلا الوطن خرج المصابون يتهافتون إلي وعود اتضح لحظة وصولهم أنها سراب “مواعيد عرقوب ” , لتبتسم ساحة النضال بثبات الصداقين “يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ” ,


نجح الحراك في تكوين نواة التغيير مجموعة من الشباب من مختلف الفئات والتوجهات يجمعها شيء واحد وهو حب هذا البلد وترجمة هذا الحب إلي واقع من خلال العمل الدءوب يرددون شعارات يسقط يسقط حكم العسكر، لا للاستبداد، لا للمحسوبية، لا للتهميش، لا للعنصرية، لا للدكتاتورية.. رغم القمع والتنكيل سنحقق المستحيل كانت هذه هدية فبراير 2011 حيث كان من الصعب جدا الوصول إلي هذا الخليط من الشباب فارق في السن والثقافة والجغرافيا والعرق، فشكرا فبراير، وتحية لشباب شجاع يضحي بوقته وماله بل بحياته من اجل هذا الوطن الغالي، وستستمر سفينة فبراير في الغوص وها هي هذه الأيام تنطلق نحو التغير، أوجه نداءا إلي كل شاب يطمح لتغير “اركب معنا ولا تكن من الغارقين .


أقــــلام حرة.




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق, أقلام التغيير

1 comment:

  1. الان يوجد اهم شركات امنية في مصر التي تحتوي على مجموعة متدربة من ضباط شركة الحراسات الخاصة على كفاءة عالية فتعتبر شركة الامن والحراسة من اهم الشركات لحماية الافراد والاماكن الاثرية حيث انها افضل شركة حراسات لما تحتويه من اساليب وتقنيات حديثة في الحماية لذلك لابد من وجود شركة امن وحراسة في كل بلد .

    ReplyDelete