Sunday 17 February 2013

الجزائر تؤيد أي حل سياسي تفضي إليه الأزمة المالية

تشترط حركة تحرير الأزواد في آخر تطورات موقفها اتجاه الحكومة المالية، أن تبدأ مفاوضات يحضرها الفرنسيون والأمريكيون والاتحادان الأوروبي والإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ولم تذكر الحركة ضمن الأطراف الدولية الكفيلة بإدارة المفاوضات بينها وبين باماكو، الجزائر، إما لأن الحركة لا تتمنى ذلك، أو لأن بلادنا لم يعد لها ثقل في الأزمة المالية.


البيان الأخير لحركة تحرير الأزواد يبقى موقفا تطور من جانب واحد وبحاجة إلى رد من قبل السلطات المالية، وكذا من الأطراف الدولية التي دعتها لإدارة المفاوضات المرتقبة لإنهاء الأزمة المالية سياسيا، بعد انتهاء الحرب أو بعد خروج القوات الفرنسية من شمال مالي. وأيا كان الرد، فإن عدم جلوس الجزائر على طاولة المفاوضات كطرف قائم بذاته، يساعد حكومتنا لتفعيل موقفها المبدئي القائل دائما إنها ترفض التدخل في شؤون الدول. ويقوم هذا الموقف أيضا على الاختباء وراء عباءة الاتحاد الإفريقي والمنظمات الجهوية الأخرى والهيئة الأممية لتبرير عدم تنازل الجزائر عن أي شيء في حال تبني المجتمع الدولي أي خيار يتناقض مع الموقف الجزائري، وهو ما شهدناه في ليبيا مثلا وحتى في الأزمة المالية إلى غاية الساعة.

في الميدان العسكري، أظهرت حركة تحرير الأزواد حدود إمكاناتها، ما يجعلها غير قادرة على فرض منطقها في المفاوضات، لكن ضعف الحكومة المالية أيضا وعدم قدرتها على بسط سلطتها على كل ترابها، يجعل خارطة الطريق المتفق عليها من قبل الطبقة السياسية في باماكو، التي تدعمها الجزائر، مجرد جسر سيمر عليه الحل السياسي الذي سيطبق في مالي. وكل الطرق في هذا الإطار توحي بأنها تؤدي نحو شكل من أشكال الاعتراف بكيان أو كيانات محلية في شمال مالي. والجزائر، حسب مصادر ديبلوماسية، لا تعارض هذا الخيار أو لم يعد بوسعها رفضه، لأن إعادة مالي إلى مرحلة ما قبل الحرب أضحت أحد العوامل المساعدة على استمرار الحرب هناك. أضف إلى هذه المعطيات، أن إصرار الأمريكيين على منح الجزائر دورا محوريا في مكافحة الإرهاب في الساحل، لا يعني فقط أن الجيش الجزائري وحده القادر على أداء المهمة في المنطقة، بل السلطات السياسية أيضا. لكن هذا لا يعني أن الجزائر بسياستها الداخلية والخارجية الحالية قادرة على لعب دور القوة الجهوية التي تحدث عنها قائد أفريكوم، بل هي مدعوة للتكيف وإعادة النظر في الكثير من المواقف التي سارت عليها، خاصة في العشريتين الأخيرتين.


الخبر.




Filed under: مالي, أخبار Tagged: مالي

No comments:

Post a Comment