Tuesday, 21 August 2012

- ‫#موريتانيا‬‏ الحزب الحاكم والحزب المحكوم

الثلاثاء 21 آب (أغسطس) 2012











المهدي ولد لمرابط

طالعت اليوم في معظم المواقع الإخبارية الموريتانية خبرا يتعلق بالحزب الحاكم، فأخذني التفكير بحثا عن هذا الحزب، الذي لحد الساعة لم اعثر عليه، مع أنني علي دراية بمعظم ا لأحزاب الموريتانية.


ومرد تفكيري هو أنني حاولت معرفة ذلك الحزب –الحاكم- عن طريق التعريف الذي يستمد منه الحزب الحاكم تسميته، وهي: “ان الحزب الحاكم هو الحزب السياسي الذي يحكم بلدا ما، باعتبار 607; مؤسسة عامة في المجتمع تتكون من مجموع أعضاء هذه المؤسسة من المواطنين .. وهو تجمع سياسي لفئة متحدة في الأهداف السياسية والاجتماعية ويعبر عنها الحزب باعتبار أهدافه هي أه 1583;اف وتوجهات مجموع أعضائه.. كما انه الحزب الذي نال الأغلبية في مقاعد البرلمان أو المجالس النيابية وبالتالي يكون من حقه أن يتولى إدارة الدولة عن طريق ترشيح واحد من أعضائه ليكون في المنصب السياسي والإداري والتنفيذي الأول : كرئاسة الوزراء .. بحيث يكون لهذا الحزب ذي الأغلبية أن يختار عددا من الشخصيات وذلك ليشكل الوزارة أو الحكومة لتقوم بإدا ;رة الدولة والمجتمع..”


وإذا تأملنا التعريف السياسي للحزب الحاكم فشتان بينه وبين حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الذي عرفت فيما بعد انه من تطلق عليه الصحافة الموريتانية الحزب الحاكم، فهذا الح& #1586;ب يفتقد لأدني المقومات التي يمكن علي أساسها تسميته بالحزب الحاكم، فلا الرئيس الموريتاني جاء عن طريقه ولا الوزير الأول عن طريقه ولا أعضاء الحكومة جاءوا عن طريقه ولا ا 1604;برلمانيين انتخبو من خلالها ولا الشيوخ ولا العمد.


فكما هو معهود في المشهد السيو عسكري الموريتاني فإن تسمية حزب الدولة هو اقرب تسمية لهذا الحزب علي غرار حزبي الجمهوري وعادل الذين جاؤوا وفقدوا عن طريق انقلاب عسكري.


فالاتحاد من اجل الجمهورية يمكن اعتباره مشروع تنظيمي يضم معظم الفاسدين وما يسمي بالأطر القبلية، والباحثين عن المال والجاه، ومنهم من دون ذلك.


وبالتالي فإن التسمية الأقرب لهذا الحزب هو حزب الموالاة، حيث أن 99% من أعضائه موالون لكل سلطة جديدة وملاعنين علي كل سلطة قديمة، بل يحرقون أنفسهم دفاعا عنها دون أن يطلب منه& #1605; ذلك، فهم مجموعة تحمل وجهين الأول للإدانة والآخر للتأييد. وكما هو معروف لدينا فإن هناك قطيعة شبه تامة بين الجهاز التنفيذي للدولة الموريتانية وحزب الاتحاد من اجل الجم 1607;ورية، فلا هي تستشره في مشاريعها ولا برامجها، ولا تستمد مشروعيتها منه، بل ان العكس هو الصحيح، حتى فاض الكيل، وادي الي شكوى احد نوابه “الي أنهم لا يشاورون في أي شيء وكأن و 0;ودهم من عدمه سيان”.


إن حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لا وجود له علي المستوي الشعبي ولا الحكومي، فحين يظهر يكون في الجولات الكرنفالية التي يقوم بها الرئيس الي مناطق داخلية من الوطن، ويعهد 3;ليه بجمع الأموال عن طريق الترغيب والتهريب من رجال الأعمال والوجهاء وغيرهم.


“فإذا كانت بلدنا فقيرة و مديونة و تطلب من كل من هب و دب صدقة .. فان تبديد الإمكانيات المحدودة بإسراف الحكام القدامى و الجدد علي رفاهيتهم يصبح نوعا من الخيانة لأحلام الوطن و ;الشعب البائس الذي يتزايد عددا و فقرا ( دون ضابط أو رابط) بحيث تدنت أهداف أعداد منه لدرجة مداومة الصراع اليومي لتأمين عشاء أسرته مع خوف دائم من الفقد”.


ومن خلال هذه اللوحة ندرك أن موريتانيا لا تضم حزبا حاكما وإنما مجموعة من ذوي المصالح تصارع من اجل الإبقاء علي امتيازات تحصلت عليها عن طريق النهب والسلب، وخاصة في هذه ال 71;يام.


والمتتبع للقاء العبث الأخير الذي اجري الرئيس ولد عبد العزيز في أطار يدرك حجم المأساة. وان هذا الصراع المقيت الذي يقف وراءه جشع المستأنسين بهذا الحزب هو الذي جعل الأب ي 02;تل أبناءه والأم تعدم أبناءها والأخ والأخت والقائمة تطول…


دمتم بخير


عودة للصفحة الرئيسية




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير, أخبار Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment