Thursday 21 June 2012

الدور الموريتاني في مالي





مرت ثلاثة أشهر بعد سقوط أمدو توماني توري، ولم يتغير شيء تقريبا. شمال البلد لا زال محتلا من الحركات الانفصالية للطوارق والحركات الإسلامية حركة أنصار الدين وحلفاؤهم في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اللتين أصبحتا أهم الفاعلين على الأرض هناك. أما ما بقى من الأرض المالية فهو يقع فعليا تحت سيطرة اللجنة العسكرية التى يقودها النقيب سونوغو الذى يبدو أنه تذوق طعم السلطة، ويبدوا أنه مستمر في استخدام أنصاره في قاعدة كاتي للسيطرة على السلطة من أيدي المدنيين. السلطات الانتقالية أو ما تبقى منها (فالرئيس الانتقالي مصاب إصابات بالغة ويواصل علاجه في فرنسا) تظل عاجزة وبدون وسائل، وبالأخص لا تملك مشروعا من أجل المستقبل.


أما المتدخلون الخارجيون سواء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي أو دول الميدان أو بقية المجتمع الدولي لم يتوصلوا حتى الآن إلى نغمة موحدة في ما يخص الشأن المالي. البعض ينادون بتدخل عسكري وآخرون يصرون على المفاوضات، وفريق ثالث لا يرى الحل لدى هؤلاء ولا لدى هؤلاء.


في غضون ذلك تزداد الأوضاع في مالي جنوبا وشمالا صعوبة على كل المستويات، مع خطر أن يصل الحريق إلى دول الجوار، وخصوصا موريتانيا التى استقبلت آلافا من اللاجئين يمثلون الجزء الأكثر ممن نزحوا بسبب النزاع.


والرئيس محمد ولد عبد العزيز الذى لعب دورا هاما في الدعم اللوجيستي والعسكري للمتمردين في حركة التحرير الأزوادية والتى يبدو أنها لا تسيطر على جزء كبير من الأرض الشمالية، ولذا لم يعد الرئيس يعول عليها كثيرا، وربما لم يعد يعول عليها إطلاقا. ولذ فقد بدأ يبحث عن ورقة أخرى يستطيع الرهان عليها في هذا النزاع، وقد وجدها في العرب الماليين الذين جمعهم في انبيكت لحواش، فى اجتماع لم ينته إلى المطالبة بالانفصال عن مالي. كما يأتى في هذا الإطار الدعوة التى وجهت لبعض قادة حركة أنصار الدين للقدوم إلى العاصمة الموريتانية.


إن من الطبيعي جدا أن تكون الحكومة الموريتانية مهتمة بما يجري في مالي، ككل جيران هذا البلد مثل الجزائر والنيجر وبوركينافاسو… لكن السؤال الذى يبقي مطروحا، هو هناك رؤية واضحة وأهداف محددة تسعى حكومتنا لتحقيقها. ليس كافيا على الإطلاق مجرد إعطاء الانطباع بأننا موجودون وحسب، دون أن نعرف كيف نعمل ولأي هدف.


ويجب أن لا نقع في أخطاء الماضي التى قادت إلى تعزيز الحركات السلفية التى نستمر الآن في الحرب معها.


Biladi N 664


ترجمة: مركز الصحراء



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment