Saturday, 23 June 2012

عرس في بيت رئيس الفقراء





بعد أيام من الزفة التاريخية لابنة الرئيس عزيز كشفت أمور عدة حول ممارسات آل رئيس الفقراء في هذا الحدث الاستثنائي..من المعلومات الجديدة أن الأسرة الكريمة جلبت طباخي وندل المملكة المغربية في طائرة مؤجرة خصيصا لهذا الغرض وأن الرئيس نفسه جاء في سيارة بيضاء نصف مظللة إلى منطقة رباط البحر للتأكد من أن كل شيء يجري وفقا لما خطط له في بيت رئيس الفقراء.


رئيس الفقراء حرم الكثيرين من طباخي ومناولي البلد من إظهار قدراهم في مجال خبروه وأتقنوه وفق معايير الأفواه الموريتانية, كما منعهم بهذا “الجلب” من العمل في تظاهرة أجرها لا يتكرر في العمر مرتين..وحرم حسب المعومات ذاتها فناني موريتانيا من الاستفادة من هكذا عرس..فرق “بنجه” بما فيها “بنجه” الملتزمة دينيا لم تحظ بشرف الغناء للعروسين وللحضور..زف العروسان على الطريقة المغربية وفي “العمارية” على عادة المغاربة..ليس الأمر سيئا فنحن في النهاية إما مغاربة الأصل أو سنغاليون أو ماليون ولكل واحد منا الحق في اختيار أصل يعتز به في المناسبات الكبيرة..لكن حين يتعلق الأمر برئيس الجمهورية فالأمر مختلف تماما عما يجب أن يكون عليه الحال لدى الآخرين، وحين يكون الرئيس حاملا لهموم الفقراء سيختلف أكثر.


كان يفترض أن يزف ولد عبد العزيز ابنته رمزيا في حي دار النعيم في حوش كبير الدعوة له عامة..يجلب محمد كيتار وفنانة من الدرجة الثانية وفرقتي بنجه العلمانية والإسلامية (الأخيرة لا تغني نساؤها أمام الرجال ولا تستخدم طبعا غير الطبل أو الدف) مع فرقة من الزنوج الأفارقة، وفرق الزنوج كلها لسبب أو لآخر تصنف ضمن فرق الدرجة الثانية.


يدخل العروسان الحوش من بابه الكبير الصدئ ويأكل الجميع من شواء “امبارك” او “سمرقند” ويسهر الجميع ليحس الفقراء بأن الرئيس حقا رئيسهم وأنهم ليسوا فقط رقما يستخدم في الانتخابات وينسى بعد صدور النتائج.


أنا أستغرب لماذا لا يفكر الرئيس هكذا وهو من يدعى احتقاره للطبقة التي نهبت موريتانيا في حين أن أغلب المدعوين كانوا لفيفا ممن ترتبط أسماؤهم بأشهر جرائم موريتانيا المالية والأخلاقية..لماذا لم يصالح الرئيس بزفاف ابنته الغاضبين منه وما أكثرهم هذه الأيام.


مشكلة رؤسائنا أنهم يأتون عادة بالصدفة فلا معرفة لهم بسلوك الرؤساء ولا بما ينبغي لهم ولا بما ينبغي لغيرهم.


عزيز وصل السلطة بمغامرة كبيرة ونجح في الحصول على الشرعية بمعجزة أكبر، أما ينبغي أن يحمد الله ويبدأ مرحلة جديدة من حياته تتكفل فيها الجمهورية بكل ما تحتاجه أسرته.. هنا يقول أي إنسان قنوع:الحمد لله أن تولتني العناية وعليه سأسخر نفسي لخدمة من خدعتهم من الفقراء ذات يوم بأنني أهتم لأمرهم.


لقد تعاليت على الفقراء يا رئيس الفقراء فقد حملت أبناءهم على عدم التفكير بالزواج ماداموا لن يجلبوا طباخي المغرب ولا صلة لهم برباط البحر ولا بفرق الجوق المغربية وأنت تعرف أن المجتمع هنا لا يرحم ,والسنة تسن عادة من قبلكم أنتم ألأغنياء، والفقراء من يكلفون أنفسهم عناء مسايرتها…ففي طباع أبناء الصحراء أن لا يظهروا فقرهم ولا عجزهم، لذا عليهم أن يزفوا بناتهم كيفما زف الآخرون بناتهم.


الفقراء الآن ينظرون إليك على أنك أول رئيس يوقظ فيهم الإحساس بالدونية والعجز عن تدليل بناتهم كما يفعل الآخرون..وهذه الحقيقة صدقني ستكرس أكثر القطيعة التي أعلنتها معهم مذ ذهب عنك “جان بينك” والإتحاد الإفريقي وكوشنير.. هل تذكر تلك الفترة التي كنت فيها باحثا عن كل ما يبقيك في البيت الرمادي.


الفقراء هم من وقفوا في وجه الشرعية الدولية معك وهم من سيطلبها اليوم لطردك وليس الأحزاب ومن يمارسون السياسة.


لم أتحدث عن المال الكثير الذي صرف خلال أيام التظاهرة ولا عن الدور التي يتحدثون عن أنها اشتريت بهذه المناسبة في المغرب لأن للرجل القدرة على شرائها مادام أعلن يوم وصوله للسلطة بأنه يملك مليارات من الأوقية تحصل عليها خلال سني عمره ومن عمله.. فهنا لا يحق لنا التدخل في تصريف “المالك بملكه”.. أليس كذلك؟



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment