صحيح أن انتمائي هو لقطب الموالاة، وصحيح أنني من الذين يؤمنون أن السياسي الحق يرى مبادئ حزبه عقيدة يجب الإيمان بها. كما أن عليه احترام الرأي الآخر بنفس الدرجة. ولكوني متطفلة على السياسة، بيد أن هذا التطفل شابه نوع من الفضول الجريء دفعاني هما الآخران، إلى الاقتراب من ميدان الكتابة، وهنا وجدت نفسي حيث تجتمع هاتان الرؤيتان:
رؤية السياسي لنفسه معنيا بالشأن العام أكثر من غيره؛
رؤية الكاتب لنفسه مسئولا عن إيصال الحقيقة للمجتمع،مع علمي أن الحقيقة نسبية؛
لهذه الأسباب ولغيرها عزيزي القارئ أردت أن أبقى على اتصال معك في هذه الظرفية السياسية الفريدة من نوعها التي يمر بها بلدنا الحبيب.
أرض ملايين السياسيين أو المتسيسين على الأصح ، فنحن بلد كلنا هواة للسياسة، نمارسها اينماكنا وحيث ما حللنا، بدون أي وازع سياسي ولا حتى أخلاقي وليس هذا من باب الاعتراض ولا الاحتكار للسياسة ولا ممارستها،لكن يجب أن نعلم أن قيمة المرء فيما يتقن و أن نقسم الأدوار وليمارس كل منا ما يري انه انسب له.
من هذا المنطلق أردت التنبيه، لكي لا تختلط علينا الأوراق، و تنقلب المفاهيم، فننسى الأدوار المنوطة بكل منا أو نتناساها ،ونبحث عن الرحيل ونحن في غمرة الوصول، وعن الربيع ونحن في عز الشتاء،” فما هكذا يا سعد تورد الإبل”، وما لهذا انتخبك الشعب أيها السياسي، بل للدفاع عن مصلحته ولتعيش معه أفراحه و أتراحه دقيقة بدقيقة، فلا تنشغل عن مواطنيك بالتفكير في هم الرحيل، وحذار أن يتسللوا من بين يديك وأنت تحلم في ما بعد الرحيل.
فلا رحيل ولا هم يحزنون، ولكنها ديمقراطية إلى أبعد الحدود، واستحقاقات على الأبواب، وشعب متسيس و مسيس، فلا خوف منكم ولا خوف عليكم إن أنتم فهمتم أن لموريتانيا خصوصياتها و لا يمكن لأي كان أن يقفز على هذه الخصوصيات، ولا أن يستغل أي ظرف مهما كان نوعه ليطبقه علينا فنحن لسنا الدولة كذا ولا الدولة كذا، وليس حالنا حالهم فجر ثوراتهم ولا قريبا منه. فهيا انسوا الأحلام ” فإن الأماني والأحلام تضليل ” وعيشوا الواقع لكي لا تفوتكم الفرصة وتختلط الأوراق.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment