Thursday 21 June 2012

شطحات: إلي “تواصلية” في موريتانيا…





في حوار تلفزيوني بميدان التحرير بالقاهرة قالت لي إحدى فتيات حركة الأخوان

المسلمون المصرية إن الثورة من صنع النساء والرجال على حد سواء، وأضافت

بأن أي ثورة في العالم العربي لن تكون ما لم يقنع الرجال نساءهم بشرعيتها

فهن أكثر نشاطا وتضحية وصبرا وهن المانعات للرجال من الخروج بالسيوف

والرماح.. حين انتهى لقاؤنا وعدت إلى فندق “نبيلة” الواقع على شارع جامعة

الدول العربية تصفحت المواقع الموريتانية فإذا بنساء “تواصل” وقد شاركن اليوم بقوة في التحركات المطالبة برحيل عزيز، كما أظهرن جلدا خلال الاعتصام لم يعرف في نساء السياسة.. عدت قليلا إلى

المقابلة فإذا بالمرأة الإخوانية في كل مراحل المقابلة وهي تؤكد أن المفاتيح بيد النساء.. تذكرت كيف اقتادتني ذات يوم إحدى التواصليات لقرابة بيننا إلى اللجنة الإعلامية لحزبها، وكيف خدمت من أجل هذه السيدة النسخة الموريتانية من الإخوان مع أنني إلى الآن مازلت غير إخواني..


كنت أعمل في إعداد أشرطة الحملة فقط احتراما لالتزام نضالي رأيته فيها… عرفت فيها

من الإخلاص والالتزام لما تعتقد ما لم أعرفه قبلها في نساء السياسة.. التقيت صديقاتها في النضال في الإطار ذاته وفي أماكن أخرى فوجدتهن مخلصات صادقات مضحيات بكل ما لديهن من مال ووقت.. حين

أسألها هل أنت الوزيرة المقبلة للحزب.. ترد بالنفي، هل أنت العمدة؟.. هل أنت قيادية

في الحركة أو الحزب تجيب دائما بالنفي..


أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة وبعدها كانت، ومن تسميهن بالأخوات، يطرقن كل باب حرا وقرا وفي كل حي لإيصال رسالة الحزب.. قصة تلك التواصلية وأخواتها مر بذهني كشريط سريع جدا .. “الأخوات

لا يردن من السياسة إلا ما يخدم الجميع أما المناصب والمغانم فللأمة بكل أطيافها”.. لو سمعت

هذه الشعارات من آخرين أو أخريات لسخرت منهم ولكن لأنها جاءت منها فأحسبها بل وأجزم بأنها صادقة لأنني لم أسمع منها ومن أخواتها سلوكا قد يحيل إلى التفكير بأنهن أنانيات أو ابراغماتيات…


عندما تعرفت على الأخوات كنت أشفق عليهن بادئ الأمر وأقول منطلقا من التجارب السابقة: سيأكل حصادكن الآخرون وسترون.. وكن دائما يفضلن بوثوقية عدم الإسهاب في الحديث عن كل ما يصعب إثباته

وكأنهن موقنات من أن الزمن سيثبت لي عكس ما أعتقد.


تلك السيدة المجاهدة كما تفضل أن تكون، علمتني أن في البلاد خبرا وتضحية

وإيمانا بتقديم مصلحة الجميع وأن على كل واحد منا أن يسهم ولو بلبنة ثم

يرحل، والأفضل أن لا يحس أحد بمن وضع اللبن فالمهم هو انتصاب الصرح..


تذكرت السياسيات الموريتانيات حين يستجدين الصحفيين لتغطية أنشطتهن وكيف أن إحداهن

تسأل صاحب الجريدة أو الكاميرا أن يركز على أدائها هي وليس الأخريات عكس ما عرفته في مجموعة “الأخوات”.. والتمست الفرق البين بين من تريد الجزاء ممن يحتاج لتقويم نظره وتنبيهه إلى المسألة

وبين من تريد الجزاء فقط ممن خلقها هي والفعل والجزاء.. الفرق كبير وكبير جدا.


تجربتنا مع نساء السياسة ومع رجالها جعلتنا متشائمين إلى أبعد الحدود حتى

ليوشك أحدنا أن يفقد ثقته بكل ما حوله.. لكن لو تأملنا قليلا لوجدنا الكثيرين ممن يشتعلون لينيروا للآخرين دروبهم.


محدثتي المصرية تحدثت عن نساء قدمن رجالهن للموت من أجل مصر وأمهات رخصن لفلذات أكبادهن للخروج إلى الميدان حيث آلة الموت والقمع تطحن دون رحمة..


ربما لم يحن الوقت بعد للحكم على نسائنا، هل هن من هذه الطينة، لكن الأكيد أن “أخوات” تلك المناضلة لن يبخلن بأنفسهن حين يكون الأمر ضروريا .. فهل هذا أحد أسرار قوة الإخوان في كل مكان أم أن نسخة الإخوان الموريتانية تنفرد بأنها نسخة نساؤها أقوى من رجالها.. حين أسأل المناضلة هذا السؤال تقول إن الأخت في تواصل هي المرأة التي تسير وراء الرجل العظيم .. ليس إلا..


ربما لهذه الأسباب أبعث إليهن التحايا هذه الأيام من ميدان التحرير.



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment