Monday 28 January 2013

فصالة: “اللاجؤون” وجه آخر للحرب داخل الأراضي الموريتانية (صور)

هنا يتم تسجيل هؤلاء في فصالة... وبعدها رحلة إلى مخيم امبره قرب باسكنو... لكن ماذا بعد؟ (الأخبار)



هنا يتم تسجيل هؤلاء في فصالة… وبعدها رحلة إلى مخيم امبره قرب باسكنو… لكن ماذا بعد؟ (الأخبار)




الأخبار (فصالة – شرقي موريتانيا) – طوابير من عشرات السيارات، مئات النساء والأطفال والمسنين، لا تخفي ملامحهم “نوعا” من الطمأنينة من الوصول من رحلة لا يدركون أنهم بالكاد بدؤوها، رغم أن أغلبهم ليست تجربته الأولى مع اللجوء والتشرد، ومتطوعون يهرعون هناك وهناك، ورجال أمن يتأكدون من هويات المغادرين ويسجلون أرقام السيارات.



ذاك هو المشهد الصباحي في مدينة فصالة أقصى الشرق الموريتاني، والوجه الآخر للحرب الدائرة في الشمال المالي بين القوات الإفريقية المدعومة فرنسيا، ومسلحي الحركات الإسلامية الناشطة في المنطقة.



بعد المرور بثلاثة مراحل تسجيل أولاها عند الجيش والثانية لدى الشرطة والثالثة لدى المنظمات الإغاثية تبدأ مرحلة النقل إلى مخيم امبره قرب باسكنو (الأخبار)

بعد المرور بثلاثة مراحل تسجيل أولاها عند الجيش والثانية لدى الشرطة والثالثة لدى المنظمات الإغاثية تبدأ مرحلة النقل إلى مخيم امبره قرب باسكنو (الأخبار)




“الخوف” هو الكلمة المفتاحية لتفسير هروب هؤلاء من أمكان سكنهم ومغادرتهم لوطنهم في ظروف صعبة، بل حرجة في بعض تفاصيلها، لكن دلالة هذه الكلمة تختلف من شخص لآخر، فهذا عاين القصف عن قرب وربما فقد فيه أحد أفراد أسرته، وهذا سمع بقوة القصف في مناطق أخرى فآثر المغادرة ضمانا للسلامة، وذاك لديه تجربة مرة مع الجيش المالي فقدت فيها أسرته عشرات الأفراد، ويخشى أن تتكرر التجربة.



ملامح الأطفال تكشف قسوة التجربة ومرارة اللجوء... (الأخبار)

ملامح الأطفال تكشف قسوة التجربة ومرارة اللجوء… (الأخبار)




الأطفال هم الأكثر ضررا من هذه القضية معنويا وصحيا، لكنهم الأقل همَّا في المشهد الصباحي في فصالة، فثلاثي البراءة الطفولية، ونسيم الهواء الصحراوي، وخبز الصباح، يشغلهم عن واقع مرير وقفت وراءه إرادات الكبار، وصراع السياسيين، فللأطفال عالمهم الخاص، وقد نجحوا في عزله عن واقع الآخرين، رغم أن ملامح الأمهات تشكل ضغطا متواصلا على “حواجز” العزل التي أقامها الأطفال على واقعهم.



في مخيم “التسجيل” في قلب مدينة فصالة تختلط الأعراق والألوان، يجمعها البحث عن مكان لا يصله أزيز الطائرات الفرنسية، ولا يخيم عليه شبح “التصفية العرقية” المتداول في هذا المخيم على نطاق واسع، فالكل يتهم الجيش المالي بالتصفية العرقية واقعيا وتاريخيا.



...رغم كل الظروف تستمر "سيارات" الأطفال في تجوالها داخل مخيم التسجيل في فصالة (الأخبار)

…رغم كل الظروف تستمر “سيارات” الأطفال في تجوالها داخل مخيم التسجيل في فصالة (الأخبار)




تمتد الرقعة التي لجأ سكانها إلى موريتانيا من حوالي 60 كلم جنوب وشرق تمبكتو إلى ليره حوالي 60 كلم من فصالة، ويصل المعدل اليومي لهم حوالي 1000 لاجئ، وتتعدد وسائل الوصول في ذلك، بين من يقطع عشرات –إن لم تكن مئات – الكيلومترات سيرا على الأقدام، ومن يكسبه الحظ مكانا قصيا أعلى شاحنة حملها من الأمتعة أكبر من حجمها، كما وصل عدد ركابها إلى أكثر من مائة.



يسابق رجال الشرطة الموريتانية الزمن لتسجيل القادمين، ويصلون الليل بالنهار في عملية التسجيل، فالدوام اليومي يتحكم فيه تدفق اللاجئين من الحدود الأخرى، ومع انتهاء عملية التسجيل ومغادرة اللاجئين إلى مخيم “امبره” قرب باسكنو تنتهي مهمة الشرطة وتبدأ مهمة الدرك، حيث يتولون الإشراف على المخيم وتوكل إليهم مهمة تأمينه.



...مع كل موجة قصف ترتفع وتيرة تدفق اللاجئين إلى الأراضي الموريتانية (الأخبار)

…مع كل موجة قصف ترتفع وتيرة تدفق اللاجئين إلى الأراضي الموريتانية (الأخبار)




أحد المسنين قدم من بادية تمبكتو يقول إنه وأفراد قبيلته قرروا الهرب إلى موريتانيا بعد أن عاينوا الموت من القاذفات الفرنسية، مضيفا “الطائرات كانت تصب علينا النار صبا، لم أصدق أننا نجونا من الموت، لا أدري ما الذي يريده لدينا بالضبط، فلا سلاح لدينا ولا مسلحين، نحن أهل بادية ورعاة حيوان ولا علاقة لنا بالسياسة ولا بالحرب”.



... وتتعدد وسائل لعب الأطفال تعدد أسباب مآسيهم وربما أكثر... (الأخبار)

… وتتعدد وسائل لعب الأطفال تعدد أسباب مآسيهم وربما أكثر… (الأخبار)




ولا يخفي المسن الأزوادي خشيته على من بقي من السكان، قائلا: “الوضع هناك خطير، حتى قبل أن يعود الجيش المالي، فالطائرات التي قالوا إنها فرنسية تقصف كل يوم عددا من المناطق وبشكل مخيف، إن أصواتها أقوى من الرعود، يكفي صوتها فقط ليصيبك بالإغماء وربما يقتلك، نحمد الله أن نجانا من موت محقق”.



بدأ هولاء رحلة اللجوء مساء أمس قادمين من مضاربهم قرب مدينة ليره على الحدود المالية الموريتانية (الأخبار)

بدأ هولاء رحلة اللجوء مساء أمس قادمين من مضاربهم قرب مدينة ليره على الحدود المالية الموريتانية (الأخبار)




“مخيم فصالة” يشكل أولى مراحل اللاجئين الأزوادين على الأراضي الموريتانية، فهنا يجري تسجيلهم، ليتحول كل واحد منهم إلى رقم في سلسة أرقام تتزايد بشكل يومي لدى السلطات الموريتانية والمنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة.



...عرف سكان الشمال المالي اللجوء أكثر من مرة... وتكررت التجربة خلال أقل من عام (الأخبار)

…عرف سكان الشمال المالي اللجوء أكثر من مرة… وتكررت التجربة خلال أقل من عام (الأخبار)




نهاية مرحلة التسجيل تعني الدخول في قوائم اللاجئين الرسميين، وبعدها يتم نقلهم إلى مخيم “امبره” حوالي 18 كلم شرقي مدينة باسكنو، يتضخم هذا المخيم باستمرار، وتحاول الحكومة والمنظمات الإغاثية العاملة في المجال مواكبة تضخمه بفعل التدفق المستمر للاجئين، لكن استمرار الأزمة، وتصاعد الأعمال الحربية يزيد من صعوبة السيطرة على الوضع داخل مخيمات اللاجئين.

الأخبار




Filed under: موريتانيا, مالي, مرصد حقوق, أخبار Tagged: موريتانيا, مالي, مرصد حقوق

No comments:

Post a Comment