Friday 9 November 2012

هل تخلت الجزائر عن الرجل المريض ؟ | ‫#موريتانيا أخبار


خاص – وكالة الساحل ميديا


منذ أن بدأت التسريبات الجزائرية تتقاطر على الساحة الإعلامية بخصوص الوضعية الصحية للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بدأ مراقبون يطرحون أسئلة حول الهدف الذي تسعى إليه الاستخبارات الجزائرية -المتمرسة في تحريك إعلامها عند الحاجة- من وراء ذلك.


في هذا السياق جاءت مؤخراً واحدة من أخطر الخرجات الإعلامية الجزائرية حين نقل موقع “نوميديا نيوز” المقرب من الأجهزة الأمنية في الجزائر، عن مصادر وصفها بأنها “جد مطلعة” أن الرئيس الموريتاني “أصيب بشلل شبه تام” وأن وضعيته الصحية “جد حرجة”.


الموقع في برقيته القصيرة والمركزة غادر الصيغة الخبرية ليعطي جرعة رأي مستتر حين أشار إلى أن “القوات المسلحة الموريتانية متخوفة بشأن مستقبل الرئاسة في البلاد”، وهي إشارة تحمل الكثير من الدلالات ولعل أخطرها ذلك التأثير الجلي على حالة الفوضى والتعتيم التي تشهدها الساحة السياسية الموريتانية منذ إصابة الرئيس.


أمام هذه الأنباء المنتشرة بشكل واسع يتساءل مراقبون موريتانيون: لماذا التسريبات الإعلامية تأتي من الجزائر دون غيرها من الدول المغاربية والإفريقية القريبة والمطلعة على حقيقة الوضع الصحي للرئيس الموريتاني، خاصة إذا علمنا أن جنرالات من المغرب والجزائر ودول إفريقية أخرى يعملون في مستشفى بيرسي العسكري حيث تلقى ولد عبد العزيز العلاج يوم 14 أكتوبر الماضي.


تبقى أسئلة المراقبين حائرة بخصوص الموقف الجزائري من الرئيس الموريتاني المريض، الذي مرت علاقتها به أيام عافيته بفترات مد وجزر مختلفة، ولعل الفترة الأخيرة كانت من أكثر هذه الفترات تقارباً، حيث قام ولد عبد العزيز بزيارة إلى الجزائر وصفت بأنها “ناجحة”، كما كانت وجهة نظر البلدين متقاربة بشأن الحرب التي تدق طبولها في شمال مالي.


وأمام عكسية متراجحة العلاقات بين موريتانيا من جهة والمغرب والجزائر، ظلت العلاقات المغربية الموريتانية المتوترة ولو بشكل خفي، عاملاً مهما في التقارب الجزائري الموريتاني خاصة في ظل الاهتمام الموريتاني المتزايد بالملف الأمني في منطقة الساحل مما يجعلها أقرب للتأثر بالجزائر ذات القبضة الأمنية الحديدية في الساحل عموماً وشمال مالي خصوصاً.


ولكن هذه الوضعية المثالية بدأت تتغير منذ أن أصيب الرئيس الموريتاني برصاصات “صديقة” 13 أكتوبر الماضي، فهل أدركت الجزائر نهاية ولد عبد العزيز وبدأت في لعب دور خفي يجعلها قريبة من أي سيناريو موريتاني للخروج من الأزمة التي خلفها ولد عبد العزيز.


أم أن الجزائر تجد في تأزيم الوضع الموريتاني من خلال تغييب الرئيس ولد عبد العزيز، مخرجاً أهدته لها الأقدار لمنع الحرب المقبلة على منطقة الساحل، فتضرب بقوة في الخاصرة التي كان يراهن عليها كنقطة ارتكاز للدعم اللوجستي الغربي للقوة العسكرية الإفريقية.







المصدر

Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment