Friday 23 November 2012

الشعب آخر من يعلم | ‫#موريتانيا أخبار











الكاتب : محمد سالم التلمودي

كعادة كل أنظمتنا السلطوية دأبت الرئاسة والحكومة على سياسة التعاطي السلبي مع الجماهير ،المحتجة والمضربة والمعتصمة والمتظاهرة المطالبة لإحقاق الحق والحقوق وإزهاق الاباطيل سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية بالعنف النفسي والجسدي حد القتل وبالصد والفصل والإبعاد والحبس وبالتجاهل وعدم التجاوب من منظور أن حراكهم ينضوي خصوصا أو عموما تحت مظلة المعارضة الديمقراطية ،بشكل مباشر أو غير مباشر


ويتوجب لهذا رغم المطالب الفئوية الخاصة والكثافة الشعبية العامة تجاوزهم والتقاضي عن غاياتهم الحقيقية والقفز عليها والهروب منها باختزال هذه المطالب الوطنية أو الديمقراطية وهذا الشارع الواعي بفئاته المناهضة والمستقلة والموالية حتى في بعض النخب السياسية خصوصا والنخب الاقتصادية والاجتماعية عموما بدل من التعاطي الايجابي العملي مع مطالب الناس الاصلاحية والتغيرية بالجملة أو بالتقسيط المريح بشكل مباشر درءا للفتنة وسد للذرائع وإخراج البلد من النفق السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى أفق وطني ديمقراطي مدني مؤسساتي ،


هذا بدل من استراتيجية احتكار الدولة وتكتيكات بيع وشراء الغايات الشعبية حيث تبرر الغاية السلطوية وسيلة الحلول السياسية النخبوية ووسائل الحلول الاقتصادية والاجتماعية الشعبوية التفافا على الأزمات الوطنية والديمقراطية الحادة والمزمنة للدولة والشعب هذا طبعا خصخصة للمشاكل الاصلية والفصلية في شخوص القادة السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين اللذين يوظفونها بالحق أو بالباطل لمصالح ضيقة خاصة أو عامة لا تسمن هزال الدولة الوطنية ولا تغني من جوع الشعب السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،


هذا لكي لا تقنع السلطة العسكريتارية الحاكمة والمستحكمة نفسها بأن هذه المطالب الشعبية المناهضة للاستبداد السلطوي للحكم الانقلابي السائد والمطالب الفئوية المعترضة على الفساد الاقتصادي والاجتماعي القائم للنظام ليست مطلب مواطنين يؤمنون بحب الوطن ويعتقدون بواجبات الدولة وحق الشعب ولذلك يحشرها فقط في اطار طلبات النخبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن التفاوض معها على المكسب والخسارة بما يحقق المصالح المشتركة البينية على أكتاف الشعب المغلوب على أمره من غلبة الطبقة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية المتسيدة في مصير البلاد والعباد كما في الحوار السابق


وعليه يكون تعاطي الدولة سلبا أو ايجابا بينها وبين هذه الزعامات رأس برأس وليدهس الشعب بين الرجلين بين مطرقة نظام انقلابي سلطوي يدق خامس أو سادس مسمار في نعش الدولة الوطنية وسندان معارضة زعامات احترقت شيبا وتأبى تقاعدها السياسي.


هذا من نظرة أن هذه النخب المعنية بالأمر السياسية خاصة هي من تحرك هذا الشارع الغوغائي في نظر السلطة أو هذه العامة أو الخاصة الدهمائية في نظرها طبعا وكأن هؤلاء الناس المواطنين الوطنيين عجماوات لا رأي لهم ولا رؤية في شؤون مواطنتهم ووطنهم لا عقل لهم يفهم ولا قلب لهم ينبض بحياة الالفية الثالثة بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية ولا روح لهم لم تراوح قط هذا الأمر الواقع السلطوي الفاسد اللذي يراوح مكانه ولا جسد لهم يإن بصمت.


وبعلو الصوت تحت ضغط واقع الحال الاقتصادي والاجتماعي المثقل بالحمولة الزائدة وكأن هذا الانسان المواطن العادي لدى النظام السلطوي القائم خصوصا المعارضة عموما مجرد رقم يضيف او ينقص من الحساب السياسي والاقتصادي والاجتماعي اللذي يجمع مجمعين بحسن نية أو بنوايا مبيتة بأن مطالبهم في الاصلاح أو التغير من خارج المنظومة يجب أن تتم عبر سماسرة دولة وشعب ومجتمع يحتكرون ماضي وحاضر ومستقبل الوطن والمواطن ويسعرون مطالبه بالمزاد العلني والسري والسوق السوداء كل بكمه وعلى كيفه من رأس النظام إلى ساس المعارضة دون أن يزول الباس وترتاح الناس من هذا الافلاس وكأنه ليس من واجب الدولة وحق الشعب شعب المعارضة وشعب النظام في الاصلاح بإحسان أو التغير بمعروف مهما تطابقت أو تقاطعت هذه المطالب الشعبية المظلة أو الظل مع المعارضة كونها مطالب محقة واستحقاقية والتعاطي معها في الاتجاه الصحيح دون مشاكسة أو معاكسة أو مساكنة للوسيط المعتمد لحل أصل المشكل وحلحلة فصوله من منظور وطني ديمقراطي توافقي جامع يحقق تطلعات الشعب بمسؤولية ومصداقية وشفافية.


وليس من النظرة السياسوية الضيقة التي تطبع تعاطي السلطة والمعارضة مع المطالب الوطنية والديمقراطية للأمة في الاصلاح والتغير تحت سقف الوطن وعلى أرضية المواطنة وقد شهدنا هذا التغاضي في تعامل الرئاسة والحكومة بالتحديد مع الحراك السياسية والاجتماعي الحاد والمزمن منذ شهور بالتعاطي السالب وكأن شيء لم يحدث وهذا شيء له تأثيره على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلد ولكن لا حياة لمن تنادي صم بكم عمي كأن الناس يمكن دائما وأبدا الضحك على عقولها والحيلولة من دونها وكأن التعاطي مع هذه النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية الزعماتية هي الشباك المفتوح لإغلاق بوابة الشارع أي نعم في المدى القصير والمتوسط ولكن في المدى البعيد عندما يبلغ السيل الزبى سيجرف طوفان الشعب المضغوط الصنم وعباده المؤمنين به ومنافقيه ذو الوجهين ومشتركيه المذبذبين وكفاره المتألهين.


وحبذا لو كانت هذه النخبوية في التعاطي مع أمال الشعب السياسية وهذه الشعبوية في التعاطي مع حاجاته الاقتصادية ومتطلباته الاجتماعية كفت المؤمنين شر القتال لكنها لم تقدم في شيعة الاصلاح بقدر ما اخرت سنة التغير ويبدو أن هذه النظرة السلبية للسلطة الخاصة بالمعارضة خصوصا وبالفئات الاجتماعية والاقتصادية عموما قد عمت وأصبحت نظرة عمومية حيث أنها طبعت تعاطي الرئاسة والحكومة مع الشعب مواليه معارضيه محايديه في حادثة اطلاق النار على الرئيس اللذي شغل مسامع الناس وملأ أفواه الساسة حول صحة الرئيس ومن قبل حول الحادث ومن بعد حول من يحكم البلاد دون بنت شفة مقنعة من السلطات الحاكمة.


إلا أنه في ظل هذه الضبابية التي تكتنف الجو العام والشعب على أعصابه لمعرفة الحقيقة الكاملة التي هي من حقه ومن واجب الدولة عليه لوضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة نجد أن هذه الرئاسة العاطلة وتلك الحكومة المتعطلة بنفس التكتيك السياسي اللذي بدأ انه أصبح استراتيجية الحكم قد حكمت على حق الرأي العام الوطني في المعلومة من القنوات الرسمية بالتعتيم مع سبق الاصرار والتعمد بتلك النظرة الدونية السلطوية السلطانية لهذا المواطن العادي في احتقار لمشاعره الوطنية ولعقله السياسي على أنه في الهامش اللهم إلا في وقت الضرورة وعلى ان النخبة هي بيت القصيد للتحايل على هذا الشعب في كل مطلب وطني وديمقراطي كما مطلبها في الوقت الحالي.


وما اتصالات الرئيس بالنخب تحديدا وخرجاته قبيل مهرجانات المعارضة إلا من هذا الأمر في ضرب للعقل الجمعي بعرض الحائط متناسية او متناسية الرئاسة حتى لا أقول الرئيس لاعتبارات انسانية أنها مجرد رصيف ترابي لهذا الشارع المعبد تنفخ في الريح فيذهب في مهبها وبأن الجماهير الشعبية المتحررة من الفساد والاستبداد لم تعد جمهور متفرج على مسرح الجمهوريين وهم يمثلون مسرحية المدينة الفاضلة كيف وقد امتلكت الشعوب ارادة الحياة الحرة وتملك الشباب زمام المبادرة بفرض الاصلاح والتغير لتقلب عاجلا أو آجلا الطاولة على هواة ومحترفي الكرسي وعتبي على الجماهير على أنها ما تزال تريد الاصلاح والتغير من السلطة والمعارضة اللذان باتا وجهان لعملة واحدة وجه يشترينا بالأوهام ووجه يبعنا الأحلام والأولى لها والأجدى نفعا والعرض لا يكفي الطلب أن تقلب الطاولة على الجميع وتصنع القدر بدلا من ان تصبح دائما وأبدا في دكة الانتظار حتى لا يفوتها القطار .


الكاتب : محمد سالم التلمودي


رقم الهاتف : 20390084



المصدر




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment