Friday 12 July 2013

سر اختفاء شعب الصحراء العريق

سر اختفاء شعب الصحراء العريق










Photo: © sahramasr.net



تعتبر الصحراء الكبرى في أفريقيا الوسطى هي الأكبر على سطح الكوكب وعلى الرغم من أن الحضارة الإنسانية البدائية ولدت في هذه المنطقة قبل بضعة آلاف من السنين إلا أن الحياة تنعدم حالياً في هذه الرمال المتوهجة. ولهذا بدأ العلماء في العقود الأخيرة بجمع معلومات حول ما حدث للناس الذين عاشوا في هذه المنطقة.


تمتد الصحراء عبر أراضي بضع من الدول الأفريقية والشرق أوسطية منها تشاد ومصر وليبيا والسودان والجزائر وغيرها من الدول الأخرى مع العلم أن مساحة هذه الصحراء تساوي تقريباً مساحة الولايات المتحدة.


تعتبر الصحراء في هذه اللحظة منطقة غير ودية ولكن على مدى 100 سنة الأخيرة قام الجيولوجيون باكتشاف مدهش في هذه المنطقة واتضح فيما بعد أنها تحتفظ بالكثير من لوحات كهوف العصر الحجرية القديمة يبلغ عمرها على الأقل 10 ألاف سنة وهي تصور مجموعة متنوعة من الحيوانات والناس الذين يقومون بطقوس غير معروفة.


غالباً ما يتمتع الناس في هذه اللوحات على رؤوس دائرية وهذه السمة يتصف بها الفن الصحراوي ولهذا فإن اللوحات بهذا النمط تم كتاباتها من قبل أناس لها نفس الخلفية الثقافية وهي تساعد على تتبع تغير العصور عندما تظهر أدوات العصر البرونزي والناس على ظهور الأحصنة تحمل الأواني الفخارية. ولكن السؤال ما الذي حدث لهم؟ وكيف تمكنوا من البقاء على قيد الحياة فمثل هذه الظروف؟ وإلى أين ذهبوا؟.


قام عالم الآثار الألماني ستيفان كريبلن بحل هذه المسألة وبصحة فريق من العلماء كان يتوجه سنوياً إلى القسم غير المستكشف من الصحراء سعياً منه لإيجاد أدلة جديدة. وبالفعل تمكن الفريق من تعقب مكان اللوحات الكهفية عن طريق الرسم التدريجي لشكل الصحراء كما كانت منذ آلاف السنين. وقد تم العثور على هياكل عظمية لأسماك مجففة وكائنات بحرية أخرى وتم العثور أيضاً على أثار لغبار الطلع وبقايا الأشجار في الوديان الكبيرة لهذه الصحراء.


أدرك العلماء تدريجياً بأن جميع المعلومات التي تم الحصول عليها تشير إلى حدوث تغيرات مناخية كبيرة في المنطقة بشكل عام، حيث جفت الأنهار والبحيرات في هذه الأرض الخصبة منذ 8 ألاف سنة تقريباً وتحولت إلى أرض صحراوية لا حياة فيها ولهذا غادرها الناس بعدما غادرتها المياه.



وقد نشر الباحث كريبلن مع فريقه مقالة عام 2006 يشرح فيها كيفية تنقل واستيطان الناس عن طريق رسمه خطاً بيانياً توضعت عليه نقاطاً حمراء تشير إلى الاستيطان الطويل الأمد أما النقاط الرمادية فهي تشير إلى الاستيطان المؤقت. وبحسب رأي العلماء انتهت فترة الجفاف الطويلة منذ حوالي 6 ألاف عام قبل الميلاد وبدأت الأمطار الغزيرة تهطل على الأراضي الصحراوية وأصبحت هذه الأراضي مناطق مليئة بالأعشاب والنباتات المثمرة والحيوانات. وبعد ذلك هاجر الناس وادي النيل وانتقلوا إلى عمق المناطق الشرقية من الصحراء، وبعد انخفاض كمية الأمطار منذ حوالي 6 ألاف سنة قبل الميلاد انتقل الناس إلى الجنوب. ولكن منذ 5300 سنة قبل الميلاد توقفت الأمطار بشكل نهائي واضطر الناس الذين استقروا في هذه المناطق للعودة إلى نهر النيل. وفي ذلك الحين بدأت تظهر الحضارة المصرية العظيمة.


ولكن أصبح الموضوع الأهم هو الفترة الزمنية التي طال فيها هذا التحول؟ برأي بعض الخبراء هو أن التغيرات المناخية كانت سريعة بحيث تحولت الحقول الخضراء إلى كثبان رملية في غضون 100 عام. ولكن في عام 2008 أعلن كريبلن أنه من المتوقع أن تكون عملية التصحر هذه امتدت لـ 500 عام ، وقد ساعد في الوصول إلى هذا الاستنتاج العينات التي أخذت من أعماق بحيرة تشاد والتي ما تزال عذراء على مدى 6 ألاف سنة الأخيرة، فقد تم العثور على نباتات تعود إلى عدة ألاف سنة في الطبقات العميقة للبحيرة.


لقد وجد العلماء أن موت الغطاء النباتي استمر لفترة طويلة ولم يحدث أي تغييرات مفاجئة للمناخ ولهذا كان هناك متسع من الوقت لدى الناس الذين عاشوا على الترحال في ضفاف النيل.


بالنسبة لنا هذا يعني أن بعض ممثلي أقدم الحضارات عاشوا في الأراضي الخصبة التي اختفت منذ ذلك الحين، وهذا يعني أن الصحراء الميتة كانت البديل لثقافة الصحراء المؤقتة منذ ألاف السنين.



via المصدر.




Filed under: مصر, أخبار Tagged: مصر, أسرار التاريخ, ثقافة

No comments:

Post a Comment